عمان والقدس بين الرسم والفوتوغرافيا في معرض هاني حوراني

عمّان - بين عمان والقدس الكثير من النقاط المشتركة التي تجمع ذاكرة الأردنيين بالفلسطينيين وتذكرهم بتاريخ مشترك، هي نقاط يحاول الفنان الأردني هاني حوراني لفت الانتباه إليها في معرض “عمان – القدس 70 كم” المقرر انعقاده في غاليري بنك القاهرة في عمان من السادس عشر من أكتوبر الجاري وحتى منتصف نوفمبر المقبل.
“عمان – القدس 70 كم” يقدم فيه الفنان مزجا جميلا بين فني الرسم والفوتوغراف، وهو الاتجاه الذي يحتل الآن مكانة كبيرة، في بيناليات العالم ومعارضه على امتداد الكرة الأرضية.
كرّس حوراني لوحاته في المعرض للمدينتين الأقرب إلى قلبه، عمان والقدس، التي تفصل بينهما مسافة لا تتعدى السبعين كم حتى العام 1967. وهي مزيج بين الفوتوغراف والرسم في تجربة تميز فيها الفنان وقدمها في أكثر من معرض.
يذكّر الفنان هاني حوراني في هذا المعرض بالعلاقة التاريخية والمميزة بين مدينة عمان، حيث عاش فيها طفولته وشبابه، والقدس التي كان يزورها كثيرا قبل احتلالها في العام 1967، وعاد ينظر إليها من فوق أسوارها القديمة في التسعينات ويتأمل في أسواقها الداخلية ومنازلها ومدارسها ومعالمها الدينية.
المعرض يضم نحو أربعين لوحة، منفذة بألوان الأكريليك ومواد أخرى ومنها ما هو على الكانفس والخشب. وهو المعرض الشخصي السادس والعشرون لأعمال حوراني الفنية منذ العام 1964 وحتى الآن.
وجاء في كلمة إدارة الغاليري “نقدم في هذا المعرض، واحدا من جيل التأسيس في الحركة التشكيلية الأردنية للفنان هاني حوراني، الذي بدأ الرسم في وقت مبكر منذ الستينات وتتلمذ على يدي فنانين كبار من الجيل الأول، مهنا الدرة وصالح أبوشندي وتوفيق السيد”.
وتابعت “هذه البداية الأولى، وفي جو من النشاط التشكيلي الذي أسس لمرحلة السبعينات وقدم أسماء مهمة، كانت هي البداية الحقيقية للرسم في الأردن وتكرست بعودة العديد من طلاب الفن، الذين أصبحوا لاحقا عماد الفن الأردني، وبعد عودتهم من أوروبا والبلاد العربية كالعراق ومصر، محملين بتيارات الرسم العربية وبأفكار وتقنيات رواد الفن العربي، وصولا إلى تشكيل أول مؤسسة منظمة للعمل الفني الأردني، رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين والتي شكلها عدد كبير من هذا الجيل ومن سبقهم”.
وأضاف البيان “في هذا المعرض الذي يحمل اسم المدينتين الأغلى على قلوب الأردنيين، عمان والقدس، والقدس هنا بكل ما تحمله من معاني القداسة الإسلامية والمسيحية بلغتها وقلبها العربي الضارب في التاريخ رغم محاولات إلغاء هذا التاريخ، وإلغاء الوصاية الهاشمية المعترف بها عالميا، إلا أنها ستبقى الأغلى على قلوب الأردنيين قيادة وشعبا وفي ضمير الأمتين العربية والإسلامية”.
ينتمي الفنان هاني حوراني، إلى جيل الستينات من فناني الأردن، وكان أحد مؤسسي ندوة الرسم والنحت الأردنية، العام 1962. وأقام خلال السنوات 1964 و1967 و1968 ثلاثة معارض شخصية، قبل أن يتفرغ للعمل السياسي والإعلامي تحت تأثير هزيمة حرب يونيو 1967. وخلال السبعينات تلقى دورات في التصوير الفوتوغرافي في بيروت وموسكو، كما نشر دراسات ومقالات فنية عديدة حول رسوم الأطفال الفلسطينيين والسينما الفلسطينية.
وفي العام 1993، وبعد عودته إلى الأردن، نظم معرضه الشخصي الرابع، الذي ضم أعمالاً مائية على الورق عن وادي الوالة في جنوب العاصمة. وخلال تسعينات القرن الماضي أقام سلسلة من المعارض الفوتوغرافية في الأردن وسوريا ومصر وقطر والسويد والولايات المتحدة، وقد تركزت معارضه هذه على جماليات المدن العربية القديمة، مثل القدس، القاهرة، دمشق، حلب، السلط ، مراكش، تونس.