عام سجنا لصحافي جزائري بسبب مقال ساخر

إدانة سعد بوعقبة تأتي على خلفية مقال نشره في موقع "المدار" الإلكتروني، اعتُبر مسيئاً لسكان منطقة في الجزائر.
الجمعة 2023/10/20
رمز كتّاب العمود الصحفي في الجزائر

الجزائر - أدانت محكمة جزائرية الأربعاء الكاتب والصحافي سعد بوعقبة، أحد أبرز الصحافيين في الجزائر، في قضية مقال صحفي نشره في موقع على الإنترنت.

وأصدر القطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال في محكمة الدار البيضاء، في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، حكماً بالسجن لمدة عام، منها ستة أشهر نافذة، في حق بوعقبة، على خلفية مقال نشره في موقع “المدار” الإلكتروني، اعتُبر مسيئاً لسكان منطقة في الجزائر.

ووُجّهت إلى بوعقبة ومتهمين آخرين معه تهم تتعلق بجنحة التمييز وخطاب الكراهية وجنحة النشر وترويج أخبار باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال من شأنها الإضرار بالأمن العمومي والنظام العام.

وأثار عمود صحفي للكاتب المخضرم سعد بوعقبة، حول تحويل محافظة الجلفة بجنوب البلاد من حظيرة لتربية الخرفان السياسية إلى تربية الأبقار السياسية، سجالا قويا في الجزائر خاصة لدى سكان من المنطقة، بسبب ما أسموه نشر خطاب العنصرية والكراهية وسط المجتمع، وتقدموا بشكاوى جماعية ضد الكاتب المعروف بأسلوبه الناقد والساخر.

ويذكر أن الكاتب الصحافي بوعقبة هو رمز كتّاب العمود الصحفي في الجزائر، حيث حافظ عموده “نقطة نظام” الذي تجول به في مختلف الصحف والمواقع المحلية طيلة عدة عقود، على شهرة عالية ومتابعة واسعة لدى القراء الجزائريين، وكثيرا ما كان مصدر تضييق عليه، فكانت السلطات الوصية تقايض في بعض الأحيان الصحيفة التي ينشر فيها عموده بوقفه مقابل الاستمرار في الحصول على الدعم الحكومي.

ويعتبر بوعقبة من الأقلام الصحفية النادرة في الجزائر التي واصلت الكتابة والوفاء لنفس الخط الناقد والساخر؛ فرغم تجاوزه سن السبعين مازال يواصل كتابة عموده في موقع “مهاجر” بلندن، يملكه ناشطون سياسيون معارضون، مجانا.

وحكمت المحكمة أيضا على مدير الموقع الإلكتروني سليم صالحي، المقيم في بريطانيا، بعام حبساً نافذاً وغرامة نافذة. وكانت النيابة العامة للمحكمة قد التمست الحكم بالسجن لمدة خمس سنوات في حق الصحافي بوعقبة ومدير الموقع الإلكتروني.

5