إيطاليا تخرق حظر الطيران الأوروبي على ليبيا: رسائل دعم للدبيبة
كثفت السلطات الإيطالية في الفترة الأخيرة من جهودها الرامية إلى دعم التعاون الثنائي مع حكومة الوحدة الوطنية الليبية اقتصاديا وماليا، بهدف معالجة الأزمات الإقليمية المشتركة، عزّزتها مؤخرا بقرار رفع حظرها الجوي المفروض على الطيران المدني الليبي.
طرابلس - استُؤنفت الرحلات الجوية بين طرابلس وروما بعد توقف دام عشر سنوات، في خطوة حملت حسب مراقبين خرقا إيطاليا لحظر الطيران الأوروبي على ليبيا، قدمت من خلاله روما رسائل دعم لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة.
وتأتي الخطوة الإيطالية في وقت تشهد حكومة الدبيبة ضغوطا داخلية في ظل حديث متزايد عن مساع إقليمية لتغييرها تقودها مصر.
ويسيطر الغموض على مستقبل حكومة الدبيبة في ظل غموض الموقف التركي والتقارب الأخير بين أنقرة والقاهرة. ولم يبدّد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارته قريبا إلى ليبيا ذلك الغموض، في حين يقول محللون إن إيطاليا قد تتولى مهمة إسناد الدبيبة في صورة تخلّي الأتراك عنه، رغم عدم امتلاك إيطاليا لقوات عسكرية على الأرض في ليبيا كما هو الحال مع تركيا.
وأعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية الاثنين، استئناف الرحلات الجوية بين طرابلس وروما بعد توقف دام عشر سنوات.
وأضافت الحكومة في بيان على منصة “حكومتنا” أن رئيس الوزراء استقل الخطوط الجوية الإيطالية في رحلتها التجريبية إلى ليبيا، بعد انقطاع الرحلات المباشرة بين البلدين لـ10 سنوات.
المفوضية الأوروبية حظرت في 11 ديسمبر 2014 مرور الطائرات التابعة لشركات الطيران الليبية فوق أجواء أوروبا
ومساء الأحد، أعلن الدبيبة أن يوم الاثنين سيشهد أولى الرحلات بين طرابلس وروما، مع استئناف الرحلات الجوية بين البلدين.
وأضاف في تصريحات قبيل مشاركته في “المؤتمر الدولي حول الهجرة والتنمية” في روما أن “استئناف الرحلات الجوية بين البلدين يمهد لفتح المجال الجوي مع دول أخرى، سنعمل على فتح خط بين روما وبنغازي (شرق ليبيا)”.
وفي وقت سابق نسبت وكالة الأنباء الإيطالية (نوفا) إلى مصادر ليبية لم تسمها القول إنه “من المقرر أن تغادر الطائرة التابعة لشركة طيران ‘إيتا’ الإيطالية يوم الاثنين على الساعة 1:30 بعد الظهر (بتوقيت طرابلس وروما) مطار ليوناردو دافنشي في فيوميتشينو بالعاصمة روما لتصل إلى مطار معيتيقة بطرابلس قرابة الساعة 2:45 بعد الظهر”، على أن يجري تشغيل الخط الجوي بشكل منتظم في المستقبل القريب.
واعتبرت سفارة إيطاليا لدى ليبيا أن استئناف الرحلات الجوية بين طرابلس وروما “نجاح فائق تم التوصل إليه بالعمل المشترك بين ليبيا وإيطاليا”.
وقالت سفارة إيطاليا لدى ليبيا في تغريدة لها بموقع تويتر “بعد انقطاع دام لسنوات عدة، هبطت في طرابلس أول رحلة مباشرة لشركة الخطوط الإيطالية وعلى متنها رئيس حكومة الوحدة الوطنية”.
وفي 9 يوليو الجاري قال الدبيبة إن الحكومة الإيطالية أبلغته بقرارها رفع حظرها الجوي المفروض على الطيران المدني الليبي منذ عشر سنوات، لتُستأنف الرحلات في سبتمبر المقبل، وفق تغريدة عبر الحساب الرسمي للدبيبة على موقع تويتر.
وأضاف الدبيبة “أشكر رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وأثمن جهود قطاع المواصلات، واللجنة المشكلة لذلك، وكل من أسهم في تحقيق هذه الانفراجة لتسهيل التنقل على مواطنينا”.
كما اتفقت لجنة مشكلة من حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة مع الجانب الإيطالي على “إبرام اتفاقية ومذكرة تفاهم، وإعادة فتح المجال الجوي بين البلدين، واختيار ناقل جوي ليبي وآخر إيطالي لاستئناف الرحلات من وإلى إيطاليا في مدة أقصاها أغسطس المقبل”.
وجاء الاتفاق خلال اجتماع عقدته اللجنة المشكلة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية لرفع الحظر الجوي عن المطارات برئاسة وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، مع السفير الإيطالي لدى ليبيا جانلوكا ألبيريني والوفد المرافق منذ أسبوعين في طرابلس.
وأكد اللافي أن الدبيبة يولي هذا الملف أهمية قصوى لما له من تداعيات إيجابية على تسهيل سفر المواطنين الليبيين، ودعم العلاقة الاقتصادية بين ليبيا وإيطاليا.
وحضر الاجتماع من الجانب الفني الليبي رئيس مصلحة الطيران المدني محمد شليبك والفريق الفني المرافق له، ومن الجانب الإيطالي مدير مؤسسة الطيران الإيطالية والفريق الفني التابع له.
من جانبه أكد السفير الإيطالي لدى ليبيا عزم بلاده الاستمرار في التعاون مع حكومة الوحدة الوطنية لتسهيل رفع الحظر المفروض على ليبيا فوق الأجواء الأوروبية بشكل عام، وفق ما نشرته الحكومة.
وتعليقا على الخطة الإيطالية، أكدت وزارة الخارجية الليبية أن استئناف الرحلات الجوية بين ليبيا وإيطاليا يسهم في دعم جهود الوزارة في الدفع باتجاه توطيد علاقات دولة ليبيا مع الاتحاد الأوروبي في عدد من الملفات، وأهمها عودة البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء بالاتحاد للعمل بالعاصمة طرابلس.
وأوضحت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية عبر مكتبها الإعلامي أن استئناف الرحلات الجوية بين ليبيا وإيطاليا يأتي تتويجاً لجهود وزارتي الخارجية والتعاون الدولي والمواصلات والمؤسسات المعنية بحكومة الوحدة الوطنية، في مسار تعزيز التعاون المشترك مع السلطات في إيطاليا.
وأشارت الوزارة إلى أنه بعد انقطاع دام لمدة عشر سنوات نتيجة فرض الاتحاد الأوروبي حظراً جوياً على ليبيا، دشّنت الاثنين الخطوط الإيطالية أولى رحلاتها القادمة من روما وعلى متنها رئيس حكومة الوحدة الوطنية، ووفقاً للاتفاق مع الجانب الإيطالي ستنتظم الرحلات المجدولة بين البلدين مطلع سبتمبر القادم.
وفي 11 ديسمبر 2014 حظرت المفوضية الأوروبية مرور الطائرات التابعة لشركات الطيران الليبية فوق أجواء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وذلك لدوافع تتعلق بضوابط السلامة في البلد الذي يشهد توترات أمنية من وقت لآخر. ولا يزال حظر الطيران المدني الليبي فوق الأجواء الأوروبية قائما حتى اليوم منذ نهاية 2014.
وعلى الرغم من مرور ثلاثة أشهر على إعلان قرار رفع الحظر من جانب إيطاليا، ودخل حيز التنفيذ الاثنين، إلا أن المفوضية الأوروبية لم تصدر أي تعقيب على القرار. وتحاول الحكومات الليبية المتعاقبة رفع الحظر الأوروبي، غير أن الاتحاد يجدده كل عام بسبب مخاوف تتعلق بسلامة الركاب وذلك بعد مراجعة دورية لتحديث قائمة الاتحاد لسلامة الطيران فوق الأجواء الأوروبية.
