الصحافة الثقافية أسّسها الشعراء والأدباء

المنامة - نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان "الصحافة الثقافية في منصات التواصل الاجتماعي" للأكاديمي عدنان بومطيع، وقد أدار الحوار صالح يوسف. واستهل يوسف الأمسية بالإشارة إلى أن الوعي المجتمعي هو أساس الإعلام الناجح، والثقافة هي المغذي الرئيسي له فلا بد من مواكبة الصحافة لذلك وخاصة في العصر الحالي باتجاهه الرقمي. فالإنسان اليوم يقضي ما يقارب الثماني ساعات يوميا لمتابعة أموره الحياتية وأخبار المجتمع الذي يعيش فيه بالإضافة إلى مصالحه الشخصية واهتماماته المعيشية على أجهزته التقنية والرقمية.

وبدأ عدنان بومطيع المحاضرة بالإشارة إلى أن الثقافة العربية وجدت قبل الإسلام حيث إن العرب هم الأمة الوحيدة في التاريخ التي نقلت ثقافتها، تاريخها، وأدبها عبر وعاء الأدب وهو وعاء الشعر، حيث ضمّن الشعراء في شعرهم وصفا دقيقا للحياة قبل الإسلام، إذ كان العرب قبل الإسلام أمة مثقفة والدليل وجود الشعر والاحتفاظ بنسق متماسك وقوي ومؤثر. وأضاف بومطيع أن الصحافة أسّسها الشعراء والأدباء مما يدل على أن الصحافة لا يمكن وجودها دون وجود المثقفين.

وعرف بومطيع الصحافة الثقافية الرقمية بأنها تشير إلى النشاط الإعلامي والصحفي الذي يركز على المحتوى الثقافي والفني في منصات التواصل الاجتماعي. حيث تقدم وسائل التواصل الاجتماعي منصة للصحافيين والكتاب والمثقفين لمشاركة آرائهم وأفكارهم والتعبير عنها في المواضيع الثقافية المختلفة.

كما ذكر عددا من التحديات التي تواجه الصحافة الثقافية في وسائل التواصل الاجتماعي أهمّها تضارب المعلومات، وقصر الانتباه والتداول السريع، والتركيز على التوصية والشهرة، قلة التمويل، وقوانين الحقوق التأليفية والانتهاكات. وأما التحديات التي تواجه الصحافيين الثقافيين عدّد بومطيع التحديات ومنها توسع التشويش والضجيج، قيود الشبكات الاجتماعية، وقضايا الخصوصية والأمان وانتقادات الجمهور.

كما أشار أنه يجب على الصحافيين الثقافيين أن يكونوا متيقظين وملتزمين بمعايير المهنة الصحفية، مثل التحقق من المصادر والدقة والشفافية. ويجب عليهم أن يعملوا على بناء سمعة قوية ومتابعة قاعدة جماهيرية واسعة من خلال تقديم محتوى ثقافي قيم يلبّي احتياجات واهتمامات الجمهور. وعدد بومطيع أهم المجلات المؤسسة للثقافة العربية في العالم المعاصر، ومنها مجلة الرسالة، مجلة الآداب، مجلة البحرين الثقافية وغيرها.

وذكر عددا من حسابات شبكات التواصل الاجتماعي الثقافية ومنها نزار قباني، محمود درويش، ويليام شكسبير، الفلاسفة والأدباء، أقوال وحكم، وجميعها حسابات على منصة تويتر وغيرها الكثير على منصة فيسبوك وإنستغرام ويوتيوب. وفي ختام الأمسية تم فتح المجال لمداخلات الجمهور وتم تكريم المشاركين من قبل إدارة المركز.