متاجر الملابس ضحية أخرى تدفع ضريبة كآبة المناخ

لندن - تسللت تداعيات كآبة المناخ وما خلفته من ندوب عميقة على وجه الاقتصاد العالمي إلى متاجر الملابس، والتي وجد أصحابها أنفسهم يصارعون للحفاظ على نشاطهم في ظل احتمال تعرض موسم التسوق إلى انتكاسة.
ويقول مسؤولون تنفيذيون في شركات تجزئة كبرى، من بينها أتش آند أم، إن الطقس الخريفي الدافئ على غير المعتاد من الولايات المتحدة إلى أوروبا يؤثر على مبيعات السترات والمعاطف الثقيلة مع اقتراب فترة التسوق الحرجة في العطلات.
وأشاروا أيضا إلى أن بعض المتاجر تخفض الأسعار بالفعل لتجنب أكوام من البضائع غير المباعة.
وفي العام الماضي سعى تجار الملابس بالتجزئة إلى التخلص من المخزون الزائد الذي تراكم بسبب التحول في طلب المستهلكين إلى الأساسيات بدلاً من العناصر التقديرية مثل الملابس.
ولكن مع توقع أن تبدأ درجات الحرارة في الربع الرابع دافئة، وفقًا لشركة ويذر تريندز إنترناشيونال لتتبع الطقس، قد تجد المتاجر التي تحمل أنماطًا ومعدات شتوية نفسها محملة بالمخزون في نهاية الموسم.
وبدأت العلامة التجارية الفاخرة كوس التابعة لشركة أتش آند أم في تقديم خصم بنسبة 20 في المئة عبر الإنترنت وفي المتاجر على الملابس المحبوكة والملابس الخارجية بما في ذلك سترات صوف ميرينو والمعاطف المنتفخة الطويلة.
وقالت هيلينا هيلمرسون، الرئيسة التنفيذية لشركة أتش آند أم، لرويترز إن “المتسوقين يؤجلون شراء الملابس الخريفية الثقيلة وسط طقس أكثر دفئا من المعتاد”.
وأشارت شركة بيبكو غروب الأوروبية أيضًا إلى أن هبوط مخزونها من ملابس الخريف والشتاء تزامن مع استمرار الطقس الدافئ القياسي في أسواقها الأساسية وسط أوروبا وشرقها.
وقال آندي بوند، الرئيس التنفيذي لشركة بيبكو، للمحللين عبر الهاتف الخميس الماضي “عندما تبلغ درجة الحرارة 26 درجة مئوية، فإنك لا تميل إلى بيع المعاطف”.
وفي العامين الماضيين بدأ ما يسمى بموسم التسوق للعطلات في وقت مبكر من شهر أكتوبر، حيث يقدم العديد من تجار التجزئة عروضًا وتخفيضات خلال الشهر وحتى ديسمبر.
ومن المقرر أن تدشن أمازون نسخة برايم داي لهذا العام يومي 10 و11 أكتوبر المقبل، بينما ستقدم شركة بيست باي تخفيضات ليومين خلال التاريخ ذاته، في حين ستفتتح شركة تارجيت برنامج “ديال أوف ذا داي” اعتبارا من أكتوبر.
وفي الولايات المتحدة قد ترتفع درجات الحرارة خلال الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لويذر تريندز إنترناشيونال.
وقال بيل كيرك، الرئيس التنفيذي ومؤسس ويذر تريندز، إن “الشهر من الجمعة السوداء إلى عيد الميلاد هو أكثر دفئا بكثير من العام الماضي، مما سيؤدي إلى المزيد من المخزون الزائد وعمليات تخفيض الأسعار بشكل حاد”.
ومن المحتمل أن يؤثر هذا على تجار التجزئة من ولمارت إلى ديكس بورتسنغ غوودز على وجه الخصوص، ولكنه قد يساعد بائعي الجملة والباعة خارج الأسعار في كوستكو مثل تي.جي.إكس، الذين من المحتمل أن يشتروا المنتجات محليًا ويمكنهم التكيف مع التغير الموسمي عاجلاً.
وقال ديفيد سوارتز، محلل أبحاث في شركة مورنينغ ستار، “إذا لم يتم بيع الملابس الشتوية بشكل جيد، فسيكون ذلك مشكلة بالنسبة إلى الصناعة في موسم العطلات هذا”.
وأضاف “إذا تبين أن الأمر كذلك، فقد نشهد الكثير من التخفيضات على تلك البضائع في الجزء الأول من عام 2024”.
وعادةً ما يصبح الطقس غير المواتي مشكلة كبيرة لتجار التجزئة حيث يقومون بتقديم الطلبات وشحن العناصر للمواسم المهمة مقدمًا بوقت طويل لضمان وجود ما يكفي من المنتجات على الرفوف من أجل تلبية طلبات الزبائن.
وقال روبرت وودز، مؤسس شركة فيجن برنادس يو.أس.أي، إن “المشكلة مع معظم تجار التجزئة ذوي الحجم الكبير هي أن نسبة 75 إلى 85 في المئة من التصنيع لديهم تعتمد على دورة تطوير طويلة جدًا”.
في العام الماضي سعى تجار الملابس بالتجزئة إلى التخلص من المخزون الزائد الذي تراكم بسبب التحول في طلب المستهلكين إلى الأساسيات
وأضاف “لذا بمجرد أن تبدأ الحرارة أو البرودة في التأثير على اتجاهات الشراء الإجمالية، يلتزمون فعلا بالطلبات”.
وقالت كريستين دارسي، مديرة التسويق في شركة ترو ريليجن للملابس بالتجزئة، لرويترز في مقابلة “المفاجأة السارة هي استمرار رؤية القمصان قصيرة الأكمام والسراويل القصيرة تستمر في البيع بشكل جيد حقًا نتيجة للطقس الدافئ”.
وأضافت أن “أهم مشترياتنا لهذا الموسم ليست الملابس الخارجية، والتي قد تكون السترات الثقيلة المناسبة للطقس شديد البرودة، وإنما الملابس النشطة، وهي القمصان العلوية والسفلية خفيفة الوزن، والدنيم بجميع أنواعه المختلفة ثم حياكة خفيفة الوزن”.
وتؤكد شركة أبركرومبي آند فيتش أن هناك طلبًا قويًا على “المنتجات غير الموسمية” في الربع الثاني من 2023، خاصة في فئة الرجال، حيث ينتقي الزبائن قطع الملابس بمختلف أنماطها على مدار العام.
وعندما يحاول تجار التجزئة تخزين الملابس المناسبة موسميًا ولا يتم بيعها، يصبح تخزين هذه القطع مكلفًا.
وقال سيمون ولفسون، الرئيس التنفيذي لشركة نكست البريطانية لبيع الملابس بالتجزئة، إنه فيما يتعلق بتوقعات المبيعات فإن “الفرق الذي سيحدثه الطقس في ديسمبر سيكون أكبر من الفرق في شعور المستهلك”.