واشنطن لم ترصد أدلة على تورط إيران في هجوم طوفان الأقصى

وزير الخارجية الأميركي يعتقد أن الهجوم الذي نفذته حماس داخل الأراضي الإسرائيلية ويتواصل لليوم الثاني على التوالي ربما يكون هدفه تعطيل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
الأحد 2023/10/08
هجوم حماس داخل اسرائيل أربك الجيش الاسرائيلي وهز صورته كأقوى الجيوش في المنطقة

واشنطن - قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إنه أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل رصدته الولايات المتحدة على وقوف إيران وراء الهجوم الأخير في إسرائيل الذي نفذته حركة حماس أمس السبت ويستمر لليوم الثاني على التوالي، لكنه أشار إلى العلاقات طويلة الأمد بين طهران والحركة الإسلامية الفلسطينية، التي تحكم غزة.

وبارك المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي وكذلك حزب الله المدعوم من إيران عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حماس ونفذها عشرات المقاتلين من كتائب عزل الدين القسام الجناح العسكري للحركة وشارك فيه مقاتلون من الجهاد الإسلامي.

وكانت تقارير سابقة لهجوم حماس وهو الأكبر والأعنف الذي تشنه على إسرائيل، قد تحدثت عن تعزيز طهران العلاقات مع الحركتين الإسلاميتين (حماس والجهاد) والتقى ممثلين عنهما كبار المسؤولين الإيرانيين.

وتعتقد الحكومة الإسرائيلية أن إيران تقف وراء الهجوم بشكل أو بآخر وتتهم طهران بتقديم دعم لحماس والجهاد.

ويأتي الهجوم بينما تخوض إسرائيل والسعودية بوساطة أميركية نقاشات لتطبيع العلاقات.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن عرقلة التطبيع المحتمل للعلاقات بين تل أبيب والرياض ربما يكون من دوافع الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل.

وهاجم مقاتلو حماس بلدات إسرائيلية أمس السبت في أحد أكثر الأيام دموية منذ عقود فيما ردت إسرائيل بضربات جوية على غزة الأحد مما أسقط مئات القتلى على كلا الجانبين في تصعيد للعنف ينذر بحرب جديدة في الشرق الأوسط.

ويمثل الهجوم الذي شنته حماس فجر أمس السبت أكبر وأخطر توغل داخل إسرائيل منذ أن شنت مصر وسوريا هجوما مفاجئا في محاولة لاستعادة الأراضي المحتلة في حرب يوم الغفران قبل 50 عاما.

وقال في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الأحد "لن يكون مفاجئا أن يكون جزءا من الدافع هو تعطيل الجهود المبذولة للتقريب بين السعودية وإسرائيل، إلى جانب دول أخرى قد تكون مهتمة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل".

ودائما ما تشدد السعودية على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم كشرط للاعتراف بإسرائيل، وهو الأمر الذي يقاومه منذ فترة طويلة العديد من أعضاء الائتلاف الديني القومي الذي يتزعمه نتنياهو.

وقالت الولايات المتحدة اليوم الأحد إن جهود التطبيع بين السعودية وإسرائيل يجب أن تستمر على الرغم من الهجوم الأخير.

وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر لشبكة فوكس نيوز الأحد "نعتقد بأنه سيكون من مصلحة البلدين المضي قدما في هذا الاحتمال".

وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة لديها علم بتقارير عن مقتل عدة أميركيين وفقد البعض الآخر في إسرائيل وتعمل على التحقق من التفاصيل والأعداد. وقال نعمل على مدار الساعة للتحقق من هذا".

وتابع أن واشنطن ستعلن في وقت لاحق تفاصيل حزمة مساعدات جديدة لإسرائيل، واصفا الهجوم على إسرائيل بأنه "هجوم إرهابي شنته منظمة إرهابية"، ضيفا "ندرس طلبات إضافية محددة تقدمت بها إسرائيل. أعتقد أنكم ستسمعون المزيد عن هذا الأمر في وقت لاحق اليوم".

وأوضح أن إعلانا أميركيا قد يصدر الأحد، لكنه أقر بوضع مؤسسي معقّد للإدارة بسبب الشلل في مجلس النواب بعد عزل رئيسه الجمهوري الأسبوع الماضي، مذكّرا بأن الرئيس الأسبق باراك أوباما أبرم اتفاقا مع إسرائيل في عام 2016 "لتقديم 3.8 مليارات دولار من المساعدات العسكرية سنويا".

وأضاف بلينكن أنه ساد هدوء نسبي اليوم الأحد في معظم أنحاء إسرائيل لكن القتال كان عنيفا في غزة، التي شهدت احتجاجات على مدى أسابيع نظمها شبان بسبب المظالم طويلة الأمد المتعلقة بالقضية الوطنية الفلسطينية والمعاناة الاقتصادية الطويلة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي إنه يعتقد بأن بلاده على أعتاب السلام مع السعودية، متوقعا أن يؤدي ذلك إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط.

وتكثفت الاتصالات رفيعة المستوى بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين بعد الهجوم المباغت الذي شنته حماس من قطاع غزة، وأجرى الجانبان خصوصا "مناقشة معمّقة" للاحتياجات العسكرية، حسب ما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض مساء السبت.