رسالة طمأنة سعودية للفلسطينيين في خضم مسار تطبيع مع إسرائيل

وفد سعودي يترأسه نايف السديري السفير غير المقيم في الأراضي الفلسطينية يصل إلى الضفة الغربية في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توقيع اتفاق أوسلو الذي قامت بموجبه السلطة الفلسطينية.  
الثلاثاء 2023/09/26
نايف السديري في أريحا لتسليم أوراق اعتماده للرئيس الفلسطيني سفيرا غير مقيم في الأراضي الفلسطينية

أريحا (الأراضي الفلسطينية) - أكدت القائمة بأعمال محافظ أريحا يسرى سويطي الثلاثاء وصول الوفد السعودي" الذي يرأسه السفير غير المقيم في الأراضي الفلسطينية نايف السديري، إلى الضفة الغربية  قادما إليها من الأردن عبر جسر الملك حسين (اللنبي) الذي تشرف عليه إسرائيل من الناحية المقابلة للأردن.

وهذه الزيارة هي الأولى لوفد سعودي للأراضي الفلسطينية منذ ثلاثة عقود، فيما أظهرت صور استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس للوفد وتسلمه أوراق اعتماد السفير السديري.  

وتأتي الزيارة في وقت تقود فيه واشنطن محادثات بين إسرائيل والسعودية التي لا تعترف بالدولة العبرية، لتطبيع العلاقات بين البلدين، ما يثير قلقا فلسطينيا. كما تشير الزيارة في توقيتها إلى أنها رسالة طمأنة للفلسطينيين المتوجسين من تطبيع قريب في العلاقات بين المملكة وإسرائيل.

ومن المتوقع أن تلتحق الرياض بركب دول خليجية وعربية وقعت اتفاق سلام مع تل أبيب في العام 2020 وهي الإمارات والبحرين والمغرب، بينما لا تزال الاتفاقية مع السودان عالقة بسبب اندلاع نزاع مسلح في 15 ابريل/نيسان بين الجيش وقوات الدعم السريع وهو نزاع استبقه قائد مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان بانقلاب على الشركاء المدنيين في الحكم.

وأُعلن في أغسطس تعيين السديري سفيرا غير مقيم في الأراضي الفلسطينية وسيتولى أيضا منصب القنصل العام في مدينة القدس. وتتولى سفارة المملكة العربية السعودية في عمّان تقليدا ملف الأراضي الفلسطينية.

وفي وقت سابق أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن السديري سيقدّم أوراق اعتماده للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الزيارة التي تستمرّ يومين.

ومنذ أشهر، يتكاثر الحديث عن تطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل التي توصلت في العام 2020 إلى "اتفاقات أبراهام" للسلام مع دول عربية وخليجية بوساطة الولايات المتحدة.

وخلال جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط العام الماضي، أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية فتح أجوائها "لجميع الناقلات الجوّية"، ما مهّد الطريق للطائرات الإسرائيلية لاستخدام المجال الجوي السعودي.

وخلال خطابه في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، قال نتانياهو إن الدولة العبرية على "عتبة" إقامة علاقات مع السعودية، معتبرا أن "مثل هذا السلام سيقطع شوطا طويلا نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وسيشجّع الدول العربية الأخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل".

أما السعودية فأكدت على لسان ولي العهد الأمير أنها "تقترب" من تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مشدّدة في الوقت ذاته على "أهمية القضية الفلسطينية" بالنسبة للمملكة.

وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية في السعودية "المفاوضات تجري بشكل جيّد حتى الآن" و"نأمل أن تؤدّي إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دورا في الشرق الأوسط".

وفي العام الماضي، وصلت وفود إسرائيلية إلى السعودية للمشاركة في الألعاب الرياضية وغيرها من الأنشطة. وشاركت إسرائيل الشهر الجاري في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عقد في الرياض.

وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط من دون حصول الشعب الفلسطيني على "كامل حقوقه".

وقال في مستهل خطابه "واهم من يظن أن السلام يمكن أن يتحقق من دون حصول شعبنا على كامل حقوقه".

ومع مرور 30 عاما على توقيع اتفاق أوسلو الذي كان من المتوقع أن يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فقد الفلسطينيون الأمل في ذلك، لا سيما في ظل تصاعد مستمر للعنف بين الجانبين.

ويتواصل البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة في ظل الحكومات الإسرائيلية اليمينية المتعاقبة، ما يعقد إقامة دولة فلسطينية. وقتل منذ مطلع العام الجاري نحو 242 فلسطينيا و32 إسرائيليا في أعمال عنف. وتحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.