المجلس الانتقالي يتلقى ضربة موجعة في أبين: اغتيال قائد الحزام الأمني

يشكل اغتيال قائد الحزام الأمني العميد عبداللطيف السيد تحولا نوعيا في عمليات تنظيم القاعدة ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين، وتكشف العملية عن اختراق خطير من قبل التنظيم يفرض على هذه القوات التعامل معه.
عدن – تكبد المجلس الانتقالي الجنوبي ضربة موجعة في محافظة أبين شرق اليمن، باغتيال قائد الحزام الأمني التابع له العميد عبداللطيف السيد، وعدد من مرافقيه في هجوم يحمل بصمات تنظيم القاعدة.
وجاء اغتيال السيد بعد أيام من صدور قرار من رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، يقضي بتعيينه رسميا قائدا لقوات الحزام الأمني في أبين، وكان ينظر إلى ذلك التعيين على أنه خطوة مهمة في دحر التهديدات الإرهابية المتمثلة في عناصر القاعدة بالمحافظة.
وأكد رئيس المجلس الانتقالي في بيان مقتل “القائد البطل عبداللطيف محمد حسين بافقيه (السيّد)، قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، وعدد من مرافقيه، الذين طالتهم أيادي الغدر والإرهاب”.
وكان مصدر أمني قال في وقت سابق إن السيد قتل مع ثلاثة عناصر آخرين في انفجار عبوة ناسفة استهدفتهم شرق مديرية مودية.
وأضاف المصدر أن “انفجار العبوة حصل ظهر الخميس أثناء عبور موكب قائد الحزام الأمني في المحافظة حيث كان يتفقّد أحد المواقع في منطقة مشتعلة وتشهد مواجهات يومية بين قواته وعناصر تنظيم القاعدة”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية لكن مراقبين يرون أنها تحمل بصمات تنظيم القاعدة، الذي يفضل استخدام العبوات الناسفة في هجماته على خصومه.
وتعرضت القوات التابعة للمجلس الانتقالي في الأشهر الأخيرة لعمليات استهداف متكررة من قبل عناصر القاعدة في المنطقة، لكن عملية اغتيال السيد تحمل دلالات خطيرة لجهة إمكانية وجود اختراق في صفوف تلك القوات.
وقال يعقوب السفياني، مدير مركز سوث 24 للدراسات في عدن، إن “اغتيال قائد الحزام الأمني يشكل أبرز عملية لتنظيم القاعدة منذ فترة طويلة في الجنوب”، مشيرا إلى أن هذه العملية تأتي في وقت حساس للغاية وهي بلا شك تشكل ضربة مكلفة للقوات الجنوبية والمجلس الانتقالي.
وتحسب للسيد مواقف استثنائية ضد تنظيم القاعدة منذ العام 2011، وفقد العديد من المقربين منه في هجمات خلال الفترة السابقة. كما تعرض هو أيضاً لأضرار جسدية دائمة في أربع محاولات اغتيال على الأقل تعرض لها.
ورأى السفياني في تصريحات لـ”العرب” أن “العملية رسالة انتقامية مختومة بالدم ضد السيد، ورسالة تهديد في الوقت نفسه لكل من يتصدر العمليات العسكرية ضد القاعدة في أبين وشبوة خصوصاً ممن ينتمون إلى هاتين المحافظتين من القادة العسكريين والأمنيين ضمن صفوف المجلس الانتقالي”.
وقال مدير مركز سوث 24 إن “هذه العملية تعكس الحاجة إلى تكتيكات ميدانية مختلفة للتعامل مع أسلوب الاستنزاف الذي بدأه تنظيم القاعدة منذ خسارته لمعاقله الرئيسية في محافظة أبين”.
وكانت قوات الحزام الأمني، وهي أحد أبرز الألوية التابعة للمجلس الانتقالي، لعبت دورا محوريا في طرد عناصر القاعدة من أبين العام الماضي، لكن التنظيم ظل يحتفظ بعدة خلايا له في العديد من أنحاء المحافظة.
وقد بدأت هذه القوات قبل أيام عملية عسكرية جديدة لتطهير المحافظة من خلايا التنظيم الجهادي أطلقت عليها اسم “سيوف حوس”.
ورجح الباحث الأمني العقيد وضاح العوبلي وجود فجوة أمنية واستخبارية أدت إلى اغتيال السيد، لافتا إلى أن العمل العسكري القائم ضد التنظيم الجهادي في أبين يفتقر للكثير من العمل الاستخباري المتقدم والنوعي.
وقال العوبلي في تصريحات لـ”العرب” “إن “عمليات القاعدة باتت تركز في الفترة الأخيرة على تنفيذ عمليات نوعية تستهدف من خلالها قيادات ذات ثقل أمني وعسكري بموازاة تنفيذ عمليات استنزاف للقوات المشاركة في عمليات ‘سهام الشرق’ و’سيوف حوس’، وبهذا يحاول التنظيم إثبات وجوده ومستوى قوته على الأرض في ما تبقى من معاقله الأخيرة شمال شرق أبين”.
ويرى الباحث الأمني أن المعركة مع التنظيم تحتاج إلى تكتيكات وأساليب مغايرة للخطط المعتمدة، والتي يمكن القول بأن التنظيم قد تمكن من امتصاصها ودراستها وربما ابتكر الوسائل والتكتيكات اللازمة للتعامل معها.