فنانون مغاربة ولاتينيون يتأملون واقع الإنسانية في بينالسور بالرباط

المعرض يسلط الضوء على المواضيع ذات الراهنية المتعلقة بقضايا البيئة ومقاربة النوع الاجتماعي والأخبار الزائفة والديمقراطية.
الخميس 2023/10/05
حوار بصري ومفاهيمي بين ثقافات متنوعة

الرباط - يواصل المتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي بالرباط تقديم المعرض الجماعي "بين الزمن والمكان" للصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو، الذي ينظم في إطار الحدث المتنقل بيينال الجنوب (بينالسور) الذي أطلقته الجامعة الأرجنتينية "تريس دي فيبريو".

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها "بينالسور" معرضا بهذا الحجم في الرباط، بعد تجربة ناجحة بمتحف المعادن للفن الأفريقي المعاصر في مراكش عام 2019. ويسلط المعرض الضوء هذا العام على المواضيع ذات الراهنية المتعلقة بقضايا البيئة ومقاربة النوع الاجتماعي والأخبار الزائفة والديمقراطية.

ويشارك في هذا المعرض، الذي يأتي ثمرة تعاون بين المؤسسة الوطنية للمتاحف والمتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي ومشروع بينالسور، 17 فنانا وفنانة من المغرب ومن عدة بلدان في أميركا اللاتينية.

ويتعلق الأمر بكل من أمين الكطيببي وحكيم بنشقرون ولمياء الناجي وفاطمة مزموز وخليل النماوي ومهدي مريوش من المغرب، وكارول بنيتاه (المغرب - فرنسا)، وأنانكي أسيف وهوغو أفيطا ومارسيلا بوش وأدريانا ليستيدو من الأرجنتين، ولوث ماريا بيدويا وكارولينا كارديش من البيرو، إضافة إلى سيليستي روخاس موخيكا من الشيلي، وروخيليو سيبتيمو من المكسيك، وألين موطا من البرازيل، وأوسكار مونيوز من كولومبيا.

الأعمال الفنية المعروضة تسلط الضوء على ثيمات الأزمنة والوقائع والذاكرة والهوية والتاريخ والمتخيلات الماضية والحاضرة
◙ الأعمال الفنية المعروضة تسلط الضوء على ثيمات الأزمنة والوقائع والذاكرة والهوية والتاريخ والمتخيلات الماضية والحاضرة

وتسلط الأعمال الفنية المعروضة في هذه التظاهرة الضوء على ثيمات الأزمنة والوقائع والذاكرة والهوية والتاريخ والمتخيلات الماضية والحاضرة، ما يجعل المعرض فضاء للتأمل والتفكير، والتطلعات المشتركة لهؤلاء الفنانين من أجل التعبير بطريقة شاعرية عن تنوع الواقع المعاصر.

كما يعتبر المعرض حوارا بصريا ومفاهيميا بين ثقافات متنوعة، يبحر بالزوار في سفر عبر فضاءات تضعهم وجها لوجه مع الاتساع والامتداد والوحدة والفراغ، والآثار التي تتركها المجتمعات والتأثير المتبادل لكل هذه العناصر بما يجعل من المتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي بالرباط فضاء للتبادل والتفكير، حيث الزوار مدعوون إلى التساؤل واكتشاف أفكار جديدة.

وأكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي، في تصريح له بالمناسبة، أن احتضان الرباط لهذا المعرض الجماعي يعكس انفتاح المملكة على العالم وأميركا اللاتينية بالتحديد، مبرزا أنه “عادة ما ننفتح على أوروبا وأفريقيا، والانفتاح على أميركا اللاتينية له أهميته كذلك”.

وأضاف قطبي أن افتتاح هذا الفضاء الفني يدخل كذلك في سياق الدبلوماسية الثقافية للمغرب والرامية إلى تسويق صورة المملكة باعتبارها بلدا للتسامح والحداثة والانفتاح. ونوه قطبي بكل الأطراف التي ساهمت في إنجاح هذا المشروع "الذي يبرز للعالم مشاركة المملكة في حوار الثقافات هذا".

وفي تصريح مماثل أوضحت المديرة الفنية والقيمة على المشروع الثقافي المتجول بينالسور ديانا ويكسلير أن الهدف من هذا المشروع يتمثل في العمل على إثراء دعائم مجتمع دولي يتخذ من الفن والثقافة شعارا للحوار، والمساهمة في تطوير وتعزيز مبدأ الحق في الثقافة. وأبرزت ويكسلير أن الأعمال الفنية المعروضة لفنانين مغاربة ولاتينيين تدعو إلى التأمل في الظروف التي تعيش فيها الإنسانية، وتساعد على تسليط الضوء على أوجه التلاقي التي تتشاركها المجتمعات على اختلاف ثقافاتها، معربة عن أملها في أن يكون هذا المعرض باكورة معارض مماثلة أخرى في المغرب.

ووضحت ويكسلر أن بينالسور اختار التركيز هذا العام على إفريقيا من أجل تعزيز الروابط بين الفنانين في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي بهدف تحدي مفاهيم “التسلسلات الهرمية المهيمنة” في مجال الفن. وأشارت ويكسلر، التي أبدت تحمّسا لهذه التجربة الأولى لبينالسور في الرباط، إلى أن التجربة تندرج في إطار مشروع يضم ثمانية معارض من المقرر تنظيمها في أفريقيا هذه السنة، خاصة في الكاميرون والسنغال وتونس.

◙ المرة الأولى التي ينظم فيها "بينالسور" معرضا بهذا الحجم في الرباط بعد تجربة ناجحة بمتحف المعادن للفن الأفريقي المعاصر في مراكش 

من جانبه قال محافظ المتحف الوطني للفوتوغرافيا سفيان الرحوي، في تصريح مماثل، إن معرض "بين الزمن والمكان" هو ثمرة شراكة وتعاون مع المشروع الثقافي المتجول بينالسور، وهو "مشروع ضخم، ينظم أكثر من 120 تظاهرة فنية حول العالم".

وأضاف الرحوي أن الأعمال الفنية المعروضة تسلط الضوء على الجوانب المشتركة بين الإبداعات المغربية واللاتينية، وتبرز إلى أي حد يمكن لفن التصوير الفوتوغرافي أن يكون آلية لتوحيد الشعوب وإبراز أوجه التقارب الفنية والثقافية فيما بينها.

يشار إلى أن بينالسور يعتبر منصة فنية وثقافية للتعاون بين المتاحف وبين المراكز الثقافية والجامعات في جميع أنحاء العالم، انطلقت من الجامعة الأرجنتينية "تريس دي فيبريرو"، وذلك بهدف إخراج الفنانين الجنوبيين من دائرة الظل وبناء رؤية جديدة للفن المعاصر.

ومنذ انطلاقها في يوليو الماضي، ستكون بيينال الجنوب قد قطعت مسافة 9325 كيلومترا لاستكشاف جغرافيا ثقافية متنوعة وغنية. ويذكر أنه بالموازاة مع معرض الرباط يعتزم بينالسور تنظيم معرض للفنان الأرجنتيني كاميلو غوينو في متحف المعادن للفن الأفريقي المعاصر بمراكش في إطار "الإقامات المتقاطعة" التي تم تنظيمها لفائدة الفنانين الأرجنتينيين والمغاربة في كلا البلدين.

فن له تاريخ

12