مصر تحذّر من حلقة مفرغة من التوتر وتحثّ على وقف العنف

القاهرة تدرك أن عدم السيطرة على الوضع سيقود إلى المزيد من التصعيد في ظل أعداد كبيرة من الأسرى والقتلى.
الأحد 2023/10/08
التصعيد يمكن أن يشعل حريقا أوسع

القاهرة - حذّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي السبت من "حلقة مفرغة" من التوتر في المنطقة، وذلك خلال اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس.

وأعلنت الرئاسة المصرية أن الاتصال بحث في "التشاور والتنسيق بشأن جهود وقف التصعيد الجاري في قطاع غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، مضيفة في بيان أن الرئيسين أعربا عن "القلق البالغ تجاه التدهور المتلاحق والخطير للأحداث". وأكدا ضرورة "وقف التصعيد والعنف، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وذلك بهدف احتواء الموقف والحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح".

ونقل البيان عن السيسي تأكيده إجراء القاهرة اتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة “من أجل احتواء التصعيد الراهن"، محذّرا من "خطورة تردي الموقف وانزلاقه إلى المزيد من العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ودخول المنطقة في حلقة مفرغة من التوتر تهدد الاستقرار والأمن الإقليميين".

وتعتبر مصر الوسيط التقليدي بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007. وكانت الخارجية المصرية حذّرت في وقت سابق من "مخاطر وخيمة للتصعيد"، داعية الطرفين إلى ضبط النفس. وأكدت في بيان أنها تدعو الطرفين إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر"، محذّرة من "تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على مستقبل جهود التهدئة".

وزير الخارجية المصري سامح شكري أجرى اتصالات مكثفة مع نظرائه وعدد من المسؤولين الدوليين للعمل على وقف التصعيد
ا◙ وزير الخارجية المصري سامح شكري أجرى اتصالات مكثفة مع نظرائه وعدد من المسؤولين الدوليين للعمل على وقف التصعيد

وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري "اتصالات مكثفة مع نظرائه وعدد من المسؤولين الدوليين للعمل على وقف التصعيد"، وفق المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد أبوزيد. وشملت الاتصالات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وأكد الجانبان ضرورة “الوقف الفوري للتصعيد”.

وأكد شكري للافروف أهمية أن يتحمل مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد جلسة طارئة الأحد “مسؤوليته في التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، وأن يضع من الإجراءات ما يحمي الحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة". وتعرف مصر أن عدم السيطرة على الوضع سيقود إلى المزيد من التصعيد في ظل أعداد كبيرة من الأسرى والقتلى من الجانبين.

وأعلنت حركة حماس، السبت، أنها قامت بـ”تأمين” العشرات من الضباط والجنود الإسرائيليين الذين أسرتهم في أماكن آمنة وفي أنفاقها. وقالت كتائب القسام في بيان "نبشّر أسرانا وأبناء شعبنا أن في قبضة كتائب القسام العشرات من الأسرى من الضباط والجنود وقد تم تأمينهم في أماكن آمنة وفي أنفاق المقاومة". ولم تعلن حماس عن عدد الأسرى، أو أي تفاصيل إضافية.

وفي بيان آخر، قالت "القسام"، "قامت قواتنا بتطوير الهجوم على عددٍ من أهداف العدو خارج غزة، منها أوفاكيم ونتيفوت ومشمار هنيغف، كما تخوض مواجهات ضاريةً في بئيري وسديروت". وكانت أوساط إسرائيلية قد تحدثت صباح السبت عن أن حماس أسرت أكثر من ثلاثين إسرائيليا بين عسكريين ومدنيين، في إشارة إلى قاطني المستوطنات.

وبدوره، أعلن المتحدث باسم "سرايا القدس" أبوحمزة في بيان "نمتلك العديد من الجنود الصهاينة الذين هم أسرى بين أيدينا". وأضاف أن "سرايا القدس" مع الفصائل الفلسطينية الأخرى نفذت سلسلة من العمليات خلف الخطوط ضمن عملية طوفان الأقصى. ولم تفصح "سرايا القدس" عن عدد الأسرى من الجنود الإسرائيليين. ونشرت فيديو لاقتحام عناصرها موقعا عسكريا قالت إنه “موقع نحال عوز شرق مدينة غزة".

وأظهر الفيديو حرق وتفجير عناصر "الجهاد الإسلامي" جيبات عسكرية داخل الموقع. كما ظهرت في الفيديو مجموعة كبيرة من الدبابات الإسرائيلية. من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن مصادر طبية أن ما لا يقل عن 150 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من ألف آخرين في إسرائيل جراء هجمات حركة حماس من قطاع غزة.

اقرأ أيضا: 

هجوم حماس على غلاف غزة: تخطيط ومفاجآت عدة

أهم الحروب بين حماس وإسرائيل

الإعلام الإسرائيلي أول من استفاق من صدمة هجوم غزة

3