مهرجان ليوا للرطب ينقل التراث إلى الأجيال الجديدة بأساليب مبتكرة

ورشة "الخوص" علامة بارزة في جناح نادي تراث الإمارات.
الثلاثاء 2023/08/01
احتفاء بتراث عريق

الظفرة (الإمارات) - اختتمت مساء الأحد فعاليات ومسابقات مهرجان ليوا للرطب بدورته الـ19، والتي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي بالتعاون مع نادي تراث الإمارات، وأقيمت خلال الفترة من السابع عشر إلى الثلاثين من يوليو الماضي في مدينة ليوا بمنطقة الظفرة.

وأكد عبيد خلفان المزروعي مدير مهرجان ليوا للرطب مدير إدارة المشاريع والتخطيط في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، أن مهرجان ليوا للرطب جسد على مدار 14 يوماً توجهات الإمارات في المحافظة على تراثها وتطوير قطاع الزراعة، وسجل نجاحاً كبيرا وأرقاماً مميزة في دورته التاسعة عشرة، إذ استقبل 91 ألفا و754 زائرا، وسجل مشاركة أكثر من 900 مزارع في مختلف مسابقاته التي بلغ عددها 23 مسابقة خصصت لها 293 جائزة بقيمة زادت عن 8 ملايين و300 ألف درهم، وقد قدم المشاركون في المهرجان 13 طنا و570 كيلوغراما من الرطب والفاكهة، منها 11 طنا و420 كيلوغراما من الرطب، و2 طن و150 كيلوغراما من الفاكهة.

ضمن فعاليات المهرجان أقيمت العديد من المحاضرات والندوات والورشات التراثية وأمسيات شعرية وثقافية

وأضاف أن مسابقتي “ليوا لنخبة الرطب” و”الظفرة لنخبة الرطب” سجلتا 139 صنف رطب نخيل قادمة من 45 مزرعة من مزارع الدولة ومن إنتاج العام 2023، وبلغت كمية الأصناف الفاخرة في المسابقتين 2535 كيلوغراما، فيما سجلت مسابقة سلة فواكه الدار أكثر من 90 صنف فاكهة من الإنتاج المحلي لدولة الإمارات لعام 2023، شارك بها مزارعون من مختلف أرجاء الدولة.

وأوضح المزروعي أن مسابقات المهرجان توزعت على النحو التالي: 11 مسابقة لمزاينات الرطب (الدباس، الخلاص، الفرض، الخنيزي، بومعان، الشيشي، أكبر عذج، مسابقتي الظفرة وليوا لنخبة الرطب، ومسابقتي فرض وخلاص العين)، و7 مسابقات للفواكه (الليمون المنوع والمحلي، والمانجو المنوع والمحلي، والتين الأحمر والأصفر، وسلة فواكه الدار) و3 فئات ضمن مسابقة المزرعة النموذجية (المحاضر الغربية والمحاضر الشرقية ومدن الظفرة) ومسابقة أجمل مخرافة ومسابقة أجمل مجسم تراثي.

وتوجه مدير المهرجان بالشكر والتقدير إلى شركاء النجاح من مؤسسات وشركات وطنية لما قدموه من إسهامات كبيرة من أجل إنجاح أهداف المهرجان.

وأقيمت ضمن فعاليات مهرجان ليوا للرطب العديد من المحاضرات والندوات والأمسيات التي شارك بها مهندسون زراعيون وخبراء في الزراعة ومكافحة الآفات الزراعية إلى جانب أمسيات شعرية وثقافية متنوعة، وعرضت أجنحة الجهات المشاركة الممارسات الزراعية الجيدة للنخيل والتمور والزراعة بشكل عام، وأفضل طرق مكافحة آفات النخيل، إلى جانب عرض أصناف النخيل التجارية، ومعلومات عن عمليات الحصاد والجني لنخيل التمر وأساسيات في زراعة أشجار الفاكهة.

من جهته، حرص نادي تراث الإمارات على إضفاء البعد المعرفي على المهرجان، وذلك من خلال ركن الإصدارات في الجناح الذي احتوى على مجموعة من الكتب التراثية والثقافية ودواوين الشعر النبطي، لاسيما الإصدارات التي تتسق مع طبيعة مهرجان ليوا للرطب، مثل “أطلس أصناف نخيل التمر في دولة الإمارات”، و“نخيل التمر كعلم وثقافة وتراث”، كما نظم النادي أيضاً محاضرة بعنوان “النخيل في الإمارات بين التراث والمعاصرة”، وأمسية شعرية.

وأكدت سميرة عمر العامري، رئيسة قسم الإعلام في نادي تراث الإمارات، أن مشاركة النادي في تنظيم هذه الدورة من “مهرجان ليوا للرطب” تأتي من منطلق حرصه على دعم كل الفعاليات والمناسبات التي تسهم في نشر التراث الإماراتي، وتحقيقاً لرسالة النادي في المحافظة على هذا التراث العريق ونشره والتعريف به، وهو ما جعل للنادي حضوراً مشهوداً وبصمة متميزة دائماً في مهرجان ليوا للرطب، بما يقدمه من فعاليات وأنشطة داعمة لرسالة المهرجان.

كمية الأصناف الفاخرة في المسابقتين بلغت 2535 كيلوغراما، فيما سجلت مسابقة سلة فواكه الدار أكثر من 90 صنف فاكهة من الإنتاج المحلي لدولة الإمارات

وقالت العامري إن نادي تراث الإمارات حرص من خلال جناحه في هذه الدورة من المهرجان، على إبراز البعد الحضاري للفنون اليدوية الإماراتية التقليدية، وتعبيرها عن خصوصية مجتمع الإمارات، وذلك عبر الورش الحرفية التي قدم من خلالها تجربة حية لزوار المهرجان، تبين لهم مهارة الأيدي الإماراتية وإبداعها المستمد من البيئة، لاسيما من النخلة التي كانت وما تزال ذات مكانة خاصة في المجتمع، حيث ظلت من أهم المصادر التي أخذ منها الإماراتيون المواد الخام التي صنعوا منها أدواتهم اليومية.

وأوضحت أن الورش المقدمة شملت أيضاً الصناعات التراثية اليدوية من منتجات النخيل كالسدو والخوص، وورشة تعليم فن الربابة للصغار، إلى جانب معرض لإصدارات النادي، بالتركيز على الكتب المعنية بالنخيل والتمر، ومنها “أطلس أصناف نخيل التمر في دولة الإمارات ”، وكتاب “نخيل التمر كعلم وثقافة وتراث”، والإصدارات التي تغطي جوانب عدة من تراث وتاريخ الدولة ودواوين الشعر النبطي.

ومثلت ورشة “الخوص” علامة بارزة في جناح نادي تراث الإمارات ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي، حيث عبّرت الورشة عن الأهمية الكبيرة لأجزاء النخلة قديماً لاسيما أوراقها في صنع الأدوات اليومية للإماراتيين، كما أبانت الورشة الثراء الفني للتراث الإماراتي متمثلاً في الحرف اليدوية التقليدية التي تستمد موادها من البيئة المحلية، وأوضحت مدى مساهمة المرأة في اقتصاد الأسرة والمجتمع.

ومع تكامل أنشطته سجل خلال 19عاما نجاحات متتالية، ونجح في جعل الزراعة ثقافة مجتمعية وحفز المزارعين على تطوير مزارعهم تعزيزاً لجهود دولة الإمارات في تحقيق الأمن الغذائي، بينما نقل التقاليد المتوارثة إلى الأجيال الجديدة بطرق مبتكرة تتجاوز أسلوب التلقين.

13