الجيش السوداني يشترط على واشنطن والرياض "تذليل العقبات" للعودة إلى منبر جدة

الخرطوم - اشترطت وزارة الخارجية السودانية، السبت، “تذليل العقبات” لعودة وفد الجيش التفاوضي إلى مدينة جدة السعودية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع قوات الدعم السريع.
ويرى متابعون أن موقف وفد الجيش ليس بغريب، فلطالما حاول التملص من أي التزامات يمكن أن تفضي إلى تهدئة، سواء برفضه لمبادرات أفريقية، أو مماطلته في العودة إلى منبر جدة.
ويقول مراقبون إن الجيش السوداني لا يزال يراهن على تغير الوضع الميداني لصالحه، وإلى حين توصله إلى قناعة باستحالة ذلك سيعود عندها إلى التفاوض وبجدية.
وقالت الخارجية في بيان إنها “تؤكد جاهزية الوفد التفاوضي للعودة إلى منبر جدة متى ما تمكن الوسيطان السعودي والأميركي من تذليل العقبات والمعوقات التي حالت دون مواصلة المباحثات”.
وأكدت على “الرغبة في التوصل إلى اتفاق عادل بوقف العدائيات ويمهد الطريق لمناقشة قضايا ما بعد الحرب”.
وأضافت “تعنّت قوات التمرد (الدعم السريع) وعدم انصياعها لتنفيذ التزاماتها الموقعة عليها هما السبب وراء تعثر مباحثات جدة، مما حدا بوفد القوات المسلحة السودانية بالعودة إلى أرض الوطن”.
وأردفت “الميليشيا المتمردة كعادتها لم تحترم الالتزامات التي وقعت عليها في جدة، حيث واصلت انتهاكاتها الممنهجة”. وقالت إن تلك الانتهاكات “تتمثل في احتلال منازل المواطنين والمرافق العامة وتعطيل الخدمات الأساسية والاستمرار في عمليات السلب والنهب والاعتداء على المصارف والمصانع والأسواق ودور العبادة والمقار الدبلوماسية وتخريب الطرقات والمطارات ونشر الذعر والفوضى في البلاد”.
والخميس، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات الدعم السريع إن وفدها باق في مدينة جدة السعودية.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو الماضي مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت في الـ11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.
كما تم إعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.
ويتبادل الجيش والدعم السريع اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
وبين قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين.
ودعا قائد قوات الدعم السريع الجمعة إلى تغيير قيادة الجيش السوداني، في أول ظهور منذ اندلاع القتال.
وقال “نعتذر للشعب السوداني بسبب تداعيات الحرب.. لسنا دعاة فتنة أو حرب ونريد السلام شرط تسليم البرهان وقيادات الجيش لأنفسهم”، مشيرا إلى أن “قيادة الجيش تعمل بتعليمات من قادة النظام السابق بالسودان”.
ومنذ منتصف أبريل الماضي، يخوض الجيش والدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.