مسقط تستعد لبدء التشغيل التجاري لمصفاة الدقم

الدقم (سلطنة عمان) - قطعت سلطنة عُمان خطوة كبيرة نحو تعزيز قدرات التكرير مع اكتمال مرحلة بدء التشغيل في مصفاة الدقم، أحد أبرز الاستثمارات التي تراهن عليها في دعم صناعة الطاقة والخدمات اللوجستية.

وأعلنت مصفاة الدقم، أحد أكبر مصافي الشرق الأوسط، الخميس أنها أكملت أعمال بدء التشغيل، وأن شركة أوكيو الحكومية المشغلة تهدف إلى بدء العمليات التجارية بحلول نهاية 2023.

وتعتبر المصفاة، التي كلف تشييدها 7 مليارات دولار، جزءا من منطقة صناعية بدأت مسقط ببنائها قبل ست سنوات وتضم مشاريع نفطية وتكريرية وبتروكيماوية وأخرى صناعية ولوجستية لأغراض التعبئة والتوزيع والتسويق.

وتعد المنطقة التي تبعد 550 كيلومترا عن العاصمة مسقط أكبر مشروع اقتصادي منفرد في البلاد، وتأتي في إطار جهود البلد لتنويع موارد اقتصاده وتقليص اعتماده على إيرادات النفط.

وقالت أوكيو في بيان مكتوب ردا على رسالة بالبريد الإلكتروني من رويترز “تم إحراز تقدم كبير في تنفيذ المشروع مع الانتهاء من مرحلة بدء تشغيل المصفاة، التي تميزت بإنتاج زيت الوقود عالي الكبريت”.

وأشارت إلى أن أعمال إنشاء المصفاة اكتملت بنسبة تزيد على 99 في المئة، وانتهت 81 في المئة من عملية التشغيل.

وأكدت أن أنشطة التشغيل ستشمل سلسلة إمداد المصفاة بالكامل، بدءا من صهاريج تخزين النفط في محطة رأس مركز حتى أنظمة تصدير المنتجات من المصفاة إلى رصيف ميناء الدقم للتصدير.

ومصفاة الدقم، التي تعمل بطاقة إنتاج تبلغ 230 ألف برميل يوميا، هي مشروع مشترك بالمناصفة بين أوكيو وشركة البترول الكويتية العالمية.

وكانت مسقط قد استهدفت تدشين المصفاة في البداية مطلع عام 2020، ولكن تم تأجيل ذلك بسبب الأزمة الصحية وتداعيات الإغلاق الاقتصادي المنجر عنها.

وترتكز رؤية الحكومة لمصفاة الدقم على أن تصبح شركة تكرير بمستوى عالمي، ما يعزّز النمو الاقتصادي وقدرات إنتاج المشتقات النفطية لتتجاوز 500 ألف برميل يوميا، الأمر الذي يجعل مسقط على مشارف طفرة في هذه الصناعة.

وأوضحت أوكيو في البيان أن شحنة أولى من زيت الوقود عالي الكبريت صُدّرت بالفعل إلى الولايات المتحدة بعد إجراء عمليات تشغيل تجريبية قبل دخول المصفاة مرحلة العمليات التجارية الكاملة. وأضافت أن المصفاة أنتجت أيضا النافتا.

وأظهرت بيانات تتبع السفن من شركة كبلر أن حوالي 95 ألف طن من زيت الوقود عالي الكبريت، والتي شُحنت من مصفاة الدقم مؤخرا، تتجه إلى كوربوس كريستي بولاية تكساس الأميركية.

ووفقا لبيانات شركتي أل.أس.إي.جي وكبلر قامت المصفاة أيضا بتصدير 25 ألف طن من النافتا في يونيو الماضي، فضلا عن تصدير ما يقرب من 90 ألف طن من زيت الوقود عالي الكبريت بين نهاية أبريل ومنتصف مايو الماضيين.

ونقلت السلطنة استثمارات صناعة التكرير إلى آفاق أوسع بتدشينها باكورة صادرات وقود الديزل من مصفاة الدقم. وقالت أوكيو إن “المصفاة صدرت أيضا أولى شحناتها من الديزل في سبتمبر” الماضي.

ومن المتوقع أن تعزز الخطوة طموحات البلد وموقعه وخارطة الخدمات التي يمكن تقديمها لزيادة القدرة التنافسية محليا وعالميا بهدف تلبية الطلب المتنامي على المشتقات النفطية.

وأردفت الشركة “بالإضافة إلى ذلك تم شحن النفط الخام العماني والكويتي بنجاح إلى (محطة) رأس مركز ومن ثم ضخه إلى مجمع المصفاة في الدقم عبر خطوط الأنابيب”.