صراع ضد الشر على رف الكتب

أصدر مركز أبوظبي للغة العربية، من خلال مشروع “كلمة” للترجمة، الترجمة العربية لرواية “الحرب الخفية”، للكاتب الفرنسي جان مارك مورا، أنجزتها المترجمة والأديبة اللبنانيّة ماري طوق، وراجعها وقدم لها الشاعر والأكاديمي العراقي المقيم في باريس كاظم جهاد.
وحسب مقدّمة المُراجع، صدرت “الحرب الخفيّة” عام 2018 قبل جائحة “كورونا” بأقل من عامين، وفي ذلك مصادفة شيقة، ووصلت إلى التصفية النهائية لجائزة رونودو للرواية، وتدور قصتها حول الفتاة ليلي التي تنشأ بلا أبوين في بدايات القرن العشرين، واسمها في البداية هو ليليت، وبين الدلالة المحايدة للاسم “ليلي” وتلك المعبأة بمحمول أسطوري معروف للاسم “ليليت”، يقوم في حياة هذه المرأة ووعيها صراع محتدم ومستمر يقف القارئ على تفاصيله المقلقة، ولعله يلخص كاملَ سر الرواية وشخصيّـتها المحوريّة.
تخوض ليلي حربا خفيّة، مع عالم آخر هما على طرفَي نقيض: عالمها المفعم بالبراءة والموهبة والإيمان بالعِلم الحقّ، وعالَم الشّعوذة والدجل الديني والِعلميّ واستغلال المواهب والقدرات لغايات إجراميّة.
دفاعا عن الهوية
تصدر قريبًا قصّة للناشئة بعنوان «نادية في مغامرة ساحرة» للكاتب والكوميديّ المصريّ باسم يوسف وكاثرين ر. دالي مع رسوم دوغلاس هولغيت بترجمتها العربية من الإنجليزية عن دار هاشيت أنطوان.
نادية شابّةٌ تهوى جمع الدُّمى ذات الرؤوس النطّاطة وتُخبّئ في جعبتها “معلومة عالماشي” لكلّ مناسبة وحدث وتدافع بجد عن تاريخ حضارتها المصريّة. في الواقع، عندما كانت نادية طفلة، هاجرت عائلتها من مصر إلى أميركا حيث تعيش اليوم محاطة برفاقها، “شلة الدحاحين”. لكن يومياتها لا تخلو من المواقف الصعبة وبخاصة مع قدوم تلميذ جديد إلى المدرسة لا ينفك يضايقها، وظهور رجل صغير من تميمة أنتيكة على شكل فرس نهر أثار دهشتها وأضاف إلى حياتها نكهة مزجت بين الطرافة والغرابة.
هذه القصّة تسلّط الضّوء على مواضيع ثقافيّة واجتماعيّة متنوّعة، وتتناول الحضارة المصرية بجوانبها المختلفة، والافتخار بالجذور والتمسك بها، والعنصريّة المتجذرة بين التلاميذ والحدّ منها، والمشاكل بين الزّملاء كالتفرقة، إضافة إلى آفة التنمر وغيرها من قضايا هامة.
تحولات منذ المعري
صدرت حديثاً عن منشورات رامينا في لندن رواية “لعنة المعرّي” للروائي الكردي السوري ريدي مشو، وهي تتناول التحولات في البيئة الاجتماعية السورية عبر جزأين أساسيين، الجزء الأول “سيرة الآباء” يعالج الفترة الممتدّة من 1861 إلى سنة 1961، والجزء الثاني “سيرة الأبناء” يبدأ بسنة 2011، ويفسّر كلّ جزء منهما الآخر ويكمله ويسير معه لرسم تصوّرات للمستقبل.
تبدأ رواية “لعنة المعرّي” بتقديم صورة مختلفة للشاعر أبي العلاء المعرّيّ في المراحل الأخيرة من حياته، وتتشعب أحداثها وتبلغ ذروتها سنة 2011، حينذاك يقع التحوّل الأول في حياة بطل الرواية “سراج” فيتحوّل إلى مهرّب ويترك تدريس اللغة الإنجليزية جانباً بعد أن تغلق المدارس.
تحاكي الرواية في أجوائها أحوالَ التشتّت، ليس في المجتمع السوري وحسب، بل في العالم أجمع، لذا سيجد القارئ مسارات عدة فيها، تشكّل معا العوالم السردية وتمضي بالرواية إلى غايتها. ويظهر الروائي كيف أنّ اللعنة تلوّن الحياة بالأحمر ولا تفسح مجالاً لرؤية المستقبل أكثر من هاوية سحيقة.