ولد الغزواني يعتبر العداء المتصاعد ضد فرنسا شعبوية خبيثة تغذيها السوشيال ميديا

معلقون: الرئيس الموريتاني فرنسي أكثر من الفرنسيين أنفسهم.
الاثنين 2023/10/02
الغزواني لماكرون: نتوقع منكم الكثير فلا تتركونا

يتعرض الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لحملة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تصريحات عدت صادمة ومستفزة لمشاعر الشعوب الأفريقية، ومنتصرة لأجندة فرنسا.

نواكشوط - أثار الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني جدلا واسعا على خلفية المقابلة التي أجراها مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، وبدا من خلالها مدافعا شرسا عن الوجود الفرنسي في منطقة الساحل وأفريقيا ككل، واصفا موجة العداء المتصاعدة ضد باريس في القارة السمراء بـ “الشعبوية الخبيثة التي تضخمها وسائل التواصل الاجتماعي”.

واستفزت تصريحات الغزواني العديد من رواد مواقع التواصل، الذين وصفوا تصريحات الرئيس الموريتاني بالصادمة، وأنها تعكس حجم ارتهان نواكشوط لأجندة باريس في المنطقة. وقال معلقون إن الرئيس الموريتاني بدا فرنسيا أكثر من الفرنسيين أنفسهم في مقابلته المثيرة للجدل.

ووصف الباحث المتخصص في شؤون أفريقيا والشرق الأوسط في جامعة الكويت إدريس آيات في منشور عبر حسابه على إكس تصريحات الرئيس ولد الغزواني بالخطيرة، لكنها ليست بالمستغربة، مشيرا إلى أن موريتانيا كانت منذ العام 2001 يد فرنسا في المنطقة، وكانت بطريقة أو بأخرى متعاونة مع باريس في كلّ خططها، وخاصةً في النيجر ومالي.

إدريس آيات: موريتانيا تمثل منذ العام 2001 يد فرنسا في المنطقة
إدريس آيات: موريتانيا تمثل منذ العام 2001 يد فرنسا في المنطقة

ولفت آيات إلى أنه سبق وأن حذر من قرب نواكشوط المريب من باريس عام 2021، حين عيّن الرئيس النيجري المعزول الموريتاني ولد الإمام الشافعي مستشارًا خاصًا له؛ وهو المعروف بقربه من بعض الجماعات المسلحة في الساحل، وقد خاض ما سمّي بمفاوضاتٍ مع تنظيمات إرهابية.

واعتبر أن “جيش موريتانيا أكثر جيش مندمج مع المخابرات الفرنسية، وقد ساعد في تشكيله الرجل الثاني في الاستخبارات الفرنسية السابق الجنرال فريديريك بيث وقد أكدّ ذلك في مقابلة له عن موريتانيا”.

وتابع في منشوره عبر إكس “كان لموريتانيا بالذّات مخطط للنيجر حيث أرادت أنْ تسير على هواها، ما يفسّر لماذا النخبة الموريتانية المؤدلجة هي التي استاءت أكثر من أي دولة أخرى من انقلاب النيجر، لأنّ ذلك يمثّل ضربة للمشروع الذي كانوا أعدّوه”.

ومضى قائلا “من يتابع تحليلات النخبة الموريتانية المثقفة المؤدلجة على هوى فرنسا منهم ‘دون غيرهم النزيهين’ عن النيجر في قناة الجزيرة (القطرية) يجد أنّ أغلبهم يعمدون إلى إخفاء عمالة بازوم لفرنسا وفساد حكومته مع التناقضات السياسية والاقتصادية التي ظهرت بعد الإطاحة به، ويركزّون فقط على الإثنية والعرق، لأنّهم عاجزون عن إدراك الأمور من حيثية السياسة والفساد والاقتصاد، لا بدّ لهم من حصر الملفّ في العدسة التي يعرفونها التي هي العنصرية، هذا من دولة تكاد تكون الوحيدة التي لا تزال تمارس العبودية ضدّ الحرّاطين، حتى وإن تظاهرت أنّها امثلت لقرار الأمم المتحدة لعام 1981 بإجبارها على إلغاء الرقّ”.

ورأى أن “هذا ما يفسّر أنّ تحليل كلّ شيء عند هذه النخبة بالذّات لا بد وأن تربطه بالعنصر والعرق والإثنية مستدلاً بتصريح شاذ أو تصريحين وتعميمه لأسبابٍ أيدولوجية مغرضة؛ وإن كان كلّ دليل يصرخ قائلاً بأنّ بازوم عميل يسبّح بحمد فرنسا ويخون بلده لصالحها. وقد واجهت العديدين منهم في برامج قناة الجزيرة المختلفة أثناء مداخلاتي، تجدهم فرنسيين أكثر من فرنسا نفسها”.

استمرار رهان الرئيس الموريتاني على فرنسا يعكس واقع أنه لم يقرأ جيدا خارطة التحولات في المنطقة والعالم

وقال آيات “إن كانت القيادة الموريتانية عاجزة عن الوقوف مع تطلّعات شعوب الساحل التي تودّ الخلاص من دولة الاضطهاد فرنسا مع ممارسة اقتصاد الافتراس والإمبريالية وسياساتها الإجرامية، فالمطلوب منها ليس أقلّ من أن تسكت وتتركنا نناضل لوحدنا”.

وكان الرئيس الموريتاني صرح في المقابلة التي نشرت السبت في صحيفة “لوفيغارو” بأن المشاعر المعادية لفرنسا التي تطورت في بعض البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية، تُفسَّر “بتوقّعات أعتبرُها مفرطة، لدى بعض المجموعات السكانية الأفريقية تجاه بلد صديق تاريخيا”.

وأضاف “أفريقيا تتوقع الكثير من فرنسا”، معتبرا أن المشاعر المعادية لباريس تعكس خصوصا “شعبوية خبيثة” لا تنفرد بها أفريقيا بل “يجري التعبير عنها في كل مكان في الكوكب” و”تُضخّمها شبكات التواصل الاجتماعي إلى حد كبير”.

وشدد الرئيس الموريتاني على أن انسحاب فرنسا من النيجر ليس فشلا “ولا إذلالا”، قائلا “لديها بلا شك سبب للمغادرة”.

وعلق راشد العنزي عبر حسابه على إكس:

وتساءل نورالصباح عنكوش في منشور على إكس:

ونشر حساب الإنسانية الغربية على إكس:

وعلق الصحافي حمزة دباح عبر إكس:

ولا تخفي الغالبية من شعوب المنطقة المغاربية والساحل سرورها من الضربات التي تلقتها فرنسا في العامين الماضيين في المنطقة، حيث يتهمون الدولة الأوروبية باستنزاف ثروات أفريقيا ونهب خيراتها بالاعتماد على أنظمة تدين لها بالولاء الكامل كما هو الحال بالنسبة إلى الرئيس النيجري المعزول محمد بازوم، الذي تعرض الشهر الماضي لانقلاب عسكري مدعوم شعبيا، ولا تزال فرنسا تتمسك بعودته للسلطة.

ويرى متابعون كما معلقون على صفحات التواصل أن تصريحات الغزواني المدافعة عن فرنسا تشي بوجود حالة من الخوف لدى النظام الموريتاني من أن يواجه مصير النيجر كما مالي وبوركينافاسو، خاصة وأن نواكشوط سبق وأن شهدت العديد من الانقلابات على مر تاريخها الحديث.

ويشير هؤلاء إلى أن استمرار رهان الرئيس الموريتاني على فرنسا يعكس واقع أنه لم يقرأ جيدا خارطة التحولات في المنطقة والعالم، وأن باريس نفسها باتت على قناعة بأنها لم تعد تملك القدرة على وقف الانهيارات التي تتعرض لها في مناطق نفوذها التقليدية.

وقال كمال توفيق في منشور عبر إكس:

5