20 في المئة من الأطفال والمراهقين في تونس يعانون من اضطراب القلق

علاج اضطراب القلق يمكن أن يكون نفسيا فقط أو عبر العلاج النفسي والأدوية المضادة للقلق معا.
الخميس 2023/08/24
الأطفال في حاجة إلى رعاية أبوية

تونس - يمكن أن يتطور اضطراب القلق لدى الأطفال والمراهقين إلى مرض مزمن، حسب ما أكده الأخصائي النفسي التونسي طارق السعيدي. كما يمكن حسب تقديره أن يتسبب في اضطرابات نفسية أعمق في المستقبل في حال عدم علاجه. وأشار السعيدي إلى أن دراسة حول الصحة النفسية قام بها مجموعة من الأطباء في تونس سنة 2018 أثبتت أن حوالي 20 في المئة من الأطفال والمراهقين يعانون من اضطراب القلق.

واعتبر السعيدي أن هذه النسبة تستدعي اليقظة اللازمة، محذرا الأولياء من عدم التهاون والانتباه لعلامات الإصابة بهذا المرض النفسي، ناصحا إياهم بضرورة الاتصال بمختص في الصحة النفسية والعقلية في غضون أسبوعين من ملاحظة الأعراض. ومن علامات اضطراب القلق علامات سلوكية تتميز بعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة بشكل مستمر واضطرابات النوم (النوم المفرط أو قلة النوم) وفقدان شهية الأكل والحركة المفرطة أو الخمول والعنف ونوبات الغضب والعصبية المفرطة.

من علامات اضطراب القلق علامات سلوكية فقدان شهية الأكل والحركة المفرطة أو الخمول والعنف ونوبات الغضب والعصبية المفرطة
◙ من علامات اضطراب القلق علامات سلوكية فقدان شهية الأكل والحركة المفرطة أو الخمول والعنف ونوبات الغضب والعصبية المفرطة

ومن العلامات الاجتماعية، حسب الأخصائي النفسي، الانطواء والانزواء وعدم القدرة على التأقلم الاجتماعي، كما يمكن أن تعبر علامات التعب والإرهاق والغثيان وآلام الرأس والمعدة وتسارع دقات القلب وضيق التنفس عن الإصابة باضطراب القلق، علما وأن الفحوصات الطبية تكون سليمة ولا تشير إلى أي مرض عضوي. وقال السعيدي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إن علاج اضطراب القلق لدى الأطفال والمراهقين يمكن أن يتم عبر العلاج النفسي فقط أو العلاج النفسي والأدوية المضادة للقلق حسب ما تتطلبه الحالة.

ويمكن أن يشتكي المصاب باضطراب القلق النفسي من مزاج حزين ومتقلب ومن فقدان المتعة بالأشياء وانخفاض القدرات المعرفية مثل التركيز والذاكرة مما يؤدي إلى تراجع النتائج المدرسية. ومن أسباب اضطراب القلق التعرض لصدمة نفسية أو التعرض لسوء المعاملة والمشاكل بين الوالدين أو فقدان شخص عزيز أو حيوان مفضل.

وقدر الأخصائي النفسي تزايد الإصابة باضطراب القلق لدى الأطفال في المستقبل، مرجعا الأسباب إلى تغير نمط الحياة، داعيا الآباء إلى الانتباه إلى أبنائهم والاهتمام بهم بالشكل الكافي، مشددا على أن غياب التواصل العائلي وإدمان الأجهزة الإلكترونية من شأنهما أن ينميا هذا الاضطراب.

ويرى الخبراء أن المعاناة من القلق تكون أحيانًا جزءًا طبيعيًّا من الحياة. ومع ذلك، فإنَّ الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق غالبًا ما تكون لديهم مخاوف وخوف مفرط ومستمر من المواقف اليومية. وفي كثير من الأحيان، تتضمن اضطرابات القلق نوبات متكررة من المشاعر المفاجئة للقلق الشديد والخوف أو الرعب، وتصل إلى ذروتها في غضون دقائق (نوبات الهلع). وتتداخل مشاعر القلق والذعر هذه مع الأنشطة اليومية، ويصعب التحكم فيها، ولا تتناسب مع الخطر الفعلي، ويمكن أن تستمر لفترة طويلة. وقد تبدأ الأعراض خلال سنوات الطفولة، أو سن المراهقة، وتستمر حتى سن البلوغ.

15