أدنوك تحدد موعدا أبكر لمسح بصمتها الكربونية

أبوظبي – حدّدت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أكبر منتج للنفط في الإمارات لنفسها أهدافا أكثر طموحا لخفض الانبعاثات، في وقت تستعد فيه البلاد لاستضافة قمة المناخ (كوب 28) في وقت لاحق من العام الجاري.
وأعلنت أدنوك الاثنين عن تسريع جهود الحدّ من الانبعاثات للإسهام في تحقيق هدفها للحياد المناخي بحلول عام 2045 بدلا عن عام 2050 المعلن سابقا وتحقيق انبعاثات صفرية لغاز الميثان بحلول عام 2030.
وتضخ إمارة أبوظبي معظم النفط الخام في دولة الإمارات، التي تعدّ ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد السعودية والعراق، وهي تستثمر المليارات لزيادة طاقتها الإنتاجية.
وقالت الشركة الإماراتية التي تهدف إلى توسيع إنتاجها من النفط والغاز في الأعوام المقبلة إن “إجمالي انبعاثاتها من النطاق الأول والثاني في 2022 كان حوالي 24 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون”، وذلك في أول إفصاح من نوعه.
ولا تغطي الأهداف انبعاثات النطاق الثالث التي تحسب الكربون الذي يأتي من العملاء الذين يستخدمون منتجات شركة النفط.
وجاء الإفصاح قبل أشهر قليلة من استضافة دبي لقمة كوب 28 للمناخ، والتي سيكون رئيسها الجديد الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك سلطان الجابر، وهو اختيار أثار انتقادات من نشطاء المناخ.
وتقدم الإمارات ما يقرب من ثلاثة في المئة من الإمدادات العالمية من النفط، وهو مصدر رئيسي لغازات الاحتباس الحراري.
وقالت أدنوك إن “كثافة الكربون في انبعاثات أنشطة المنبع كانت حوالي سبعة كيلوغرامات من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل من المكافئ النفطي، في واحد من أدنى المستويات في العالم”.
وكانت الشركة قد أعلنت في السابق أنها تهدف إلى خفض كثافة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بواقع 25 في المئة، وكذلك تعزيز عمليات احتجاز الكربون وسعة تخزينه 500 في المئة بحلول عام 2030.
وتقيس الأهداف المستندة إلى الكثافة مقدار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لكل وحدة طاقة أو برميل من النفط والغاز المنتج.
وكانت أدنوك حددت هدفا لخفض كثافة انبعاثات غاز الميثان من عملياتها إلى 0.15 في المئة بحلول عام 2025.
وفي قمة في بروكسل عُقدت الشهر الماضي، كشف الجابر عن خطط بلاده لقمة كوب 28 وحدّد أهدافاً لما يقرب من مئتي دولة تحضر القمة التي تُعقد في دبي خلال نوفمبر وديسمبر المقبلين.
وتشمل تلك الأهداف إنشاء صندوق يعمل بكامل طاقته لتعويض البلدان الفقيرة المتضررة من تغيّر المناخ، إلى جانب مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة إنتاج الهيدروجين بحلول عام 2030 على مستوى العالم.
0.15
في المئة هي النسبة التي تسعى أدنوك بلوغها من حيث كثافة انبعاثات غاز الميثان من عملياتها بحلول عام 2025
وكانت دولة الإمارات قد نشرت بالفعل التزامات مناخية مُحسّنة للأمم المتحدة، تستهدف تخفيضات أكثر حدة بقليل من تعهداتها لعام 2021.
ووصفت منظمة تعقب العمل المناخي “كلايمت أكشن تراكر” غير الربحية تلك الجهود بأنها “غير كافية” للوصول إلى هدف المناخ العالمي المتمثل في إبقاء الاحترار أقل من 1.5 درجة مئوية.
وحددت الخطة الجديدة هدفا لخفض الانبعاثات بنسبة 40 في المئة بحلول عام 2030 من مستوى العمل المعتاد مقارنة بالخطة السابقة لخفض الانبعاثات بنسبة 31 في المئة.
وقالت الإمارات أيضا إن الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة ومبادرات الطاقة النظيفة الأخرى بما في ذلك إنشاء محطات لوقود الهيدروجين للسيارات، سيصل إلى 54 مليار دولار على مدى السنوات السبع المقبلة.
وتلعب أدنوك دورا مهما في تحقيق هدف الإمارات للحياد الكربوني إذ تخطط الشركة لإنفاق المليارات من الدولارات على تكنولوجيا التقاط الكربون، وتصنيع الهيدروجين، وهو وقود لا ينبعث منه إلا بخار الماء عند حرقه.
كما أنها تشارك في إستراتيجية الإمارات لتكثيف الطاقة الشمسية من خلال شركة مصدر للطاقة المتجددة. وتشكل مشاريع الطاقة النظيفة في الإمارات ما نسبته 68 في المئة من إجمالي مشاريع الطاقة المتجددة المركبة في دول الخليج العربي.