اللبنانيون يتهيأون للسيناريو الأسوأ

ألفا جندي أميركي في حالة تأهب تحسبا لانتشار في الشرق الأوسط.
الأربعاء 2023/10/18
تسجيل موقف

يزاد الوضع تعقيدا وسخونة على الجبهة الجنوبية للبنان، مع استمرار الاشتباكات والقصف بين حزب الله وإسرائيل وسط مخاوف جدية من أن تنزلق المنطقة إلى صراع لا يمكن التكهن بمآلاته.

بيروت - يتهيأ اللبنانيون للسيناريو الأسوأ على وقع التصعيد الجاري على الحدود الجنوبية، حيث توحي مؤشرات بأنه قد لا يبقى حبيس قواعد الاشتباك الحالية.

وتشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل اشتباكات متقطعة، منذ تفجر الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الجاري، حينما عمدت حركة حماس إلى شن عملية غير مسبوقة على المستوطنات المحاذية لغلاف غزة، قتلت خلالها المئات من الإسرائيليين، كما أسرت نحو مئتي شخص.

وقد تكثفت مؤخرا الحركة الدبلوماسية صوب لبنان، في محاولة على ما يبدو لإقناع حزب الله بضرورة عدم الانخراط أكثر في الحرب الدائرة بين إسرائيل وغزة، خشية اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط.

وكانت آخر الزيارات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي قال في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء مع نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب بالعاصمة بيروت “نبذل قصارى جهدنا للحد من تأثير المأساة في غزة على الدول الأخرى ومنع الحرب من التوسع بطريقة تزعزع استقرار دول المنطقة، وخاصة لبنان ومصر والأردن”.

من جهته أكد وزير الخارجية اللبناني على “ضرورة وقف الاعتداءات على الحدود الجنوبية”، محذرًا من أن هجمات إسرائيل في الجنوب “تصب الزيت على النار وتهدد بإشعال الجبهة”.

شركة طيران الشرق الأوسط ستضع خمسا من طائراتها في تركيا كإجراء احترازي في حال نشوب صراع

ونعى حزب الله الثلاثاء خمسة من عناصره قتلوا في جنوب لبنان، ما يرفع إلى تسعة عدد القتلى في صفوفه منذ بدء التصعيد الحدودي بينه وبين إسرائيل.

وأشار الحزب في بيانات منفصلة إلى أن الخمسة قضوا “أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي”. وجاء نعي حزب الله بعدما كان الجيش الإسرائيلي أعلن صباحاً “قتل أربعة إرهابيين” إثر رصده “خلية إرهابية تحاول التسلل إلى السياج الأمني مع لبنان وزرع عبوة ناسفة”.

ويرى مراقبون أنه ورغم التحذيرات فإن الأمور تنسحب في لبنان نحو الأسوأ، مشيرين إلى أن فرص اشتعال الجبهة الجنوبية وارد لكن الأمر يبقى رهين قرار إيران.

وتنفي إيران منحها حماس الضوء الأخضر لشن عمليتها التي أطلقت عليها “طوفان الأقصى”، لكن المراقبين يرون بأن الحركة الفلسطينية ما كانت لتقدم على هذه المغامرة الخطرة دون أخذ موافقة طهران.

ويرى المراقبون أن دخول لبنان على خط الحرب سيعني حريقا سيشمل كامل المنطقة في الشرق الأوسط حيث تنتشر الكثير من المجموعات المسلحة التابعة لإيران، لافتين إلى أن الولايات المتحدة تتهيأ لهذا السيناريو سواء من خلال استقدامها لحاملتي طائرات إحداهما هي الأكبر في العالم، أو في إعلانها عن وضع ألفي جندي أميركي في حالة تأهب.

وأعلن البنتاغون الثلاثاء أنه تم وضع حوالي ألفي جندي أميركي في حالة تأهب تحسبا لانتشار محتمل في الشرق الأوسط.

وجاء في بيان للبنتاغون “وضع وزير الدفاع لويد أوستن حوالي ألفي جندي وسلسلة وحدات في حالة تأهب قصوى عبر أمر استعداد للانتشار، ما يزيد قدرة الدفاع الأميركي على الاستجابة سريعا للوضع الأمني المتطور في الشرق الأوسط”. وأوضح البيان أنه “لم يتّخذ أيّ قرار بشأن نشر قوات في الوقت الراهن”.

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن أولئك الجنود سيتولون مهمات دعم مثل المساعدة الطبية والتعامل مع المتفجرات.

بدوره، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن الاستعداد لنشر الجنود “يتعلق بإرسال إشارة ردع”.

وأضاف كيربي لشبكة “سي إن إن”، “لا نريد أن نرى هذا الصراع يتصاعد ويتّسع نطاقه. ليست هناك خطط لإرسال قوات أميركية للقتال في إسرائيل”.

وتأتي هذه الخطوة في وقت سيتوجه فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل الأربعاء لإظهار دعم واشنطن لحليفتها.

وسيكون بايدن في مهمة لمحاولة منع امتداد رقعة الصراع بين إسرائيل وحماس إلى الشرق الأوسط.

وقال كيربي إن البيت الأبيض لا يرى أيّ دليل في هذه المرحلة على ضلوع متزايد لإيران في الحرب بين إسرائيل وحماس.

حزب الله ينعى خمسة من عناصره قتلوا في جنوب لبنان، ما يرفع عدد القتلى في صفوفه إلى تسعة منذ بدء التصعيد

وردا على سؤال لشبكة “سي إن إن” عما إذا كانت للسلطات الأميركية “أيّ تحذيرات أو إشارات على أن إيران بدأت تتدخل أكثر من قبل”، قال كيربي “بعيدا عن التصريحات، لا، ليس لدينا”.

وبدأت السلطات اللبنانية تتعاطى بجدية مع إمكانية انجرار البلاد إلى صراع. وقال متحدث باسم شركة طيران الشرق الأوسط، الناقل الوطني في لبنان، إن الشركة ستضع خمسا من طائراتها البالغ عددها 24 في تركيا كإجراء احترازي في حالة نشوب صراع.

وأوضح المتحدث أن هذه الخطوة لن تؤثر على عملياتها وأن جميع الرحلات الجوية ستستمر كالمعتاد.

وقال المتحدث باسم شركة طيران الشرق الأوسط إن الطائرات الخمس جرى نقلها إلى مطار إسطنبول بتركيا في مطلع الأسبوع وستظل هناك حتى إشعار آخر، في حين أن بقية طائرات الأسطول وعددها 19 ستعمل بشكل طبيعي.

وأضاف المتحدث أن الشركة نبهت موظفيها بأن يكونوا على أهبة الاستعداد إذا دعت الحاجة إلى تنفيذ خطة طوارئ لنقل المزيد من الطائرات من المطار. وقال “إنها خطة في حالة الطوارئ ولن نلجأ إليها إن شاء الله”.

وكانت الشركة قد أخرجت جميع طائراتها من مطار بيروت في بداية حرب عام 2006 التي استمرت شهرا وأسفرت عن مقتل 1200 شخص في لبنان معظمهم من المدنيين و157 إسرائيليا معظمهم من الجنود. وتعرض المطار في وقت لاحق للقصف وتوقف عن العمل.

2