لبنان ساحة لتصفية الخلافات الفلسطينية

بيروت- قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الاثنين إن حكومته لا تقبل استخدام الساحة المحلية لتصفية الحسابات الخارجية، في وقت استعرت فيه الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة بين الفصائل الفلسطينية رغم مساعي التهدئة المبذولة.
وأضاف ميقاتي “نحن نتابع مع الجيش والقوى الأمنية هذا الملف ونسعى لوقف هذه الاشتباكات ولا نقبل باستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين”.
وتابع أن “الجيش يقوم بواجبه لمعالجة هذه المسألة، وما يحصل مرفوض بالمطلق لكونه يكرّس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة”. وتابع رئيس الوزراء اللبناني أن “على كل مقيم على الأراضي اللبنانية أن يحترم السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة”.
وتجددت الاشتباكات في مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، رغم اتفاق الهدنة الذي توصل إليه مسؤولون لبنانيون وممثلون عن الفصائل الفلسطينية في المخيم، الاثنين.
200
ألف إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يتوزعون على 12 مخيما تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية
وقال شهود عيان إن الاشتباكات في المخيم “مستمرة بشكل عنيف، وتفاقمت حدتها واتسع نطاقها، بالرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار وسحب المسلحين”.
جاء ذلك عقب إعلان النائب في البرلمان اللبناني عن مدينة صيدا أسامة سعد في مؤتمر صحفي التوصل إلى اتفاق مع قادة الفصائل الفلسطينية في المخيم، على “وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وسحب كافة المسلحين”.
واتفقت الأطراف على الهدنة بعد يومين من اشتباكات أدت إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل، بينهم القيادي في حركة فتح أبوأشرف العرموشي و3 من مرافقيه، وإصابة أكثر من 40 آخرين بينهم أطفال.
وكشف سعد عن بدء جبهة العمل الفلسطينية (تعمل على الاتصال مع الفصائل داخل المخيم لتهدئة الأوضاع) في اتخاذ إجراءات من شأنها “تسليم المتورطين” في عملية اغتيال العرموشي إلى القوات الأمنية اللبنانية.
وتأتي الاشتباكات تزامنا مع عقد أمناء الفصائل الفلسطينية اجتماعا الأحد في مدينة العلمين المصرية لبحث خارطة إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.
والسبت، بدأت الاشتباكات في المخيم، بين مجموعات إسلامية وقوات الأمن التابعة لحركة فتح عقب عملية إطلاق نار استهدفت الناشط الإسلامي محمود أبوقتادة، ما أدى إلى إصابته بجروح.
ويعد عين الحلوة، الذي تأسس عام 1948، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تقدر إحصاءات غير رسمية سكان المخيم بما يزيد عن 70 ألف نسمة على مساحة محدودة. ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيما تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية.