نائب البرهان يلتحق به في بورتسودان بعد أشهر من العزلة في مقر قيادة الجيش بالخرطوم

خروج نائب قائد الجيش من مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم يثير تساؤلات حول كيفية حدوث ذلك.
الاثنين 2023/10/23
لقاء طال أمده لكنه يثير الشكوك

بورتسودان (السودان) - التحق عضو مجلس السيادة نائب قائد الجيش السوداني شمس الدين الكباشي بالفريق أول عبدالفتاح البرهان في ولاية بورتسودان شرق البلاد بعد ستة أشهر من الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم.

ونشرت وكالة الأنباء السودانية الأحد فيديو يظهر لقاء جمع بين البرهان والكباشي. وكان الكباشي ظهر السبت في قاعدة وادي سيدنا شمال أم درمان وهو محاط بعدد من الجنود والضباط، متعهدا بـ"نصر قريب"، في ما بدا محاولة من قبله لرفع معنويات الجنود المنهارة.

وأثار خروج نائب قائد الجيش من مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم تساؤلات حول كيفية حدوث ذلك، خصوصا وأن المقر يخضع منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل إلى حصار شديد. ولا يستبعد البعض أن تكون قوات الدعم السريع سمحت له بالخروج بعد تدخلات إقليمية ودولية، هدفها بناء الثقة لإطلاق مفاوضات سياسية بين الجانبين.

◙ محاولة الكباشي التسويق لخروجه على أنه انتصار يعكس حالة تيهان واستمرارا في التسويق لمغالطات يفندها الميدان

وأثار التهليل الذي صاحب خروج الكباشي موجة تهكم، وقال أحد المحللين إن المشهد يذكر السودانيين بما حدث للرئيس المعزول عمر البشير عندما زار جنوب أفريقيا في عام 2015 للمشاركة في قمة للاتحاد الأفريقي.

وكان البشير وقتها مطلوبا للمثول أمام محكمة الجنايات الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة، وقد تحركت السلطات العدلية في الدولة المضيفة لاعتقاله، لكن جهاز الأمن الجنوب أفريقي تمكن من تهريبه إلى مطار صغير في أطراف مدينة جوهانسبرغ، حيث غادر إلى الخرطوم وقد نظم له أنصار المؤتمر الوطني الحاكم استقبال الفاتحين، وأضفوا عليه لقب أسد أفريقيا.

ويرى متابعون أن محاولة الكباشي التسويق لخروجه على أنه انتصار يعكس حالة تيهان، واستمرارا في التسويق لمغالطات يفندها الميدان، حيث تميل كفة الصراع لصالح قوات الدعم السريع التي نجحت بعد مضي ستة أشهر في الحفاظ على قبضتها في العاصمة الخرطوم وتعزيزها في ولايات كردفان، مع التمدد نحو إقليم النيل الأبيض المحاذي لولاية الخرطوم من جهة الجنوب.

ويقول المتابعون إن خروج الكباشي وقبله البرهان إلى بورتسودان رسالة سلبية للجنود وللمؤيدين لقيادة الجيش، وقد تدفع الكثيرين إلى إعادة النظر في القيادة التي ثبت أنها عاجزة عن تحقيق أي انتصارات، وأنها لا تملك سوى رفع شعارات لنصر لا يبدو قريبا أو بعيدا.

 

2