سلطنة عمان ترسخ طموحها السياحي بتعزيز الاستثمار في الدقم

الدقم (سلطنة عمان) - تسعى سلطنة عمان إلى تسريع وتيرة خططها المتعلقة بجعل منطقة الدقم جنوب البلاد مقصدا سياحيا مهمّا من خلال زيادة الاستثمارات لتنفيذ المشاريع الواعدة.

وتولي الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة ممثلة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم اهتماما كبيرا بصناعة السياحة وتنميتها بالمنطقة من خلال توفير بيئة الأعمال المناسبة وتوفير البنية الأساسية التي تحتاجها المشاريع.

وتحظى منطقة الدقم بمكانة مميزة في رؤية 2040 التي اعتبرتها بوابة واعدة للسلطنة للأعمال والأنشطة التجارية ووجهة مثالية للراغبين في الحصول على إجازة للاسترخاء والتمتع بالشواطئ الخلابة التي تعد من أجمل شواطئ السلطنة.

وتعد ولاية الدقم بمحافظة الوسطى أيقونة سياحية جاذبة وسط عدد هائل من المشاريع الاستثمارية الواقعة على بحر العرب وعلى ضفاف المحيط.

وتتمتع هذه الولاية الجنوبية بميزة سياحية تعادل ميزتها الاقتصادية مثل الطقس المعتدل طوال العام والموقع الجغرافي بين مسقط وصلالة، إضافة إلى مطار الدقم والفنادق والمرافق السياحية الأخرى، إلى جانب الأنشطة البحرية مثل الصيد والغوص والاستمتاع بالشواطئ والطبيعة على طول السواحل والحدائق والمنتزهات والمخيمات المتنوعة، والمحميات الطبيعية والمعالم السياحية التي تتميز بها محافظة الوسطى بشكل عام.

كما توجد بالولاية العديد من المقومات السياحية الأخرى، وتشكّل حديقة الصخور أحد أبرز المواقع، وتعد موقعا جيولوجيا فريدا من نوعه.

وأكد عبدالله الحكماني مدير دائرة الشؤون الفنية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أن الجهود التي تبذلها الهيئة أتت ثمارها وتمثلت في زيادة عدد الاستثمارات بالقطاع السياحي.

ونقلت وكالة الأنباء العمانية الرسمية عن الحكماني قوله “تم التوقيع على أكثر من 30 عقد انتفاع للمشاريع السياحية الكبيرة حتى الآن”.

وبحسب المسؤول العماني فقد بلغت قيمة تلك المشاريع حوالي 526.3 مليون ريال (1.36 مليار دولار).

وتقدم الهيئة حزمة من التسهيلات والمزايا للمستثمرين سواء المحليين أو الأجانب، كإمكانية التملك بنسبة 100 في المئة للمستثمر الأجنبي، والإعفاء من الضرائب الجمركية والإعفاء من ضريبة الدخل وحقوق الانتفاع بالأرض لمدد زمنية طويلة وبأسعار تشجيعية.

وأشار الحكماني إلى أنه حتى هذا العام تم تنفيذ عدد كبير من المشاريع السياحية تمثلت في إنشاء واستكمال عدد من المنتجعات والفنادق والشقق الفندقية وغيرها.

وتعتبر شركة الخنجي للتطوير العقاري إحدى الشركات العمانية المستثمرة بالقطاع السياحي بالدقم حيث تتولى إنشاء ثلاثة فنادق ضمن مشروع يتضمن أيضا مجمعات سكنية وتجارية ومساحات خضراء والعديد من التسهيلات الأخرى.

وسبق أن أكد الرئيس التنفيذي للشركة محمد الخنجي أن الدافع للشركة للاستثمار السياحي في الدقم هو الثقة بالنظرة المستقبلية المتمثلة في إيجاد منطقة اقتصادية متكاملة خارج منطقة مضيق هرمز إلى جانب تفردها بالمميزات السياحية.

وتبذل وزارة السياحة منذ فترة جهودا كبيرة بالتعاون مع الجهات المختصة من القطاعين الحكومي والخاص لتطوير وجهات سياحية مربحة ومستدامة لتحقيق النمو الاقتصادي.

وكانت مسقط قد أطلقت في أبريل الماضي حوالي 18 فرصة استثمارية بإجمالي تمويلات تصل إلى 3.88 مليار دولار وتتوفر لبعضها دراسات الجدوى ودراسات تقييمية للسوق.

وتأتي هذه الفرص بالشراكة مع كل من شركة مسقط الوطنية للتطوير والاستثمار (أساس) والشركة العُمانية للتنمية السياحية (عمران) والشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة (بيئة) وشركة مرتفعات جبل بوشر للتطوير العقاري.

وتشير الأرقام الرسمية إلى أن عدد الغرف الفندقية بالمنطقة الخاصة بالدقم والأخرى بمركز الولاية بلغ نحو 2500 غرفة فندقية متنوعة بين الغرف الفندقية والشقق الفاخرة والمنتجعات السياحية والغرف متعددة الأغراض.

وشهدت المنطقة الاقتصادية في الدقم خلال الأشهر التسعة الأولى من 2023 ازديادا في عدد السياح والزائرين للمنطقة في مجالات السياحة والأعمال المصاحبة بالمشاريع الكبيرة المتوقع تنفيذها بالمنطقة، مما انعكس إيجابا على ارتفاع نسبة الأشغال بالفنادق.

وقال الحكماني إن “المنطقة السياحية بالمخطط الشامل بالمنطقة الاقتصادية بالدقم تحتضن الآن 7 مشاريع سياحية ومازالت مساحة كبيرة لاستيعاب مجموعة من المشاريع السياحية الكبيرة”.

وكشف أنه سيتم تنفيذ طريق ساحلي بطول 14 كيلومترا وهو الآن في مرحلة الإسناد وهناك مجموعة من المرافق العامة التي ستنفذها المنطقة وهي عبارة عن طرق وخدمات وتم رصد مبلغ قدره أكثر من 20 مليون ريال (51.8 مليون دولار) خلال هذا العام.

ولإبراز الدقم كوجهة سياحية واستثمارية فقد قامت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة في العام 2021 بإطلاق حملة تحت عنوان “اكتشف الدقم” لإبراز المنطقة الاقتصادية كوجهة سياحية واستثمارية مميّزة.

وتم التركيز على مستوى النمط التجاري والخدمي والاجتماعي والسياحي من فنادق وشواطئ ومواقع سياحية، التي تشتهر بها محافظة الوسطى.

وفي يوليو الماضي رفعت فيتش توقعاتها الإيجابية لانتعاش السياحة في البلد الخليجي خلال العامين الحالي والمقبل مع ترجيح خبراء الوكالة نموا أقوى للقطاع خلال فترة التوقعات متوسطة المدى بين عامي 2024 و2026.

وتوجه البلد، وهو الأضعف اقتصاديا بين جيرانه الخليجيين، منذ سنوات لتنويع اقتصاده، مركزا على السياحة كبديل واعد لقطاع الطاقة الذي شكل في الأعوام التي سبقت ظهور الوباء 86 في المئة من العوائد، فيما ارتد تراجع أسعار النفط سلبيا على الموازنة.