الإمارات تطلق سلسلة قصص مناخية للأطفال

قليلة هي الأعمال القصصية والمنتجات الثقافية التي تهتم بالتغير المناخي وحماية البيئة في العالم العربي، ويعود هذا إلى ضعف الوعي بمخاطر هذه القضايا المحورية اليوم وبتأثيراتها الكبيرة على الحاضر وخاصة على المستقبل. وفي خطوة مبتكرة نحو تجاوز هذا النقص نشرت الإمارات مؤخرا سلسلة قصصية للأطفال تعنى بقضايا البيئة من خلال شجرة القرم.
أبوظبي - أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع مركز “تريندز” للبحوث والاستشارات، “السلسلة القصصية الخاصة للأطفال بشأن أشجار القرم” وذلك في إطار عام الاستدامة والاستعداد لمؤتمر الأطراف (كوب 28)، وتزامناً مع اليوم العالمي للنظام البيئي لغابات القرم، الذي يصادف السادس والعشرين من يوليو من كل عام.
وتهدف السلسلة القصصية إلى توعية وتثقيف أفراد المجتمع من الأطفال حول أهمية أشجار القرم وضرورة المحافظة عليها وتنميتها، كونها عنصرا أساسيا من عناصر صنع مستقبل بيئي مستدام وتحقيق التنوع البيولوجي في دولة الإمارات والعالم.
قال الدكتور محمد الحمادي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنوع البيولوجي والأحياء المائية في وزارة التغير المناخي والبيئة، إن إطلاق السلسلة القصصية لأشجار القرم يأتي في إطار سعي الوزارة لتعزيز الوعي المجتمعي وغرس ثقافة المحافظة على البيئة في نفوس النشء منذ الصغر، وزيادة مساهمتهم مستقبلاً في جهود تعزيز التنوع البيولوجي لدولة الإمارات.
تعزيز الوعي
وأضاف أن أشجار القرم تمثل أحد أهم رموز دولة الإمارات البيئية، وإلى جانب فوائدها الهائلة في امتصاص ثاني أكسيد الكربون ومواجهة التغيرات المناخية تلعب هذه الأشجار دوراً كبيراً في حماية السواحل. ولذلك فقد أولت الإمارات أهمية قصوى لتعزيز أشجار القرم، وكان أحدث وأهم تلك الجهود الالتزام بزراعة 100 مليون شجرة قرم على مستوى الدولة بحلول عام 2030 وذلك ضمن تحالف القرم من أجل المناخ بالشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا.
وأضاف الحمادي “من أجل تعزيز جهود الإمارات في التوسع في زراعة شجر القرم ورعايتها لا بد وأن يكون المجتمع شريكا رئيسيا فيها، فمن خلال رفع وعي الأطفال بهذا الجانب نضمن تنفيذ ونجاح خططنا الإستراتيجية في المستقبل، لأن أطفال اليوم هم قادة الغد ونعول عليهم لاستكمال المسيرة.
◙ السلسلة القصصية للأطفال حول أشجار القرم تمثل تجربة إماراتية ملهمة في رفع وعي الأجيال تجاه المناخ والبيئة
وخلال عام الاستدامة واقتراب استضافتنا لمؤتمر الأطراف (كوب 28)، تمثل السلسلة القصصية للأطفال حول أشجار القرم تجربة إماراتية ملهمة في رفع وعي الأجيال تجاه المناخ والبيئة. ونشكر مركز تريندز على المشاركة والتعاون في إعداد السلسلة القصصية وتوفير خبراتهم الكبيرة في هذا المجال”.
من جانبه، أكد الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أهمية الشراكة مع وزارة التغير المناخي والبيئة، في إنتاج هذه السلسلة القصصية حول أشجار القرم وقضايا المناخ، التي تهدف إلى نشر المعرفة الخضراء وتعزيزها لدى النشء، وجعلها ثقافة يومية في حياتهم باعتبارهم بناة الغد. لافتا إلى أن مجال المناخ والبيئة يشكل عنصرًا مهمًا ضمن اهتمامات مركز تريندز، كما أنه جزء أصيل من خريطة طريق المركز لمواكبة ودعم مؤتمر (كوب 28).
وقال “بينما نحن على أبواب (كوب 28) فإنه من المهم أن نتخذ إجراءات متعددة لمعالجة الأزمات المرتبطة بتغير المناخ، وفقدان الموارد الطبيعة، والتنوع البيولوجي”، مشيرًا إلى أن المحافظة على أشجار القرم وزراعتها تعززان التكيف الطبيعي مع آثار تغير المناخ، وتساعدان في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأكد العلي أن تكاتف البحث العلمي والعملي بين تريندز ووزارة التغير المناخي والبيئة من شأنه الخروج بمنتجات واقعية وعلمية، وتعزيز قدرات الجانبين لخدمة الوطن والمجتمع والإنسانية جمعاء.
صون النظام البيئي
تتضمن السلسلة القصصية خمسة أجزاء، ويحتوي الجزء الأول على مقدمة تعريفية عن ماهية أشجار القرم، فيما يتضمن الجزء الثاني طرق زراعة أشجار القرم والمحافظة عليها، ويتناول الجزء الثالث أهمية أشجار القرم في حماية التنوع البيولوجي، ويسلط الجزء الرابع الضوء على أهمية أشجار القرم في مواجهة تغير المناخ، وأخيراً يتطرق الجزء الخامس إلى أبرز التحديات والتهديدات التي تواجه بيئات القرم.
◙ إطلاق السلسلة القصصية لأشجار القرم يسعى لتعزيز الوعي المجتمعي وغرس ثقافة المحافظة على البيئة في نفوس النشء
وسيتاح تحميل النسخة الإلكترونية من السلسلة القصصية من خلال منصات التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني الرسمي للوزارة. وتعد أشجار القرم أحد أهم الحلول المستندة إلى الطبيعة فعالية في امتصاص الكربون وتخزينه، حيث تشير العديد من الدراسات والأبحاث العلمية إلى قدرة أشجار القرم الهائلة على امتصاص وعزل كميات من الكربون تبلغ 4 – 5 أضعاف ما يتم عزله من قبل الأنظمة البيئية البرية. فضلاً عن اعتبارها موائل طبيعية آمنة للتنوع البيولوجي البحري، حيث تعتمد 80 في المئة من مجموعات الأسماك العالمية على النظم الأيكولوجية الصحية لأشجار القرم.
جدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” خصصت يوم السادس والعشرين من يوليو من كل عام يوماً عالمياً لصون النظام البيئي لغابات القرم، وذلك إدراكاً للأهمية القصوى التي يحملها هذا النظام البيئي، ودعماً للجهود الرامية لتطبيق الحلول القائمة على الطبيعة المتمثلة في أشجار القرم ودورها في التخفيف من آثار تغير المناخ.