بلينكن يبحث في السعودية إنقاذ صفقة التطبيع مع إسرائيل من الانهيار

الرياض/أبوظبي - بحث وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الذي يقوم بجولة في منطقة الشرق الأوسط على وقع التصعيد العسكري الأعنف والأخطر في المنطقة بين إسرائيل وحركة حماس، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأحد تطورات الوضع في قطاع غزة، فيما يأتي اللقاء أيضا بعد أن علقت السعودية مباحثات مع الإسرائيليين بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وجاء اللقاء بعد آخر مماثل أجراه بلينكن في ابوظبي مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحثا خلاله سبل توفير حماية للمدنيين وفتح ممرات إنسانية لإدخال مساعدات لقطاع غزة. كما أجرى الوزير الأميركي قبلها لقاء مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقال بلينكن إن مباحثاته مع ولي العهد السعودي كانت جيدة ومثمرة، بينما تسعى واشنطن لمنع انهيار صفقة تطبيع محتملة بين إسرائيل والسعودية التي جددت تمسكها بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وأكدت دعمها للشعب الفلسطيني ازاء ما يواجهه من عدوان إسرائيلي.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد استقبل نظيره الأميركي حيث أجريا مباحثات تتعلق بمسار التطبيع بين لإسرائيل والسعودية وتركزت المباحثات حول تدهور الوضع في غزة، بينما أعلنت المملكة رفضها القاطع لتهجير سكان القطاع من شماله إلى جنوبه أو إلى خارجه وهي دعوات أطلقها الجيش الإسرائيلي فيما يستعد لاجتياح بري واسع للقطاع المحاصر والذي يتعرض منذ أكثر من أسبوع لأعنف قصف جوي.
ويقوم بلينكن بجولة في المنطقة تشمل ستّ دول عربية منذ أن شنّ مقاتلو حماس هجوما مباغتا ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل 1300 شخص، أعقبته حملة قصف إسرائيلية كثيفة قتلت أكثر من 2300 فلسطيني في قطاع غزة، مع ترقب اجتياح بري إسرائيلي للقطاع المحاصر.
وقبل وقت قصير من اندلاع العنف، أكّد ولي العهد السعودي إحراز تقدم في الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. وصرح مصدر مقرّب من الحكومة السعودية السبت أنّ الرياض علّقت المباحثات.
ويشتبه مراقبون بأنّ حماس التي تدعمها إيران، شنّت هجومها لوقف التطبيع خوفا من أن يؤدي ذلك إلى إضعاف القضية الفلسطينية بشكل أكبر.
ولم تعترف السعودية أبدا بإسرائيل ولم تنضم لاتفاقيات أبراهام الموقعة في 2020 برعاية أميركية بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، في حين دشنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أشهر جهودا لوضع السعودية على هذا المسار. وقدمت المملكة مطالبها بضمانات أمنية من الولايات المتحدة والمساعدة على تطوير برنامج نووي مدني.
وفي الإمارات بحث وزير الخارجية الأميركي مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تطورات الوضع في غزة على وقع التصعيد العسكري الإسرائيلي وسبل توفير الحماية للمدنيين، بينما تعمل الإمارات التي أرسلت مساعدات اغاثية وإنسانية عاجلة في الفترة الأخيرة إلى غزة على توفير ممرات إنسانية لدخول المساعدات.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) "أكد الطرفان خلال اللقاء الأولويةَ القصوى لضمان توفير الحماية الكاملة للمدنيين والحفاظ على أرواحهم وضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة إلى جانب الوقف الفوري لجميع أشكال التصعيد".

كما بحث الشيخ محمد مع بلينكن الذي يقوم بجولة في المنطقة على وقع أخطر تصعيد قد تتوسع شرارته ويتحول إلى حرب إقليمية، ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لاحتواء الموقف ومنع اتساع دائرة الصراع وتفاقم الأوضاع والحيلولة دون تفجر المزيد من العنف والأزمات في المنطقة.
وقالت الوكالة الإماراتية إن الجانبان ناقش أيضا أهمية العمل على إيجاد أفق سياسي واضح لضمان تحقيق السلام العادل والشامل الذي يرسخ الأمن والاستقرار الإقليميين، مشددين على حرصهما المشترك على تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وتأتي المباحثات بين رئيس دولة الإمارات ووزير الخارجية الأميركي على وقع أسوا واعنف هجوم إسرائيلي على قطاع غزة ردا على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس قبل اكثر من أسبوع وانضمت إليها فصائل فلسطينية أخرى وهو أسوأ هجوم تتعرض له إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973 خلف مئات القتلى والمصابين بينما يستمر الجيش الإسرائيلي في تنفيذ غارات على القطاع وحرمانه من الماء والغذاء والكهرباء والوقود.
ويواجه قطاع غزة كارثة إنسانية مع نفاد الوقود والغذاء فيما تغص مستشفيات غزة بآلاف المصابين والجثث، بينما حذرت وزارة الصحة التابعة لحماس من أن الوقود لتشغيل الكهرباء يوشك على النفاد إلى جانب عدم قدرة المشافي على استيعاب العدد الهائل من القتلى المدنيين والجرحى ومعاناته من قلة الأدوية والتجهيزات الطبية.
وأرسلت الإمارات يوم الجمعة الماضي طائرة محمّلة بمساعدات طبية عاجلة إلى مطار العريش في مصر بانتظار إدخالها لقطاع غزة، فيما تأتي هذه المبادرة ضمن مدّ تضامني إماراتي لمساعدة أهالي غزة، في وقت أكدت فيه الأمم المتحدة أن الوضع في القطاع تدهور إلى مستوى خطير غير مسبوق.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية قوله إن "هذه المبادرة تأتي ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها الإمارات في تقديم الإمدادات الإغاثية للشعب الفلسطيني الشقيق في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها"، مؤكدا أن "هذه المبادرة وغيرها من المبادرات تعكس مواقف أبوظبي الأخوية ونهجها الراسخ تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف".
وأشار إلى أن "المساعدات الطبية التي أرسلتها الدولة بالتنسيق مع مصر، في انتظار إدخالها بشكل عاجل إلى قطاع غزة، بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية التي يواجهها سكان القطاع وخاصة الأطفال والنساء".
وأعلنت إسرائيل مرارا رفضها دخول مساعدات الاغاثة الطبية والانسانية لقطاع غزة قبل عودة كافة الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس ومعظمهم من الجنود والمستوطنين وبينهم رعايا أجانب.