"هاكاثون المجلس الدولي للأرشيف".. حاضنة لإبداعات الشباب وابتكاراتهم

يعتبر كونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023 منصة مهمة لتعزيز التعاون الدولي وتسليط الضوء على أهمية التواصل والتعاون في مجال الأرشفة والتوثيق على الصعيد العالمي، وتسعى دورة هذا العام إلى خلق منصة متكاملة لخدمة الأرشيف والمعرفة ونقل التجارب إلى الشباب من مختلف أنحاء العالم.
أبوظبي - يوفر “هاكاثون المجلس الدولي للأرشيف” المقام ضمن فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف – أبوظبي 2023، منصة حاضنة لإبداعات وابتكارات الشباب وأجيال المستقبل، مع توفيره أجواء تنافسية بين نخبة من طلبة المدارس والجامعات لطرح أفكارهم المبتكرة حول مستقبل القطاع الأرشيفي في العالم. ويقام “الهاكاثون” للمرة الأولى في تاريخ الكونجرس الدولي للأرشيف، ويمنح الفائزين جوائز بقيمة 20 ألف دولار أميركي لفريق الجامعة الفائز، و10 آلاف دولار أميركي لفريق المدرسة الثانوية الفائز.
قال حمد المطيري، مدير إدارة الأرشيفات في الأرشيف والمكتبة الوطنية، الرئيس المشارك لبرنامج كونجرس المجلس الدولي للأرشيف، في تصريح له إن مبادرة “هاكاثون المجلس الدولي للأرشيف، التي انطلقت الثلاثاء العاشر من أكتوبر تمتد على مدار ثلاثة أيام، وقد تلقينا العديد من الطلبات من المدارس والجامعات للمشاركة في الهاكاثون مع فتح باب التقديم، وتم تقييم جميع الطلبات، واختيار أفضل العروض للمشاركة في هذا الحدث التعليمي المعرفي الفريد الذي يقام ضمن فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف – أبوظبي 2023″.
وأوضح أن الطلبة المشاركين في الهاكاثون، يخوضون العديد من التحديات المرتبطة بقطاع الأرشيف وإدارة الوثائق بشكل عام، وستقوم الفرق المشاركة بالتعامل مع هذه التحديات والخروج بمبادرات ومشاريع مبتكرة، تسهم في حل هذه القضايا التي تعنى بالقطاع الأرشيفي سواء على الصعيد المحلي أو العالمي.
وأكد أن الشباب يتعاملون اليوم مع جميع الأنظمة الرقمية والحلول التكنولوجية المتطورة، ونتطلع إلى الاستفادة من قدراتهم وطريقة تعاملهم المبتكرة مع كل المعلومات المتاحة من أجل إثراء القطاع الأرشيفي.
مشاريع مبتكرة
وأعرب عن ثقته في الخروج بالعديد من المبادرات والمشاريع المبتكرة التي يتم تطبيقها بشكل عملي، لافتا إلى أن الطلبة المشاركين في الهاكاثون يدرسون تخصصات مختلفة ولديهم أفكار متطورة حول الإدارة التطويرية للسجلات من أجل تحويلها إلى بيانات ومنظومة معرفية تفيد العالم.
وفي تصريح له عبّر الأكاديمي عبدالله الريسي، رئيس اللجنة المنظمة لكونجرس المجلس الدولي للأرشيف – أبوظبي 2023 والمستشار الثقافي بديوان الرئاسة، عن فخره باستضافة هذا الحدث العالمي البارز في دولة الإمارات، في خطوة تجسد التزام الإمارات بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز قطاع الأرشيف، وهو ما يتجلى في اعتماد الدولة لأحدث التقنيات والممارسات العالمية في مجال الأرشفة وتطوير الكفاءات المتخصصة في هذا المجال.
وأضاف “يسرّنا أن نشهد افتتاح كونجرس المجلس الدولي للأرشيف الذي تستضيفه دولة الإمارات في إطار التزامها الراسخ بحفظ التراث الثقافي والإنساني، وتعزيز دور القطاع الأرشيفي في توثيق المعلومات وتسهيل الوصول إليها. وتعكس إقامة هذا الحدث لأول مرة على مستوى المنطقة في دولة الإمارات تنامي مكانتها على الخارطة المعرفية والثقافية الدولية، والدور الرائد الذي تضطلع به في توطيد التعاون الدولي، وتوظيف الابتكارات الحديثة والممارسات العلمية لدفع عجلة التحول المستدام في مختلف القطاعات، وإتاحة منصات لتبادل الرؤى ومشاركة الخبرات حول السبل الكفيلة بتطوير القطاع الأرشيفي”.
وبين الريسي أن فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف أبوظبي 2023 تتيح منصات لتبادل المعرفة، واستكشاف السبل الكفيلة بتوظيف التقنيات المبتكرة لتطوير آليات الأرشفة والحفظ والتوثيق وتعزيز استدامتها، والإضاءة على الدور الرائد للدولة على هذا الصعيد.
وقال الريسي إن قطاع الأرشيف يكتسب زخما كبيرا في ظل توقعات بنمو حجم سوق أرشفة المعلومات المؤسسي من 7.43 مليار دولار أميركي في عام 2023 إلى 12.87 مليار دولار أميركي بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 11.60 في المئة خلال الفترة المذكورة.
وتابع "نحن فخورون بالأرقام القياسية لهذه النسخة من الكونجرس، سواء على صعيد عدد الأوراق المقدمة أو عدد الجهات العارضة أو الإقبال الواسع للمشاركة، لتكون بذلك الأكبر في تاريخ دورات الكونجرس. وتعكس هذه الأرقام القياسية الاهتمام العالمي بهذا المجال وأهميته في مجتمعاتنا الحديثة".
◙ الكونجرس فرصة فريدة أمام المعنيين بالعمل الأرشيفي من أنحاء العالم للبحث في كافة الجوانب المتعلقة بالأرشيف والتحديات التي تواجهه
وفي كلمتها خلال حفل الافتتاح اعتبرت جوزيه كيريس، رئيسة المجلس الدولي للأرشيف، أن الكونجرس فرصة فريدة أمام المعنيين بالعمل الأرشيفي من أنحاء العالم للبحث في كافة الجوانب المتعلقة بالأرشيف والتحديات التي تواجهه، بالإضافة إلى إقامة اتصالات مباشرة مع الجهات الأرشيفية في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي في ظل الاهتمام المتزايد بمجالات إدارة المجموعات الأرشيفية وحفظ السجلات الرقمية والبرمجة العامة للتعليم على مستوى هذه المنطقة.
وأضافت "تبحث دورة هذا العام من الكونجرس كل ما يتعلق بالعمل الأرشيفي، وذلك من خلال ورش العمل وحلقات النقاش والأوراق البحثية التي تتناول موضوعات غاية في الأهمية مثل تغير المناخ والتقنيات الناشئة والسلام والتسامح. ونحن ننظر إلى هذا الحدث كمنصة مهمة لمشاركة المعرفة وإبراز التنوع والتعلم من بعضنا البعض والعيش بطريقة مختلفة".
وقال مبارك الشامسي، مدير مكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض، إن استضافة كونجرس المجلس الدولي للأرشيف تعد إضافة مهمة تُثري جدول فعاليات أبوظبي، بما يسهم في ترسيخ مكانتها وجهة مفضلة للاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، إلى جانب تأكيد قدرتها على تنظيم واستضافة كبريات الفعاليات وفق أرقى المعايير العالمية. ومن خلال التعاون الإستراتيجي مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، نجدد التزامنا ببناء شراكات مثمرة، سعيا إلى دفع عجلة تطور ونمو قطاع السياحة في أبوظبي، وتسليط الضوء على ما تقدمه من تجارب استثنائية.
فعاليات متنوعة
قال عدد من الطلبة المشاركين في “هاكاثون المجلس الدولي للأرشيف”، إن القطاع الأرشيفي يزخر بمجموعة من الفرص التي تعزز من إقبال الشباب على الالتحاق بالعمل بها، خاصة مع توجهه خلال الفترة الحالية إلى الاعتماد على التقنيات المتطورة من أجل توفير منظومة متطورة من السجلات والوثائق المرتبطة بتاريخ الدول.
وأعربوا عن سعادتهم بالمشاركة في هذه المبادرة الرائدة التي تمنحهم الفرصة من أجل التفكير بشكل مبدع وخلاق في إيجاد حلول للعديد من التحديات التي تواجه القطاع الأرشيفي، كما تتيح لهم أيضا تبني مبادراتهم وتحويلها إلى مشاريع عملية يتم تطبيقها في القطاع الأرشيفي بالدولة.
تعد الدورة الحالية من كونجرس المجلس الدولي للأرشيف الأكبر في تاريخ الحدث الدولي وتقام تحت شعار "إثراء مجتمعات المعرفة"، وتجمع نخبة من الخبراء والمختصين في مجال الأرشيف، إلى جانب قادة الفكر من مختلف أنحاء العالم، وذلك لاستكشاف القدرات التحولية لتوفير المعلومات وإمكانية الوصول إليها في المجتمعات الحديثة. ويشهد الكونجرس حضور أكثر من خمسة آلاف مشارك من أكثر من 135 دولة ممثّلة في الكونجرس، بالإضافة إلى أكثر من 60 جهة عارضة. وستوفّر الفعالية منصة رائدة للتواصل واستكشاف آفاق التعاون بين المشاركين من جميع أنحاء العالم.
◙ الكونجرس يدرس التحديات في قطاع الأرشيف للخروج بمبادرات ومشاريع مبتكرة، تسهم في حل قضايا القطاع الأرشيفي
وتكتسب هذه الدورة أهمية خاصة في ظل تنامي الاستثمارات في مجالات إدارة المجموعات الأرشيفية وحفظ السجلات الرقمية والبرمجة العامة في منطقة الشرق الأوسط. وتركز أعمال الكونجرس على خمسة محاور، وهي "السلام والتسامح"، و"التقنيات الناشئة – السجلات والحلول الإلكترونية"، و"الثقة والأدلة"، و"الإتاحة والذكريات"، و"المعرفة المستدامة والكوكب المستدام.. الأرشيف وتغير المناخ".
وتم تنظيم المعرض المصاحب للكونجرس، بمشاركة أكثر من 60 عارضا من 35 دولة وما يزيد عن 350 متحدثا وممثلين من أكثر من 135 دولة، بالإضافة إلى تقديم ما يزيد عن 310 أوراق بحثية. وينطلق الخميس ضمن فعاليات الكونجرس "منتدى شباب كونجرس المجلس الدولي"، والذي يتيح لأبناء جيل الشباب منبرا لمناقشة جملة من المحاور والقضايا المهمة، وفي مقدمتها الاستدامة، وبحث السبل الكفيلة بمواجهة التحديات التي يشهدها العالم عبر الارتقاء بكفاءة إدارة المعلومات والمعرفة.
وتتضمن الفعاليات المصاحبة لكونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023 مجموعة متنوعة من الأنشطة، مثل الندوات والمحاضرات التي تغطي مختلف جوانب الأرشيف والتراث الثقافي. وتمثّل الفعاليات المصاحبة للكونجرس منصات لتبادل المعارف وتوسيع الخبرات في ميدان الأرشيف. ويسعى هذا الحدث إلى تعزيز التعاون الدولي والتقدم في مجال الأرشيف. وتفرد هذه الدورة التاسعة عشرة حيزا واسعا للقدرة التحولية لتوفير المعلومات وإمكانية الوصول إليها في المجتمعات الحديثة.