أبوظبي للترجمة يصدر كتابا عن ولادة موسيقى البلوز وتطورها

فن انبثق من الجنوب الأميركي العميق في ظل العبودية، ومن أغاني العاملين في المزارع الشاسعة ومما حملوه معهم من ترنيمات من مواطنهم الأفريقية الأصلية.
الاثنين 2023/10/23
البلوز أكثر من أسلوب موسيقي

أبوظبي – أصدر مركز أبوظبي للغة العربية وضمن مشروع “كلمة” للترجمة كتاب “موسيقى البلوز: مقدمة موجزة” للمؤلف إيلايجا والد، ونقلته إلى العربية المترجمة صفاء كنج، وراجع الترجمة العربية محمد فتحي خضر، وقد صدر ضمن سلسلة “مُقدِّمات موجَزة” بالتعاون مع مطبعة جامعة أكسفورد العريقة.

ويرصد الكتاب ويتتبع ولادة موسيقى البلوز وتطورها، كما يُقدم في سرد كثيف تحولاتها على امتداد أكثر من قرن بدءاً من نهايات القرن التاسع عشر، وتلاقحها وتداخلاتها مع الأساليب الموسيقية الأخرى ليؤكد أن فهم هذا النوع الموسيقي -الذي هو في صميم الثقافة الأميركية- غير ممكن من دون الإحاطة بالتغيرات الثقافية والمجتمعية والسياسية والاقتصادية التي عرفتها الولايات المتحدة الأميركية والعالم.

ويقودنا المؤلف عبر فصول الكتاب الستة بأسلوبه الشيق والسهل الممتنع ليثري معرفتنا بالفن الذي انبثق من الجنوب الأميركي العميق في ظل العبودية، ومن أغاني العاملين في المزارع الشاسعة ومما حملوه معهم من ترنيمات عبر المحيط من مواطنهم الأفريقية الأصلية، قبل أن ينطلق إلى الشمال والمناطق الأخرى مع تحرير الأرقاء ومن ثم إلى العالم مواكبا تحولاته في شتى ضروبها ومناحيها.

تاريخ النشأة
تاريخ النشأة

ويذهب إيلايجا والد، مؤلف الكتاب، إلى أن البلوز أكثر من مجرد أسلوب موسيقي، إذ إنه تقليد موسيقي واسع ضمن ثقافة شعبية تتطور باستمرار. ومن ثم، يتتبع المؤلف جذور الموسيقى في الحقول ومعسكرات العمل والأناشيد الدينية ويظهر التحولات التي شهدتها على يد فنانين محترفين مثل وليام سي هاندي، الذي جعل موسيقى البلوز فناً شعبياً قبل قرن مضى.

ويستكشف دور البلوز في تطور موسيقى الكانتري وموسيقى الجاز، ويلقي نظرة على اتجاهات الإيقاع والبلوز التي راجت في أربعينات القرن العشرين وخمسيناته، من أسلوب تي-بون ووكر في الساحل الغربي إلى موسيقى مَدي ووترز المحلية في شيكاغو. وأخيراً، ينتقل المؤلف إلى الحاضر، ويتطرق إلى تأثيرات البلوز على الشعر الأميركي وعلاقة النوع الموسيقي بالأساليب الحديثة مثل الراب.

ولد إيلايجا والد في 1959 في كامبريدج في ماساتشوستس، وهو ملحن وعازف غيتار أميركي ومؤرخ موسيقي. وقد جال في أوروبا والعالم ليتعرف على فنون الموسيقى والموسيقيين. وكتب لسنوات عديدة عن موسيقى الجذور والموسيقى العالمية في صحيفة “بوسطن غلوب” وله في رصيده أسطوانتان موسيقيتان وثلاثة عشر كتاباً من بينها “كيف دمرت فرقة البيتلز موسيقى الروك آن رول”، و”معارض المينستريل الغنائية العالمية”، و”الهروب من الدلتا: روبرت جونسون واختراع البلوز”.

أما المترجمة صفاء كنج فهي محررة وصحافية ومدربة إعلامية ومترجمة من الفرنسية والإنجليزية إلى العربية، مع اختصاص في الترجمة العلمية. تخرجت من قسم الإعلام في الجامعة اللبنانية وحصلت على شهادة الماجستير من الجامعة الأميركية في القاهرة. ولها في رصيدها عدد كبير من الكتب المترجمة وتعاونت على مدار مسيرتها المهنية مع عدد كبير من دور ومؤسسات النشر العربية.

15