معرض الرياض الدولي للكتاب يختتم فعالياته بأكثر من مليون زائر

النتائج التي حققها المعرض تنسجم مع نجاحات نسخه السابقة وتعزز مكانته العربية والدولية كواجهة ثقافية سعودية.
الاثنين 2023/10/09
حضور جماهيري كبير

الرياض - اختتم معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، السبت، فعالياته التي أطلقها على مدار عشر أيام في حرم جامعة الملك سعود بمدينة الرياض تحت شعار “وجهة ملهمة”، واجتذب خلالها أكثر من مليون زائر من شتى أنحاء المملكة ومن خارجها، في حين كانت سلطنة عمان ضيف شرف نسخة العام الحالي.

 وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الأكاديمي محمد حسن علوان أن معرض الرياض الدولي للكتاب حظي بحضور جماهيري، وبمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين والمتحدثين في مختلف مجالات المعرفة، مما انعكس إيجابا على حجم إيرادات دور النشر المشاركة في المعرض؛ التي تجاوز عددها 1800 دار نشر من 32 دولة موزعة على 800 جناح.

 ولفت علوان إلى أن النتائج التي حققها معرض الرياض للكتاب 2023 تنسجم مع النجاحات التي حققها في نسخه السابقة، وتعزز مكانته العربية والدولية كواجهة ثقافية سعودية قادرة على إيجاد حراك شامل في كل مجالات الإبداع والثقافة العربية، مضيفا أن النتائج التي حققها المعرض تعد ثمرة لتطبيق مرتكزات الإستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030، والمتمحورة في الأهداف التي تعمل الهيئة على تحقيقها في إثراء المحتوى والوصول إلى المتلقي محليا وعالميا، ونشر ثقافة القراءة في حياة الفرد، وتطوير منظومة تنافسية مستدامة، إلى جانب تعزيز الوعي والارتقاء بجودة الحياة.

ساحات وأجنحة المعرض شهدت على امتداد أيامه توافدا لافتا من مختلف الأعمار، وسط استقبال وبهجة من مسؤولي الأجنحة على ما شهدته حركة المبيعات لديهم من انتعاش

 وبيّن أن التطوير التنظيمي والمعرفي للمعرض لن يتوقف، وسيكون حاضرا في دوراته المقبلة، كما سيأخذ في الاعتبار تقديم حلول لكل التحديات التي قد تطرأ في المستقبل، بما يثري تجربة زوار المعرض في الاستفادة من المعرض وفعالياته، وإفساح المجال لعرض الأعمال المعرفية والثقافية الجديدة، واستيعاب المستجدات التقنية التي تطرأ على وسائط نشر الكتاب.

 وكان المعرض قد أقيم على مساحة تتجاوز 55 ألف متر مربع، بمشاركة هيئات ومؤسسات ثقافية، ودور عالمية عرضت مقتنيات نادرة وثمينة؛ من بينها كتب ومخطوطات نفيسة ولوحات فنية.

وشمل البرنامج الثقافي للمعرض باقة من الفعاليات والأنشطة، تجاوزت أكثر من 200 فعالية؛ منها ندوات حوارية، وأمسيات شعرية ضمَت نخبة من شعراء الفصحى والشعر النبطي، وورش عمل في شتى ميادين المعرفة، وعروض مسرحية لمسرحيات سعودية ودولية، وحفلات موسيقية وغنائية، وفعالية “حديث الكتاب” التي استضافت نخبة من المفكرين والمؤلفين المؤثرين.

وحظي جناح سلطنة عمان بإقبال كبير من القراء والمهتمين بالتاريخ والفكر والثقافة والفنون والعلوم الإنسانية من المملكة العربية السعودية وخارجها.

كما تعددت البرامج الثقافية العمانية المقامة على هامش المعرض، وشملت مختلف المجالات الثقافية من المحاضرات الفكرية والتاريخية، والأمسيات الشعرية والموسيقية والفنون الشعبية، والندوات وحلقات العمل والجلسات الحوارية والنقاشات حول موضوعات اجتماعية وأدبية مثل الرواية وأدب الطفل وفنون العمارة وغيرها.

ومما تضمنه برنامج الفعاليات الثقافية، جلسة فكرية حول الشخصيات العمانية المدرجة في قائمة اليونسكو، وهم كل من: الخليل بن أحمد الفراهيدي، والملاح أحمد بن ماجد السعدي، والطبيب ابن عميرة، والفيزيائي ابن الذهبي، والشاعر أبومسلم البهلاني والشيخ نورالدين السالمي.

وتحدث في الجلسة الأكاديمي ناصر السعدي، والباحثة خاتمة الرشيدية، وأدارها الروائي محمد بن سيف الرحبي، بالإضافة إلى جلسة في رحاب التاريخ العماني منذ الحقبة الزمنية قبل الإسلام إلى النهضة الحديثة، وقد رصدت أبرز التحولات والملامح، وتحدث فيها كل من الأكاديميين سعيد بن محمد الهاشمي وإبراهيم بن يحيى البوسعيدي، وأدارت الجلسة الأكاديمية هدى الزدجالية.

وقد لاقت فعاليات المعرض اهتماما بالغا من الضيوف القادمين بتنوعاتها ونوعيتها، مقدمة باقة من الأنشطة في شتى ميادين المعرفة، وقد ركز المعرض بشكل كبير على الفعاليات الموجهة لتثقيف الطفل وإثراء قدراته وصقل مهاراته المعرفية، كما قدم عددا من العروض المسرحية لمسرحيات سعودية ودولية، واستضاف نخبة من المفكرين والمؤلفين المؤثرين، في فعاليات تعكس عناصر الثقافة ومكوناتها كافة.

وشهدت ساحات وأجنحة المعرض على امتداد أيامه توافدا لافتا من مختلف الأعمار، وسط استقبال وبهجة من مسؤولي الأجنحة على ما شهدته حركة المبيعات لديهم من انتعاش.

ومن بين الأجنحة القادمة من 32 دولة موزعة على أكثر من 800 جناح، ابتهج المثقفون الباحثون عن الكتب القادمة من كل قارة وصوب، بعناوين مختلفة ولغات متنوعة وأفكار شيقة، كما برزت فعاليات الأطفال بأجواء أدبية ممتعة لهم، ملاقية توافدا مستمرا نظير تميزها في استقطاب ما يلفت اهتمامهم وينمي مداركهم. كذلك توافد العديد من الزوار من مختلف الأعمار لحضور الندوات الحوارية التي استقطبت نخبة من الضيوف تناولوا موضوعات ثقافية شيقة.

يذكر أن المعرض قد نظم للمرة الأولى مسابقة مخصصة للأطفال حول الإلقاء الشعري، استمتع خلالها الأطفال بتجربة الإلقاء أمام الجمهور، وتعلم مهارات الكتابة الشعرية، وتقنيات الإلقاء، مما ساعد في رفع مستوى الثقة بالنفس لديهم، وتعزيز مهاراتهم اللغوية.

 وقد أقيم معرض الرياض للكتاب 2023 برعاية من مجموعة روشن العقارية (شريكا مجتمعيا)، ومركز الرياض للدراسات السياسية والإستراتيجية (شريكا ثقافيا)، ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” (شريكا إبداعيا)، وهيئة تطوير بوابة الدرعية (شريكا للإرث)، ويلو (شريك الرحلة).

13