التوترات الإقليمية تشوش على قمة أفريقيا - شمال أوروبا في الجزائر

الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تحجب الرؤية عن أزمة دول الساحل والصحراء وقبلها الحرب في أوكرانيا.
الأربعاء 2023/10/18
الحرب طارئ مفاجئ يربك بوصلة القمة

الجزائر- انطلقت في العاصمة الجزائرية الدورة العشرون للندوة الوزارية لدول أفريقيا وشمال أوروبا، في أجواء يخيم عليها التوتر الإقليمي والدولي، حيث حجبت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الرؤية عن أزمة دول الساحل والصحراء وقبلها الحرب في أوكرانيا.

وغلبت التطورات المتسارعة في المنطقة والعالم عموما على مشروع الشراكة السياسية والاقتصادية القائمة بين أفريقيا وشمال أوروبا، حيث رافع بقوة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، في الجلسة الافتتاحية للندوة العشرين لمبادرة الحوار بين أفريقيا وشمال أوروبا، المنتظمة منذ أمس الثلاثاء في الجزائر، لصالح القضية الفلسطينية، من خلال دعوته إلى هبة دولية لحماية الفلسطينيين مما أسماه بـ”البطش الإسرائيلي".

وصرح عطاف في كلمته بأن "المجتمع الدولي مدعو إلى هبة مستعجلة لنجدة المستضعفين والمقهورين والمضطهدين ووضع حد للعدوان الإسرائيلي، والعمل على إحياء مسار السلام لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف". وأضاف "قطاع غزة يعيش الحصار والقصف على مرأى ومسمع الجميع، دون أدنى اعتبار لأبسط القواعد الإنسانية والأعراف والقوانين الدولية، وأن بلاده تدعو لتفادي التنكر للحقائق الدامغة الماثلة أمام المجموعة الدولية، والمتمثلة في أن ما يجري في فلسطين يعد احتلالا، وأن في فلسطين حقوقا مشروعة لا يمكن أن تضيع أو تذهب سدى".

ويعد هذا الموقف ردّ الفعل الصريح الأول للجزائر منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة، وهو ما يوحي بنيتها في بلورة موقف إقليمي يعزز ما أوردته في بيانها المقتضب حول رفضها الكلي لما يجري في قطاع غزة، وما سجلته في بيان جامعة الدول العربية إلى جانب سوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس.

◙ موقف الجزائر يوحي بنيتها بلورة موقف إقليمي يعزز ما أوردته في بيانها المقتضب حول رفضها الكلي لما يجري في قطاع غزة

ويبدو أن الجزائر تريد من خلال احتضانها لقمة أفريقيا – شمال أوروبا، استغلال موقف الدول الأسكندنافية غير المتوافق مع موقف باقي القارة الأوروبية، لدعم الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية في المنطقة وفي أفريقيا، وذلك عبر بوابة الورشات الثلاث للقمة والتي تبحث مسارات السلم والأمن والحوار والتعاون والشراكة بين الطرفين.

وتتزامن الدورة العشرون للقمة مع سلسلة من التوترات الإقليمية والدولية المتصاعدة، على غرار الأزمة السياسية التي تعصف بدول في منطقة الساحل والصحراء، حيث توسعت دائرة الانقلابات العسكرية في عدة دول، وقبلها الأزمة الأوكرانية التي دفعت إلى اصطفافات أعادت سيناريو الحرب الباردة بين الروس والغرب.

وتحتضن الجزائر هذه الدورة لأول مرة منذ إطلاق المبادرة العام 2001، بحضور حوالي 30 بلدا تشمل دول شمال أوروبا الخمس، المتمثلة في السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا وأيسلندا، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الدول الأفريقية تمثل مختلف مناطق القارة.

وتتضمن الدورة عدة محاور تتشكل من ثلاث ورشات، تتناول الأولى موضوع "السلم والأمن وترقية الحوار من أجل حلحلة النزاعات"، وتخصص الثانية لـ"الشراكة الاقتصادية بين أفريقيا ودول شمال أوروبا"، أما الثالثة فستدور حول "تعزيز التعاون متعدد الأطراف بين المجموعتين داخل الهيئات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة".

وتهدف الندوة إلى تعزيز الحوار والتشاور بين الدول الأفريقية ونظيرتها من دول شمال أوروبا حول عديد المسائل الهامة المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين، والتنمية المستدامة والشراكة الاقتصادية، وتوطيد التعاون بينهما على مستوى الهيئات الدولية لاسيما على مستوى الأمم المتحدة.

كما تهدف أيضا إلى المساهمة في تعزيز كل ما يمكن أن يسمح بتقوية النظام العالمي متعدد الأطراف، وإيجاد السبل الكفيلة لمواجهة التحديات المترتبة عن تدهور المناخ وتزايد الهجرة والإرهاب العابر للحدود، فضلا عن البحث في الطرق الممكنة لترقية التعاون الاقتصادي والتجاري وتفعيل الفرص المطروحة لتوسيع الشراكة والاستثمار في الاتجاهين.

4