مهرجان المحرس للفنون التشكيلية يتذكر مؤسسيه في دورته الخامسة والثلاثين

المحرس (تونس) - انطلقت في منتصف شهر أغسطس الجاري فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين من مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية، والتي تتواصل إلى آخر يوم من الشهر نفسه، معلنة عن استعادة هذه التظاهرة الدولية لبريقها بعد انحسارها خلال السنوات الماضية نظرا لتأثرها بالأوضاع الاقتصادية للبلاد وتداعيات جائحة كورونا.
ويتذكر المهرجان العام يوسف الرقيق واسمَين آخرين شاركاه في تأسيس التظاهرة عام 1988، ثمّ تولّيا إدارتها من بعده؛ وهُما على التوالي كلٌّ من محمّد قدوار الذي رحل في مايو 2018، وإسماعيل حابة الذي رحل في يناير الماضي. كما يأتي شعار الدورة الخامسة والثلاثين تحت عنوان “على درب المؤسِّسين: بحثاً عن طُرق جديدة للعيش”.
المؤسسون هم من آمنوا بالفكرة وحولوا مدينة المحرس الساحلية التونسية الواقعة جنوب مدينة صفاقس، عاصمة الجنوب التونسي، إلى متحف مفتوح تنتشر فيه المجسمات والجداريات الموزعة على طول الشارع الرئيسي للمدينة وبقية الشوارع والطرق الفرعية، والتي تمنح المدينة خصوصية ثقافية.
في الدورة الخامسة والثلاثين تشارك إلى جانب تونس كل من ليبيا والجزائر والمغرب والسودان والعراق وسوريا والكوت ديفوار والكونغو وروسيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وسلوفاكيا.
ومن المحاور الرئيسية لهذه الدورة الورشات التي تنقسم إلى ورشات للأطفال وأخرى لليافعين. وأيضا ورشة الفنانين من داخل تونس وخارجها، إلى جانب ورشة الترميم وصيانة الأعمال الموجودة في حديقة الفنون، وورشات الرسم والنحت والحفر والجداريات وغيرها.
وهناك في الافتتاح معارض يتم من خلالها عرض الأعمال الخاصّة بالضيوف، أما في الاختتام فتعرض الأعمال المنجزة من قبل المحترفين والهواة والأطفال خلال الدورة الخامسة والثلاثين.
وتتناول منابر المهرجان نقاشات بين مفكرين ونقاد حول مواضيع ومحاور وتجارب فنية مختلفة، فضلا عن الندوة التي تنظمها المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حول مسائل ذات علاقة بهذا المجال، منها واقع الفنّ التشكيلي وأيضا القانون التونسي وحماية مصنفات الفن التشكيلي، إضافة إلى “حماية مصنّفات الفنّ التشكيلي في الفضاء الرقمي” وكذلك “ماهية حقّ التتبع وسبل التطبيق”.
يُذكَر أنّ الدورة الرابعة والثلاثين من المهرجان كانت قد أُقيمت بين الثاني والسابع من سبتمبر 2022، بعد أن تقررت إقامتُها في أغسطس من العام نفسه. وقد عزا المنظِّمون قرار التأجيل إلى “تأخُّر التمويل من وزارة الثقافة وتقلُّصه”.
ولم تكن هذه هي المرّة الأولى التي يتأجّل فيها المهرجان لأسباب مالية إذ سبق أن حصل ذلك في دورته الثالثة والثلاثين 2020، قبل أن يتوقّف في 2021 بسبب جائحة كورونا، ليعود مُجدَّداً في دورة 2022 التي حملت شعار “المحرس مدينة الفنون والبيئة”، والذي جاء دعما لاحتجاجات سكّان المحرس منذ نهاية 2021، رفضاً لقرار السلطات إنشاء مكبّ لنفايات محافظة صفاقس في مدينتهم.