"نوستالجيا" يستدعي ذاكرة التشكيلي المصري رضا عبدالرحمن

القاهرة - يستضيف غاليري ياسين بالزمالك معرض “نوستالجيا” للفنان المصري الدكتور رضا عبدالرحمن، وذلك من الثاني والعشرين من أغسطس الجاري حتى الرابع عشر من سبتمبر المقبل.
معرض “نوستالجيا” يقارب مؤثرات الفنان الإبداعية من التراث المصري إلى رحلته العالمية حيث إنه انغمس في الألوان النابضة بالحياة والمشاهد المذهلة التي تعكس ارتباطه العميق بالطبيعة ومواجهاته المتنوعة.
الفنان رضا عبدالرحمن من مواليد محافظة الإسماعيلية عام 1966، وتخرج من كلية الفنون الجميلة جامعة المنيا عام 1988، وحصل على درجة الماجستير من كلبة الفنون بالزمالك عام 1995، ودرجة الدكتوراه في فلسفة الفنون الجميلة عام 1999 من جامعة المنيا.
أقام العديد من المعارض في مصر وبعض الدول من أنحاء العالم، بما في ذلك معرض فردي بعنوان “30 عاما من الفن” بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، والمركز الثقافي المصري 2007 في باريس، وغاليري صوفي بباريس 2011، ومعرض بموزاييك رووم بلندن عام 2014، وآخر عروضه الخاصة كانت في غاليري البيت الجديد بسناج هابر أرت سنتر نيويورك 2020.
يعمل حاليا فنانا محترفا مع أستوديو بين القاهرة ونيويورك، ويشارك في الحركة الفنية في كل من المدينتين، ويعمل بتدريس الفنون في شمال ولاية نيويورك.
المعرض يقارب مؤثرات الفنان الإبداعية من التراث المصري إلى رحلته العالمية حيث إنه انغمس في الألوان النابضة بالحياة
يقول الفنان عن معرضه “نوستالجيا”، “عندما غادرت مصر عام 2016 لزيارة أسرتي في نيويورك لم أكن أتخيل أن تمتد الرحلة زمنيا حتى وقتنا الحالي، لذا يحمل ه ذا المعرض كل السنوات من الحنين والشوق والبحث في روافد تأثري حتى الجنون بالفن المصري القديم”.
وقد كتب الفنان الكبير د.أحمد نوار كلمة في مطوية المعرض قال فيها “عندما نتأمل أعمال رضا عبدالرحمن نكتشف ولعه بالفن المصري القديم، وعمق هذا الاندماج بداية من دراسته الجامعية بكلية الفنون الجميلة – جامعة المنيا، فهو من جيل الدفعة الأولى المؤسسة للكيان الأكاديمي المتفرد والجديد، حيث تحظى محافظة المنيا بقسط كبير من الفن المصري القديم المتمثل في مقابر بني حسن، وآثار الأشمونين، وتونة الجبل وهي مناطق غنية بتراثها وقيمتها التاريخية والإبداعية”.
وتابع “هذا الزخم تغلغل في وجدان الفنان واستطاع أن يشكل رؤيته على قاعدة ومرجعية رصينة والتي تعد امتدادا واستلهاما لفن رفيع المستوى”.
وأضاف نوار “عندما نستدعي من الذاكرة البصرية والذهنية أعمال رضا في معارضه الأخيرة في مصر أو في الولايات المتحدة نجد تألقه الذي يعتمد في المقام الأول على قدراته الرائعة في فن الرسم الذي توهجت به أعماله من خلال المزج والتهجين بين ما هو مجرد وما هو كلاسيكي إذا جاز التعبير، محدثا حالة استثنائية لرؤية معاصرة فريدة متخطيا التقاليد الظاهرة والسطحية لمفهوم المعاصرة”.
وفي قراءة لإحدى تجاربه الفنية، يقول الناقد جمال القصاص عن رضا عبدالرحمن “يدفع الفنان أشكاله على خلفية فنية صلبة وشاسعة وغنية، يشغلها بإيقاعات خطية وانبثاقات لونية متنوعة، تنحو نحو البساطة والتلخيص، لخلق صورة أكثر قدرة على التعبير، وجعلها دوما محور الإيقاع . فالصورة هي مركز الأسطورة والواقع والحلم في اللوحات، تتماوج في ظلالها كل عناصر اللوحة، من شخوص وأشكال متجاورة ومتداخلة، تومض بشكل صريح أو طيفي، على هيئة حيوانات وطيور ونباتات وأسماك ورموز تجعل اللوحة بمثابة حالة من الغمر الدائم في الطبيعة وتحولات الزمن والعناصر والأشياء”.