مكافحة تغير المناخ تقضم مليون وظيفة في صناعة الفحم

صناعة الفحم العالمية قد تضطر إلى الاستغناء عما يعادل 37 في المئة من القوة العاملة في القطاع.
الأربعاء 2023/10/11
نظرة يائسة من مستقبل غامض

لندن - تواجه صناعة الفحم التي تعتبر أحد المصادر المهمة لتشغيل محطات الكهرباء تحدي فقدان نحو مليون وظيفة في غضون ثلاثة عقود بسبب تحول الطاقة العالمي.

وأظهر بحث حديث نشر الثلاثاء أن صناعة الفحم العالمية قد تضطر إلى الاستغناء عن هذا العدد بحلول العام 2050، أي ما يعادل 37 في المئة من القوة العاملة في القطاع.

وذكرت مؤسسة مراقبة الطاقة العالمية (جي.إي.أم)، ومقرها الولايات المتحدة، أن ذلك سيحدث حتى دون أي تعهدات أخرى بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، حيث تواجه الصين والهند أكبر الخسائر.

ويرتبط قطاع الفحم ارتباطا وثيقا بالغاز الطبيعي، وغالبا ما يتم الترويج له على أنه البديل الأنظف للاحتراق في سياق جهود البلدان لمسح بصماتها الكربونية.

ومن المتوقع أن تغلق المئات من المناجم التي تتطلب عمالة كثيفة أبوابها في العقود المقبلة مع وصولها إلى نهاية عمرها الافتراضي، وأن تستبدل البلدان الفحم بمصادر طاقة أنظف ومنخفضة الكربون.

دوروثي مي: إغلاق مناجم الفحم أمر لا مفر منه، لكن العمال سيدفعون الثمن
دوروثي مي: إغلاق مناجم الفحم أمر لا مفر منه، لكن العمال سيدفعون الثمن

لكن جي.إي.أم حذرت من أن معظم المناجم التي من المرجح أن تغلق "ليس لديها أي تخطيط لتمديد عمر تلك العمليات أو لإدارة التحول إلى اقتصاد ما بعد الفحم".

وقالت دوروثي مي مديرة مشروع "تعقب مناجم الفحم العالمية" في المؤسسة الأميركية إن "الحكومات بحاجة إلى وضع خطط لضمان عدم معاناة العمال من تحول الطاقة".

وأضافت "إغلاق مناجم الفحم أمر لا مفر منه، لكن الصعوبات الاقتصادية والصراع الاجتماعي بالنسبة للعمال ليسا كذلك".

وبحثت جي.إي.أم في 4300 مشروع نشط ومقترح لمناجم الفحم حول العالم تغطي قوة عاملة إجمالية تبلغ حوالي 2.7 مليون شخص. وخلصت إلى أن أكثر من 400 ألف عامل يعملون في المناجم التي من المقرر أن تتوقف عن العمل قبل عام 2035.

وإذا تم تنفيذ خطط التخفيض التدريجي للفحم للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، فلن تكون هناك حاجة إلا إلى 250 ألف عامل منجم، أي أقل من 10 في المئة من القوة العاملة الحالية في جميع أنحاء العالم، حسب تقديرات المؤسسة.

وقال ريان دريسكيل تيت، مدير برنامج الفحم في جي.إي.أم، إن "صناعة الفحم، بشكل عام، تتمتع بسمعة سيئة للغاية بسبب معاملتها للعمال".

وأوضح أن "ما نحتاجه هو التخطيط الاستباقي للعمال ومجتمعات الفحم لذلك ستظل الصناعة والحكومات مسؤولة أمام هؤلاء العمال الذين تحملوا العبء الأكبر لفترة طويلة”.

وتوظف صناعة الفحم في الصين، وهي الأكبر في العالم، حاليا أكثر من 1.5 مليون شخص، وفقا لتقديرات المؤسسة. ومن بين مليون وظيفة ستفقد على مستوى العالم بحلول عام 2050، سيكون هناك أكثر من 240 ألف وظيفة في مقاطعة شانشي وحدها.

وتتصدر الصين دول العالم في إنتاج الفحم حيث تشير التقديرات إلى أنها تصل إلى 2.5 مليار طن سنويا، بينما تأتي الولايات المتحدة في المركز الثاني بأكثر من مليار طن ثم الاتحاد الأوروبي بنحو 590 مليون طن.

ويمتلك ثاني أكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة احتياطا غير مستخرج من الفحم يبلغ 208 مليارات طن، وهو يكفي لمدة خمسة عقود قادمة ويجعل البلد يتجاوز طموحه للوصول إلى الحياد الكربوني عام 2060.

وتستهلك الصين أكثر من 4 مليارات طن من الفحم سنويا، معظمها يتم استخراجها محليا، وتشكل الواردات أقل من عُشر احتياجاتها.

◙ الصين تستهلك أكثر من 4 مليارات طن من الفحم سنويا، معظمها يتم استخراجها محليا، وتشكل الواردات أقل من عُشر احتياجاتها

وشهد قطاع الفحم في الصين بالفعل عدة موجات من إعادة الهيكلة في العقود الأخيرة، حيث تكافح العديد من مناطق التعدين في الشمال والشمال الشرقي للعثور على مصادر بديلة للنمو وتشغيل العمالة بعد إغلاق المناجم.

ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، أنتج العالم في 2021 كهرباء من الفحم أكثر من أي وقت مضى، بزيادة قدرها 9 في المئة عن العام السابق.

وبالنسبة لهذا العام فمن المتوقع أن يرتفع إجمالي استهلاك الفحم لتوليد الطاقة وصنع الفولاذ والاستخدامات الصناعية الأخرى بنسبة اثنين في المئة تقريبا، إلى مستوى قياسي يتجاوز 8 مليارات طن متري، ويظل هناك حتى عام 2024 على الأقل.

وقالت وكالة الطاقة في تقرير العام الماضي بعد أسابيع على اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية "تشير جميع الأدلة إلى اتساع الفجوة بين الطموحات والأهداف السياسية من جانب وواقع نظام الطاقة الحالي من ناحية أخرى".

وقدر خبراء الوكالة ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الفحم في العام المقبل بمقدار 3 مليارات طن على الأقل مما كانت عليه في سيناريو يصل إلى صافي الصفر بحلول عام 2050.

10