الشارقة تدعم مستقبل السينما من خلال مهرجان للأطفال والشباب

يسعى “مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب” إلى غرس مبادئ فن السينما لدى الأجيال الجديدة، وذلك لخلق حراك سينمائي مستقبلي، وتحفيز الطاقات الجديدة على اقتحام هذا الفن، الذي بات من أكثر الفنون تأثيرا اليوم في مختلف أنحاء العالم. وفي دورته الجديدة يواصل المهرجان الرسالة التي انطلق منها، في دعم محبي السينما منذ مرحلة الطفولة.
الشارقة– يقدم “مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب” خلال دورته العاشرة في الفترة ما بين الثاني والعشرين والثامن والعشرين من أكتوبر الجاري في فوكس سينما بسيتي سنتر الزاهية 81 فيلما من 37 دولة، تتضمن عروضا سينمائية من دول تشارك لأول مرة في الحدث وهي مملكة بوتان وكل من جمهوريات الجبل الأسود ومالطا وتوغو وفيتنام.
ويشهد المهرجان الذي تنظمه مؤسسة “فن” عروضا لثلاثة أفلام تقدم لأول مرة على مستوى العالم بالإضافة إلى 43 فيلما يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط، كما تستضيف منصة “السجادة الخضراء” التي تتيح للجمهور فرصة اللقاء والحديث مع منتجي الأفلام عروض أربعة أفلام سينمائية هي “نزوح” و”نيكولاس الصغير” و”هي من كوكب آخر” و”طريق الوادي”.
جاء الإعلان عن فعاليات الدورة الجديدة من المهرجان خلال مؤتمر صحفي عقدته مؤسسة فن الأربعاء بمقر مجموعة بيئة في الشارقة وتحدثت خلاله الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مديرة مؤسسة فن ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، والمخرج السينمائي محمد حاجي، وغادة عبدالقادر نائبة الرئيس الأولى في “الهلال للمشاريع الاستثمارية” -أحد رعاة المهرجان- بحضور عدد من ممثلي المؤسسات الإعلامية في الإمارات.
فعاليات متنوعة
يستضيف المهرجان إلى جانب نخبة من الفنانين والمخرجين الإماراتيين والعالميين متحدثين متخصصين في مجال الفن السابع يقدمون ثماني جلسات حوارية تناقش قضايا إنتاج السينما الموجهة للأطفال والشباب.
كما يشارك في المهرجان 15 مخرجا وخبيرا سينمائيا أبرزهم محمد حاجي وأحمد شوقي وتشو سونج كو وغدير السبتي ليتولوا مهمة تقييم الأفلام المشاركة في فئات المهرجان المختلفة والتي تتضمن فئة “أفلام من صنع الطلبة” وفئة “أفلام خليجية قصيرة” وفئة “أفلام روائية قصيرة” وفئة “أفلام الرسوم المتحركة” وفئة “أفلام الرسوم المتحركة الطويلة” وفئة “أفلام روائية طويلة”.
ويشارك في تحكيم الأعمال المقدمة عن فئة “أفلام من صنع الأطفال والناشئة” عشرون محكما بينهم محكمون أطفال وشباب يشاركون للمرة الأولى من سوريا وسلطنة عمان.
النسخة العاشرة من المهرجان تعد الجمهور بالذهاب أبعد مما يتوقعه، عبر نخبة من الأفلام العالمية والمبادرات
وتحتفي مؤسسة فن خلال هذه الدورة بسفراء المهرجان الذين يشكلون نموذجا ملهما لتحفيز الأطفال على اكتشاف روائع السينما حيث تتضمن قائمة السفراء 17 من الأطفال والشباب، من بينهم علياء دعيفس وعبدالله الطويل وماجد جمعة ونور صالح.
وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي “على مدار 10 أعوام قدم المهرجان إسهامات عديدة لدعم مسيرة السينما المحلية والعربية حتى أصبح منصة عالمية تعزز القيم الجمالية والإبداعية لدى أطفالنا وشبابنا”.
وبينت أن المهرجان تحول إلى نموذج متفرد في المشهد الثقافي المحلي والعربي يحتفي بسينما الصغار واليافعين والشباب.
وأكدت القاسمي أن النسخة العاشرة من المهرجان تعد الجمهور بالذهاب إلى أبعد بكثير مما يتوقعه عبر نخبة من الأفلام هي الأفضل عالميا ومبادرات خلاقة تثري معارف الأطفال وتراهن على مواهبهم، حيث نجحت في استقطاب أكثر من 1710 مشاركات من 90 دولة في العالم، منها من تشارك للمرة الأولى في المهرجان ما يعكس مكانته وتأثيره على الخارطة العالمية.
وأعلنت مديرة المهرجان عن إطلاق مبادرة “أيام الشارقة السينمائية” احتفالا بمرور العقد الأول من عمر “مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب” وهي مصممة حصريا لعشاق السينما، ويضم هذا الحدث مزيجا من التركيبات الفنية المستوحاة من الأفلام وعروض الأفلام والورش وحلقات النقاش والفعاليات المصاحبة.
المهرجان يدعم مسيرة السينما المحلية والعربية ومنصة عالمية تعزز القيم الجمالية والإبداعية لدى الأطفال والشباب
وأشارت إلى أن الفعالية ستقام على مدار أسبوع في العام المقبل في الشارقة، وتتضمن الرؤية المستقبلية لهذا الحدث تطويره ليصبح حدثا عالميا ويسعى إلى تجسيد جوهر أيام الشارقة السينمائية ونقل التجربة المميزة إلى العديد من بلدان العالم، مما يعزز التبادل الثقافي الفريد ويثري التجربة الشاملة.
ولفتت القاسمي إلى أن “السينما تمثل فنا راقيا يوسع مدارك المشاهدين ويثري مخيلتهم ويفتح الآفاق أمام فكرهم الإبداعي الذي ينمِّي مختلف مهاراتهم الحياتية، ومن هنا كان المهرجان منصة رائدة لترسيخ رسالة إمارة الشارقة في تعزيز هويتنا الإماراتية وثقافتنا العربية الأصيلة الداعية إلى التّسامح والمحبّة والسّلام”.
وأضافت “السّينما هي العالم الساحر الذي يأسر مشاعر وأحاسيس أطفالنا وشبابنا ويحفز طموحاتهم وتطلعاتهم وأحلامهم ويرفع وعيهم بقضايا أمتهم والقضايا العالمية، وهي أداة قادرة على إيصال المعلومات وترسيخها في أذهان الأطفال والشباب ولهذا يحرص المهرجان على تعزيز دور الفن السابع في إلهام الأجيال القادمة لإحداث أثر إيجابي ملموس في حياة مجتمعاتهم وأوطانهم وتوعيتهم بالقضايا الإنسانية العالمية التي تجسِّد توجّهات دولةِ الإماراتِ وإمارة الشّارقة”.
تشجيع ودعم المواهب
يفتح المهرجان الباب أمام زوار دورته العاشرة للتعرف على مراحل أساسية في إنتاج السينما وابتكار الشخصيات حيث ينظم عددا من ورش العمل، بينها ورشة في مجال الإنتاج السينمائي وكل مراحلها، ما يحفز الأجيال الجديدة على تعلم هذا الفن.
ويؤمن القائمون على الحدث بأن سر الفن السينمائي وسحره يكمنان في سرعة وصوله إلى قلوب الأطفال فله جاذبية خاصة في إقناع الأطفال والمشاهدين بالقيم والاعتبار بما يحدث من صراعات بين الخير والشر وما تؤول إليه من انتصار الخير. والأفكار والطروحات الفنية متوافرة بكثرة ولكن الإبداع والنجاح في المنافسة هما في إخراج تلك الأفكار بأساليب إبداعية قادرة على صنع الفارق في إيصالها إلى قناعات المشاهدين وملامستها مشاعرهم صغارا كانوا أم كبارا.
ومن جانبه أكد المخرج السينمائي محمد حاجي أهمية مهرجانات السينما في تشجيع ودعم المواهب النّاشئة للانطلاق في عالِم الفن الفسيح وتشكيل تجاربهم المتفردة، مشيرا إلى أن عروض الأفلام يجب أن تتوافق ذوقيّا وعمليّا مع الواقع المعاصر حتى يتقبّلها الجيل النّاشئ وهذا يعني ضرورة التزام العروض الفنّيّة الخاصّة بالطفل بأعلى درجات الإتقان والمهارة في العرض والتقديم والعمل والإلقاء والحركة.
ومن جهتها أثنت غادة عبدالقادر على دور مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب في غرس أسس التواصل الحضاري والإنساني لدى الأجيال الناشئة وتمكينها من التعبير عن شغفها من خلال هذا الوسط الإبداعي اللامحدود، وشددت على أهمية الفنون في التأثير إيجابيا على المجتمع مؤكدة فخرها بدعم المبادرات الفنية الهادفة والتي يعد مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب من أبرزها.