الرئيس الفلسطيني منشغل بتتبع منتقديه في فتح

عضو اللجنة المركزية في حركة فتح ينتقد القيادة الفلسطينية ويشيد بعملية "طوفان الأقصى".
الاثنين 2023/10/16
عباس يستقوي على الفتحاويين

رام الله (فلسطين) - أثارت تصريحات لعضو اللجنة المركزية في حركة فتح عباس زكي، انتقد فيها القيادة الفلسطينية وأشاد من خلالها بعملية “طوفان الأقصى”، غضب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) والدائرة المحيطة به في فتح.

وقالت أوساط قريبة من حركة فتح إن الرئيس عباس يعتزم اتخاذ جملة من الإجراءات التنظيمية بحق زكي، وهو ما درج عليه أبومازن في مواجهته لأي نفس معارض أو منتقد داخل الحركة، حيث هناك لائحة طويلة من القيادات الفتحاوية التي جرى تجميدها، أو حتى فصلها، لمجرد إبدائها مواقف معارضة لسياسات عباس.

وأشارت الأوساط إلى أن تصريحات زكي استفزت كثيرا عباس، الذي يواجه هذه الأيام حملة انتقادات واسعة في صفوف الفلسطينيين للمواقف الضعيفة وحتى المهادنة لإسرائيل، في الحرب التي تخوضها الأخيرة ضد سكان غزة.

ولفتت الأوساط إلى أن الكثير من القيادات الفتحاوية ولئن كانت تؤيد ضمنيا ما جاء به زكي فإنها تخشى الإصداح بذلك مخافة فقدانها امتيازات، لهذا يفضل معظمها التزام الصمت وتجنب الإدلاء بأي تصريحات قد يفهمها عباس على أنها مناهضة له أو تنتصر لباقي الفصائل.

عباس زكي: الله يعين القيادة التي تورطت في مشروع السلام
عباس زكي: الله يعين القيادة التي تورطت في مشروع السلام

وكان عباس زكي أشاد في لقاء تلفزيوني بعملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب عزالدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، في السابع من أكتوبر الجاري، وقال إنها أحدثت حالة من النهوض الفلسطيني.

ووجه القيادي الفتحاوي الشكر لكتائب القسام وسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، على الاستعدادات التي قامت بها لتنفيذ العملية.

وعقب سؤاله عن فتح والقيادة الفلسطينية قال زكي إن الحركة لم تأخذ دورها بالاستعداد للمعركة. وأوضح “كنا مع السلام الخادع ونعاني ظروفًا قاسية، ولم نأخذ دورنا بالاستعداد للمعركة”، وأشار زكي إلى أنّ “لقاء أبومازن مع وزير الخارجية الأميركي هو لقاء فاشل، وشعبنا أكبر من قيادته، والله يعين القيادة التي تورطت في مشروع السلام”.

وسارعت حركة فتح إلى التبرؤ من تصريحات زكي. ونشرت وكالة (وفا) التابعة للسلطة الفلسطينية تصريحا مقتضبا لمصدر مسؤول -دون تسميته- قال فيه “إن التصريحات التي أدلى بها عباس زكي لا تمثل إلا نفسه، ولا تعبر عن موقف حركة فتح أو سياسة منظمة التحرير الفلسطينية”.

وسبق أن أثار زكي في الكثير من التصريحات استفزاز السلطة الفلسطينية، ومن بينها التصريحات التي أدلى بها لوكالة أنباء العالم العربي، والتي هاجم فيها اتفاقية أوسلو التي قال إنها عملية هبوط سياسي.

وقال إن الاتفاقية التي وقّعت مع إسرائيل عام 1993 انتهت بوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عام 2004. وأضاف أن “على السلطة الفلسطينية أن تُنهي الآن وإلى الأبد كل ما يتعلق بهذا الهبوط السياسي المتمثل في أوسلو، الذي تترجمه إسرائيل كما يحلو لها”.

وطالب زكي آنذاك بإعادة دور منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية أساسية للشعب الفلسطيني، من خلال انتخابات مجلس وطني “وقيادة جديدة تضع إستراتيجية تُذهل العالم”. وقال “لا بد من أن نتوحد لكي تعود منظمة التحرير قوية بشخصيات نوعية، وليست بأشخاص يراوحون مكانهم”.

 

اقرأ أيضا:

     • تحدث يا أبا مازن ليراك الشعب الفلسطيني

2