وزير الإعلام اللبناني يثير أزمة جديدة مع السعودية

بوادر أزمة جديدة بين السعودية ولبنان بعدما التقط المغردون السعوديون تصريحات وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري حول “الحرية في دولة يحكمها رجل واحد” في معرض رده على إعلامية تعمل في قناة “العربية” أشادت بالإعلام الخليجي.
بيروت - أثارت تصريحات لوزير الإعلام اللبناني زياد مكاري حول "الحرية في دولة يحكمها رجل واحد" جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن فسّرت على أنها انتقاد للسعودية.
جاء ذلك إثر انتقاد الإعلامية اللبنانية ميسون نويهض التي تعمل بقناة "العربية" السعودية خلال مقابلة على قناة "الجديد" اللبنانية للإعلام اللبناني ومشيدة بالإعلام الخليجي، وقالت إن "الإعلام الخليجي موجود في منطقة لديها رؤى.. هناك رؤى في الإمارات وفي السعودية.. وهو ما يسمح لها بالتقدم والتطور في كل المجالات.. المشكلة في لبنان أننا نعيش في المجهول، ليس لدينا رؤية، ولا يوجد رئيس ولدينا علامات استفهام على وجود الدولة".
وقال مكاري ردا على الإعلامية إنه "لا يريد الحديث عن البلد الذي تعمل فيه الإعلامية ميسون نويهض أو غيرها.. ولكن إذا كان هناك بلد مثلا فيه حاكم وحيد، وهذا الحاكم لا يمكن لأحد أن ينتقده، هل يكون هناك حرية؟".
وأثارت تصريحات الوزير اللبناني ردودا بين نشطاء ذكروا بتصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي وانتقاده للحرب في اليمن واصفا إياها بـ”العبثية”، مشعلا بذلك أزمة دبلوماسية بين لبنان وعدد من دول الخليج على رأسها السعودية. وقال مغرد:
وقال حساب على تويتر:
وأسفرت أزمة قرداحي حينها عن سحب بعض هذه الدول سفراءها من لبنان وطرد سفراء بيروت لديها.
وأثار تصريح وزير الإعلام اللبناني جدلا عبر مواقع التواصل وانتقادا من قبل مغردين سعوديين إثر إشارته في حديث تلفزيوني إلى حرية الإعلام في “البلدان التي يديرها حاكم واحد”. وقال معلق:
وقالت ناشطة:
واعتبر معلق:
وسبق أن استقبل مغردون سعوديون خبر تعيين مكاري وزيرا للإعلام في لبنان في مارس 2022 بهاشتاغ #زياد_مكاري_يسيء_للسعودية، إذ تبين أن حساب الوزير الجديد على تويتر حافل بتغريدات مسيئة للمملكة. وعين مكاري خلفا للوزير المستقيل قرداحي الذي تسببت تصريحاته حول حرب اليمن بأزمة حادة مع السعودية وامتدت إلى دول خليجية أخرى.
وتداول مغردون خليجيون وخاصة السعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي صور تغريدات لمكاري كتبها أعوام 2017 و2018 و2021، يعبر فيها عن وجهة نظره تجاه السعودية والأطراف الداخلية المناصرة لها، ليتصدر اسم الوزير الترند على تويتر في السعودية الجمعة.
وعُرف مكاري، وهو ابن عائلة سياسية وحليف سياسي لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بمواقفه المعارضة لعهد الرئيس ميشال عون، وتغريداته التي غازل فيها انتفاضة السابع عشر من أكتوبر 2019، ووجّه سهامه فيها إلى قوى السلطة السياسية، إضافة إلى تصريحات أخرى يعتبر فيها أنه "من المثير للشفقة اتهام حزب الله وإيران في كل شاردة وواردة"، وينتقد فيها تصنيف الحزب منظمة إرهابية. وأدان مكاري في تغريدة مقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي. حيث سبق أن أكد على أنها “أغبى جريمة في تاريخ البشرية".
وفي تغريدة له علق مكاري على صفقات التسليح التي وقعتها السعودية مع الولايات المتحدة خلال القمة التي عقدتها في أول زيارة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى المملكة، قائلا “السلاح الحديث لا يشتري السلام".
◙ معلقون يتساءلون إن كان ما حصل مع قرداحي سيتكرر مع مكاري لتكبر كرة الثلج افتراضيا وتصل إلى قنوات التواصل الدبلوماسية الخليجية
وعبّر عن تضامنه مع رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري عقب "احتجازه" في السعودية. ويثبت المغردون السعوديون في كل مرة، سواء عبر تحركات عفوية أو من خلال تحركات مدروسة ورسمية أنهم الرقم الصعب في صدّ كل الانتقادات التي تستهدف بلادهم بعدما حوّلوا تصريحات قرداحي إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين.
ويتساءل معلقون إن كان ما حصل مع قرداحي سيتكرر مع مكاري لتكبر كرة الثلج افتراضيا وتصل إلى قنوات التواصل الدبلوماسية الخليجية.
وقدّم قرداحي استقالته في الثالث من ديسمبر 2021 بعد 38 يوما على الأزمة التي أحدثتها تصريحاته حول حرب اليمن، والتي دفعت وزارة الخارجية السعودية في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي إلى استدعاء سفير لبنان لدى المملكة فوزي كبارة لتسليمه مذكرة الاحتجاج، قبل أن تكبر سبحة تضامن بعض دول الخليج مع السعودية في المواقف والإجراءات والقيود المشددة التي فرضت على لبنان.
ولم تنجح استقالة قرداحي في نزع فتيل الأزمة بين البلدين، وبدا المغردون السعوديون متجاوزين لدبلوماسية بلادهم حين اعتبروا أن الاستقالة لا تعدو أن تكون تفصيلا صغيرا من “خارطة طريق يجب أن يعلن عنها لبنان” لاستعادة علاقاته العربية. واختار المغردون التصعيد حين أكدوا أن الاستقالة لا تعنيهم في شيء، بل استعادوا حملة مقاطعة لبنان في معركة افتراضية تعكس عمق الخلاف الرسمي وتجذره بين مواطني المملكة وأنصار حزب الله. لكن مراقبين يؤكدون أن هؤلاء المغردين يلتقطون إشارات رسمية ويبنون على أساسها مواقف.
وكان وزير الخارجية اللبناني السابق شربل وهبة وصف السعوديين بالبدو، ما أثار جدلا واسعا. وانسحب وهبة من برنامج “المشهد اللبناني” على قناة “الحرة” بعد مشادة كلامية بينه وبين رئيس لجنة العلاقات السعودية – الأميركية سليمان الأنصاري وتوجّه إلى الضيف السعودي بكلام "مُسيء"، قائلا "أنت تُهين رئيس الجمهورية وتريدني أن أسكت، لا لن أسكت.. أنا في لبنان وأتعرّض للإهانة من شخص من أهل البدو".
ويمر لبنان بأسوأ كارثة اقتصادية في تاريخه الحديث. وقبل الأزمات اللبنانية المتتالية مع دول الخليج العربي كانت هذه الدول تتدخل لإنقاذ اقتصاده من انهيارات مشابهة. ويقول معلق: