تل السلطان الفلسطيني يدخل قائمة التراث العالمي

الرياض- أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الأحد موقع تل السلطان (ما قبل التاريخ) في مدينة أريحا الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة على قائمة التراث العالمي، وفق ما أكد مسؤولون فلسطينيون واليونسكو.
وجاء قرار اليونسكو خلال الاجتماع الخامس والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لها والذي يعقد في العاصمة السعودية الرياض.
وقال مساعد المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة إرنستو أوتون خلال جلسة عقدت لإدراج الموقع على القائمة، إن “الموقع المقترح للترشيح هو موقع تل السلطان الأثري الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ويقع خارج موقع أريحا الأثري”.
وأكد دبلوماسي من اليونسكو فضل عدم الكشف عن هويته أنه “لا وجود لبقايا يهودية أو مسيحية في الموقع، إنه موقع لبقايا تعود إلى ما قبل التاريخ، إلى ما بين 10 آلاف و700 عام قبل الميلاد”.
وأشار المسؤول إلى أن ترشيح الموقع تم قبل ثلاث سنوات قبل أن يتم إدراجه هذا العام، وأضاف “لم يصدر أي اعتراض من أي دولة عضو”.
يقع تل السلطان الذي يعتبر أقدم من أهرامات مصر في وادي الأردن وهو تل بيضاوي يحتوي على رواسب من ما قبل تاريخ النشاط البشري، ويتضمن نبع عين السلطان بجواره.
وبحسب الموقع الإلكتروني للمنظمة فقد ظهرت في الموقع “مستوطنة دائمة في الفترة ما بين الألفية التاسعة إلى الثامنة قبل الميلاد وذلك بسبب التربة الخصبة للواحة وسهولة الوصول إلى المياه”.
ويقع الموقع على بعد 10 كيلومترات إلى الشمال من البحر الميت، و2 كيلومتر شمال مركز مدينة أريحا.
ويعد موقع تل السلطان أقدم مدينة زراعية مسوّرة في العالم، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 8 آلاف عام، وتمثل نموذجا معماريا فريدا في العصور القديمة.
◙ موقع تل السلطان الأثري في أريحا القديمة له أهمية كبيرة إذ يعود إلى عصور ما قبل التاريخ ويمثل تراثا بشريا حيا
وقالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة إن هذا الإنجاز تحقق خلال الجلسة الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة في الرياض ليصبح لدى فلسطين خمسة مواقع مسجلة رسميا على القائمة بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس) والخليل (البلدة القديمة في الخليل).
وأكدت معايعة على أهمية القرار باعتبار الموقع جزءا أصيلا من التراث الفلسطيني المتنوع ذي القيمة الإنسانية الاستثنائية وأهميته العالمية كأقدم مدينة محصنة في العالم ويستحق أن يكون أحد مواقع التراث العالمي.
ونوهت بالتعاون الكبير بين كافة الجهات ذات العلاقة لتحقيق هذا الإنجاز خاصة وزارة الخارجية وبعثة فلسطين لدى اليونسكو وأيضا بلدية أريحا والخبراء المحليين والدوليين وكل من شارك في إعداد ملف الترشيح.
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بقرار لجنة التراث العالمي، قائلة إنه “جاء نتيجة للجهد الدبلوماسي والفني الفلسطيني للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني كافة وحمايتها بما فيها الحقوق الثقافية”.
وأضافت أن هذا الإدراج يؤكد على القيمة العالمية الفريدة للموقع ولفلسطين بشكل عام “وشهادة عالمية استثنائية على واحدة من أقدم المجتمعات التي أنشأت أول نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي مجتمعي في العالم”.
وشددت وزارة الخارجية والمغتربين على “أهمية الحفاظ على فلسطين ومواقع التراث العالمي فيها من محاولات التخريب المتعمد الذي تتعرض له من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأدواته المختلفة التي تحاول طمس هذا التراث وتدميره وتشويه وتزوير التاريخ والرواية”، كما طالبت المجتمع الدولي واليونسكو بحماية فلسطين
وشعبها.
وتزامن الإعلان عن إدراج الموقع في قائمة التراث العالمي مع مؤتمر احتفالي في مدينة أريحا، إذ تم بث الإعلان عبر تقنية الفيديو كونفرنس.
وقد أدرجت لجنة التراث العالمي مواقع جديدة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وذلك خلال الدورة الـ45 للجنة المنعقدة في الرياض.
وشملت الأماكن المدرجة مواقع طبيعية هي: كتلة غابات أودزالا – كوكوا في الكونغو، وغابات أندريفانا الجافة في مدغشقر، وبراكين وغابات جبل بيليه وبيتون شمال المارتينيك في فرنسا، ووسعت اللجنة حدود خليج ها لونق بي في فيتنام ليشمل أرخبيل كات با.
ويترقب العالم إعلان لجنة التراث العالمي خلال اجتماعات الدورة الجديدة نتيجة التصويت لضم نحو 50 موقعا جديدا إلى قائمة التراث العالمي، من بينها 37 موقعا ثقافيا، و12 طبيعيا، وموقعان متعدّدا الأهمية، بجانب مناقشة 5 تعديلات على حدود المواقع التراثية القائمة.
وشرعت اللجنة في ممارسة أعمالها الروتينية كمناقشة الأنظمة والتصويت على لوائحها على مدى الأسبوع الماضي، قبل أن تبدأ في الأسبوع الثاني التصويت على إدراج العشرات من المواقع المرشحة لدخول قائمة التراث العالمي، من جانب أعضاء اليونسكو.
ومن المقرّر أن يستمر إدراج المواقع في قائمة اليونسكو للتراث العالمي حتى نهاية أعمال اللجنة في الرابع والعشرين من سبتمبر الحالي.
وتعكس قائمة اليونسكو للتراث العالمي التنوع الثقافي والطبيعي في العالم، وتعقد المنظمة اجتماعا سنويا لتحديث القائمة ذات الأهمية للقطاع السياحي ولمسألة توفير التمويل اللازم لحفظ المواقع.