تسلا في الشرق الأوسط: في السعودية أم في تركيا؟

نيويورك – تُجري السعودية محادثات مع شركة تسلا الأميركية لصناعة السيارات الكهربائية بهدف إقامة مصنع لها في المملكة بالتزامن مع طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لتسلا بناء مصنع للشركة في تركيا، وهو ما يعني أن السعودية وتركيا تتنافسان على استقطاب تسلا في الشرق الأوسط.
ويثير سعي السعودية لجذب شركة تسلا التساؤل عن مدى قدرتها على ذلك؛ فلئن كان من السهل توفير الموقع والموارد المالية تظل مسألة كيفية توفير الأيدي العاملة غير واضحة، في ظل انتهاج المملكة سياسة سَعْوَدة الوظائف التي تمنع استيراد العمالة الأجنبية، بينما الاعتماد على أيد عاملة سعودية سيصطدم بعائق الرواتب المرتفعة والتدريب المهني المسبق في صناعة متقدمة مثل صناعة السيارات، وخصوصا في صناعة السيارات الكهربائية.
وتحاول المملكة تنويع اقتصادها كي لا يعتمد على النفط وحده، ويعد صندوق الثروة السيادي السعودي أكبر مستثمر في مجموعة لوسيد، إحدى شركات السيارات الكهربائية الناشئة التي تتطلع إلى تحدي هيمنة تسلا على القطاع.
وجاء في تقرير وول ستريت جورنال أن أحد المقترحات التي تدرسها المملكة يتضمن تقديم تمويل إلى شركة ترافيغورا العملاقة لتجارة السلع الأولية من أجل تنفيذ مشروع متعثر للكوبالت والنحاس في الكونغو من شأنه أن يساعد على تزويد مصنع تسلا المحتمل بالإمدادات.
123
في المئة نسبة ارتفاع أسهم شركة تسلا حتى الآن هذا العام، وقالت الشركة إنها أنتجت خمسة ملايين سيارة
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الاثنين عن مصادر مطلعة قولها إن “السعودية تحاول اجتذاب شركة تسلا عن طريق منحها حق شراء كميات معينة من المعادن والفلزات التي تحتاجها من دول تشمل جمهورية الكونغو الديمقراطية”.
ويعكس الاهتمام السعودي بإقامة مصنع لشركة صناعة السيارات الكهربائية استعداد المملكة لمرحلة قادمة تقوم على اعتماد الطاقة النظيفة تماشيا مع توجه عالمي فرضه تغيير المناخ وتأثيراته خاصة في منطقة الشرق الأوسط والخليج.
وتعمل السعودية من خلال هذا الخيار على تلافي تعقيدات الوضع البيئي في منطقة اعتادت على الاستهلاك الكبير للوقود في السيارات.
وتملك تسلا في الوقت الراهن ستة مصانع وتشيد السابع في المكسيك من أجل توسيع وجودها العالمي. وتهدف الشركة إلى رفع مبيعاتها إلى 20 مليون سيارة سنويا بحلول عام 2030 من حوالي 1.3 مليون سيارة في 2022.
وضمن مسار انتشار الشركة في الشرق الأوسط، قالت دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية الاثنين إن “الرئيس دعا ماسك إلى فتح مصنع لشركته في تركيا”.
ونقلت الدائرة عن ماسك قوله إن “الكثير من الموردين الأتراك يعملون بالفعل مع تسلا، وتركيا من بين أهم الدول المرشحة لإقامة مصنع الشركة التالي فيها”.
وأفادت وكالة الأناضول للأنباء بأن أردوغان وماسك اجتمعا في مبنى البيت التركي، وهو ناطحة سحاب قريبة من مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وأردوغان موجود في الولايات المتحدة لحضور الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونقلت دائرة الاتصالات عن أردوغان قوله أيضا خلال الاجتماع إن “تركيا منفتحة على التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي ومشروع ستارلينك للاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابع لشركة سبيس إكس المملوكة لماسك”.
كما نقلت عن ماسك قوله إن “شركة سبيس إكس تود العمل مع السلطات التركية للحصول على الترخيص اللازم لتقديم خدمات ستارلينك في تركيا”.
وأضافت أن أردوغان دعا ماسك إلى حضور مهرجان تكنوفست التركي للفضاء والتكنولوجيا الذي سيقام في إزمير بنهاية سبتمبر الجاري، ونقلت عن ماسك أنه رحب بالدعوة.
ومن المنتظر أن يجتمع ماسك برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كاليفورنيا. وكتب ماسك على منصة إكس أن محادثاتهما ستركز على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وعبرت تسلا في أغسطس الماضي عن اهتمامها ببناء مصنع في الهند لإنتاج سيارات كهربائية منخفضة التكاليف.
وقال ماسك في مايو الماضي إن “الشركة ستختار على الأرجح موقعا لإنشاء مصنع جديد بحلول نهاية هذا العام”.
وارتفعت أسهم تسلا بنسبة 123 في المئة حتى الآن هذا العام، وقالت الشركة السبت إنها أنتجت خمسة ملايين سيارة. وبالإضافة إلى تسلا اشترى ماسك أيضا شركة إكس (تويتر سابقا) مقابل 44 مليار دولار في عام 2022.
وبينما يصف ماسك نفسه بأنه مناصر لحرية التعبير المطلقة، امتثل لبعض مطالب الحكومة التركية وخاصة منها فرض رقابة على المحتوى في البلاد. وفي حالات أخرى اعترضت شركة إكس على أوامر المحاكم التركية.