القيظ وقلة الأمطار يقضمان محصول العنب في غزة

تقلص الحصاد يعمّق كسادَ النشاط ويفاقم متاعب المزارعين لتضاف إلى أزمات نقص المياه والتغيرات المناخية والمصاعب الاقتصادية الحادة الأخرى.
الخميس 2023/08/24
إنتاج ضعيف في موسم متعثر

غزة - تأثر محصول العنب في غزة بشدة هذا العام بسبب موجات الحر المستمرة وقلة الأمطار، الأمر الذي أثار قلق المزارعين في القطاع الفلسطيني على معيشتهم المنهارة أصلا.

ويعمّق تقلص الحصادِ كسادَ هذا النشاط، ويفاقم متاعب المزارعين لتضاف إلى أزمات نقص المياه والتغيرات المناخية والمصاعب الاقتصادية الحادة الأخرى، التي يعاني منها قطاع غزة منذ أكثر من 12 عاما بسبب القيود الإسرائيلية.

والعنب فاكهة مفضلة لسكان غزة وتغطي بساتينه مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في القطاع، لكن أشجاره شديدة الحساسية تجاه تغير درجات الحرارة وأنماط الطقس.

ومع انطلاق موسم حصاد العنب قبل أسابيع، صُدم المزارع إبراهيم أبوعويض بضياع تعبه بعد أشهر اعتنى فيها بأشجاره بشكل مستمر.

وينحدر أبوعويض من عائلة تعمل في الزراعة، ويملك بستان عنب ورثه عن والده الذي كان بدوره قد ورثه عن جده. وهو يعاني هذه السنة من انخفاض إنتاج بستانه إلى 1.5 طن من العنب مقارنة بخمسة أطنان في العام الماضي.

محمد أبوعودة: إنتاج هذا الموسم انخفض 60 في المئة ليبلغ 4 آلاف طن
محمد أبوعودة: إنتاج هذا الموسم انخفض 60 في المئة ليبلغ 4 آلاف طن

ويقول أبوعويض لتلفزيون رويترز إن “هذا العمل هو مصدر رزقنا الوحيد، لنا وأولادنا، ونحن نعتمد على زراعة العنب وإنتاجه منذ سنوات، صيفا وشتاء دون أن نمل".

وأضاف “هذه السنة أثر ارتفاع الحرارة وتغيرات المناخ علينا تأثيرا كليا، فقد كانت هذه الأرض تنتج خمسة أطنان لكن هذا الموسم لم تنتج سوى طن أو طن ونصف الطن، يعني كمية لا تُذكر".

وتُزرع في قطاع غزة عدة أصناف من العنب تنقسم إلى نوعين رئيسيين، هما المحاصيل البذرية وغير البذرية. وعادة ما ينطلق موسم الحصاد في نهاية يونيو من كل عام.

ويوضح محمد أبوعودة، المسؤول في وزارة الزراعة، أن إنتاج العنب في موسم 2023 انخفض بنسبة 60 في المئة عن الموسم الماضي إلى أربعة آلاف طن. ولا يزال العنب ضمن أهم أربعة محاصيل في غزة.

وقال أبوعودة، وهو يشير إلى عناقيد عنب في بستان على الساحل، "حاليا المزروع في قطاع غزة يصل إلى حوالي سبعة آلاف دونم".

وأضاف "إنتاجنا لهذا العام قُدر بحوالي أربعة آلاف طن، ومقارنة بالسنة الماضية تكون النسبة حوالي 40 في المئة من إنتاج العام الماضي حيث وصل إنتاجنا إلى حوالي تسعة آلاف طن بينما هذا العام وصل إلى حوالي أربعة آلاف طن فقط".

وهذه تمثل خسارة كبيرة للمزارعين. ويؤكد أبوعودة أن التغير المناخي أثّر بشكل واضح على أكثر المحاصيل، وخاصة العنب، سواء من ناحية كميات الإنتاج أو من ناحية الخسارة وزيادة التكاليف بالنسبة إلى المزارعين.

وبحسب وزارة الزراعة في حكومة حماس، التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، هناك ألف مزارع على الأقل يعملون في 1730 فدانا مزروعا بالعنب في غزة.

وأوضح أبوعودة أن المشكلة لا تقتصر على العنب فتغير المناخ يهدد الأمن الغذائي الأوسع في أراضي القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون فلسطيني ويخضع لحصار إسرائيلي وقيود حدودية صارمة من جانب مصر.

واضطر أبوعويض، وهو أب لسبعة أبناء ويعمل في الزراعة منذ ربع قرن، هذا العام إلى تحمّل مِثليْ كلفة المبيدات بسبب ارتفاع الأسعار.

وقال لتلفزيون رويترز، وهو يشير إلى بعض عناقيد العنب، "أنظر، أرأيت لونها من شدة الحرارة، إذا لم تأخذ الأشجار دواء كل أسبوعين ستتلف الثمرة، يعني لن يكون هناك محصول نهائيا، لأنه صار يعتمد اعتمادا كليا على الدواء، والدواء أصبح غاليا اليوم".

◙ الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 16 عاما يشل اقتصاد القطاع، إذ تفرض إسرائيل ومصر قيودا أكثر صرامة على حركة الأشخاص والبضائع

وبدلا من رش أشجار العنب أربع مرات في المتوسط أصبح أبوعويض اليوم يقوم بضعف ذلك، وأكد أنه في ضوء هذا الوضع زادت التكاليف إلى ما بين ألفين و2200 شيكل (530 و582 دولارا) بدل 900 وألف شيكل (238 و265 دولارا).

ويقول الفلسطينيون إن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 16 عاما يشل اقتصاد القطاع، إذ تفرض إسرائيل ومصر قيودا أكثر صرامة على حركة الأشخاص والبضائع عبر معابر غزة.

ويؤكد التاجر خميس شملخ، وهو يقف في المكان الذي يبيع فيه بأحد أكثر ميادين مدينة غزة ازدحاما، أن ضُعف إنتاج العنب أدى إلى ارتفاع الأسعار.

وأضاف شملخ (75 عاما) لتلفزيون رويترز "هذا العنب هو دخلنا الوحيد، وهذا الموسم لم يكن الإنتاج وفيرا بسبب الطقس الحار".

ولفت إلى أن الوضع المعيشي في غزة مأساوي، وأن الذي كان يشتري ثلاثة أو أربعة كيلوغرامات من العنب أصبح اليوم يشتري كيلوغراما واحد فقط، إن كان بمقدوره ذلك.

◙ لا نصل إلى مستوانا العادي من الإنتاج
◙ لا نبلغ مستوانا العادي من الإنتاج 

10