مهرجان ليوا للرطب يحول التراث إلى قوة تنموية مستقطبا الآلاف من الزوار

المهرجان يعزز أهدافه في المحافظة على الموروث الشعبي لدولة الإمارات.
الاثنين 2023/07/24
زوار المهرجان يستمتعون برحلة في التراث

التراث ليس مادة جامدة ولا قصصا منسية، إنه قوة متوارثة من جيل إلى جيل، فيه تختزن الشعوب بصماتها الثقافية وهوياتها التي تميزها عن غيرها، إضافة إلى أنه قوة تنمية مستدامة، وهذا ما يثبته مهرجان ليوا للرطب الإماراتي الذي حول التراث إلى أداة تنموية وصناعة ثقافية متكاملة الأركان ولها امتدادها الاجتماعي والاقتصادي.

أبوظبي - استقبل مهرجان ليوا للرطب منذ انطلاقته في السابع عشر من يوليو الجاري وعلى مدار الأيام الخمسة الأولى نحو 34 ألف زائر من مختلف أنحاء الإمارات من المواطنين والمقيمين وزوار الدولة، والذين تابعوا مسابقات المهرجان الذي يستمر إلى غاية الثلاثين من يوليو في مدينة ليوا بمنطقة الظفرة، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي وبالتعاون مع نادي تراث الإمارات.

وتشهد فعاليات المهرجان توافد أعداد كبيرة من أهالي المنطقة والزوار والسياح للتعرف عن قرب على التراث الإماراتي، والاستمتاع بالمسابقات والفعاليات التراثية والأنشطة والعروض الفنية التراثية التي تحكي جميعها عن حياة الأجداد، وتقدم صورة مشرقة عن التراث الغني لدولة الإمارات.

إضافة إلى استمتاعهم بالفعاليات التراثية، تعرف الزوار على الخدمات التي تقدمها المؤسسات والجهات المشاركة في أجنحة المعرض، وأيضا على محال السوق الشعبي الذي يعتبر منصة جديدة للتواصل بين مختلف سيدات الأعمال الإماراتيات، إلى جانب مشاركاتهم في مسرح الفعاليات وورش الأطفال، مشيدين بالتنظيم وبتنوع المعروضات الوطنية ذات الجودة العالية والتي تقدم صورة مشرقة عن التراث الغني لدولة الإمارات.

واستقبل مهرجان ليوا للرطب خلال الأيام الخمسة الأولى من انطلاقته نحو 8 أطنان من الرطب القادمة من مزارع الإمارات من إنتاج موسم 2023، وذلك ضمن مسابقات “مزاينة رطب الدباس” و”أكبر عذج”، و”الشيشي” و”الخنيزي”، فيما تستمر بقية مسابقات مزاينة الرطب خلال الأيام القادمة من خلال أشواط الخلاص والفرض (المفتوح ومزارع العين)، وشوط بومعان، وأشواط نخبة الرطب (الظفرة، وليوا).

وتم خلال المهرجان عرض 20 مجسما تراثيا تعكس ذكريات من الماضي وتروي تفاصيل بيت الشعر المختلفة وأقسامه مع المسميات الصحيحة لأجزاء البيت، مما يعيد إلى الأذهان ما عاشه الأجداد في الماضي ويبين للأجيال التطور والحداثة والمكانة التي تتماشى مع عادات وتقاليد المجتمع المرتبط بكرم الضيافة.

آلاف من الزوار

عبيد خلفان المزروعي: المهرجان أضحى من العلامات المميزة بعدما تحول إلى كرنفال سياحي يقصده الجميع
عبيد خلفان المزروعي: المهرجان أضحى من العلامات المميزة بعدما تحول إلى كرنفال سياحي يقصده الجميع

وتم عرض المجسمات التراثية في وسط موقع المهرجان ضمن ركن يستطيع زوار المهرجان زيارته والاطلاع على مكوناته والتعرف على تفاصيل بيت الشعر ومحيطه في الماضي، وقد خصصت اللجنة المنظمة للمهرجان مسابقة لـ”أجمل مجسم تراثي” ضمن مسابقات المهرجان، ووضعت لها 10 جوائز قيمة، إذ يتم الإعلان عن الفائزين بعد انتهاء لجنة التحكيم من تقييم الأعمال المشاركة ومطابقتها لمعايير وشروط المسابقة.

ويواصل مهرجان ليوا للرطب استلام مشاركات المزارعين في مختلف المسابقات وفق الجدول الزمني المعلن عنه عبر التطبيق الذكي للمهرجان ومنصات التواصل الاجتماعي "تراثنا"، إذ تستمر مسابقات مزاينة الرطب والفاكهة وفعاليات المهرجان إلى غاية الثلاثين من يوليو الجاري.

تسهم فعاليات مهرجان ليوا للرطب المقامة حاليا في مدينة ليوا بمنطقة الظفرة في دعم حركة السياحة الداخلية والخارجية لاسيما من المواطنين والمقيمين القادمين من جميع إمارات الدولة، ما ينعكس إيجابا على مضاعفة إشغالات الفنادق في منطقة الظفرة.

ويمنح المهرجان، الذي يتزامن مع الإجازات الصيفية للمدارس والإجازات السنوية لبعض الموظفين، الفرصة لسكان الدولة والسياح القادمين من خارجها لاستكشاف منطقة الظفرة التي اشتهرت بروحها البدوية الأصيلة، وتراثها العريق، ومحمياتها الطبيعية الخلابة، ومشاريعها السياحية الدامجة بين الماضي والحاضر، وجمال بيئتها الصحراوية لهواة الصيد البري وعشاق المهرجانات والمسابقات التراثية للاستمتاع بالعديد من التجارب المميزة.

وأكد عبيد خلفان المزروعي مدير المهرجان أن مهرجان ليوا للرطب في دورته الـ19 يعزز أهدافه في المحافظة على الموروث الشعبي لدولة الإمارات في الارتباط بالنخلة، ويدعم المزارعين ومنتجي الرطب، إضافة إلى تعزيز مكانة منطقة الظفرة على الخارطة السياحية سواء لسياح الداخل أو الخارج.

تسهم فعاليات مهرجان ليوا للرطب المقامة حاليا في مدينة ليوا بمنطقة الظفرة في دعم حركة السياحة الداخلية والخارجية
◙ فعاليات مهرجان ليوا للرطب المقامة حاليا في مدينة ليوا بمنطقة الظفرة تسهم في دعم حركة السياحة الداخلية والخارجية

ولفت إلى أن المهرجان أضحى من العلامات المميزة في المنطقة بعدما تحول إلى كرنفال سياحي يقصده الكثير من المواطنين والمقيمين في إمارات الدولة والسياح عدا عن المهتمين بزراعة النخيل من أفراد وشركات. وتحول المهرجان على امتداد دوراته إلى عنصر فاعل في الصناعة الثقافية وتحول الأنشطة المرتبطة بالتراث والثقافة المتوارثة إلى دافع كبير للتنمية وهو ما نجح فيه.

وقال فايز أحمد السعدي مدير عام شركة المارينا القابضة، إحدى الشركات الرائدة في مجال استثمارات الضيافة والتي تدير عددا من الفنادق في منطقة الظفرة “إنه لمن دواعي سروري أن نكون جزءا من مهرجان ليوا الرائع للرطب هذا العام، إذ يشرفنا أن نكون الشركاء الرسميين للمهرجان، ونتقدم بخالص امتناننا لمنظميه على منحنا هذه الفرصة الرائعة"، مؤكدا أن الفنادق شهدت إقبالا لافتا تزامنا مع فعاليات مهرجان ليوا للرطب.

من جانبها أكدت ديانا كورنيلكيس مديرة فندق تلال ليوا بمدينة زايد “أن مهرجان ليوا للرطب يسهم كل عام في تنشيط السياحة الصيفية في منطقة الظفرة، وينعكس ذلك على حركة الحجوزات الفندقية التي يزداد الطلب عليها وعلى المرافق الفندقية والضيافة والتموين"، مشيرة إلى أن مهرجان ليوا للرطب الذي يقام بشكل سنوي حقق طفرة كبيرة في منطقة الظفرة تأثرت بها إيجابا جميع القطاعات الاقتصادية، ومنها القطاع الفندقي الذي يشهد نموا مضاعفا على صعيد الإشغالات في الوقت الحالي.

التراث والتنمية

◙ تراث يستهوي الجميع
◙ تراث يستهوي الجميع 

وأضافت “بفضل الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها منطقة الظفرة التاريخية إضافة إلى البنية التحتية المتطورة، والمهرجانات التي تقام على مدار العام، فإن هناك نشاطا سياحيا كبيرا وتدفقا هائلا من الزوار من دولة الإمارات وخارجها لاسيما من عشاق المهرجانات التراثية ومحبي السياحة البيئية والتراثية في المنطقة والعالم". ولفتت إلى أن السياحة في أبوظبي لاسيما منطقة الظفرة لم تعد مقتصرة فقط على موسمي الشتاء والربيع وإنما أضحت مستمرة على مدار العام.

من ناحيتهم أشاد زوار للمهرجان بالدور الذي يلعبه الحدث في تعزيز السياحة الداخلية والخارجية، موضحين أن الفعاليات التراثية التي تركز على إحياء التراث الشعبي مثل مهرجان ليوا للرطب و”مهرجان الظفرة” وسباقات الهجن وغيرها من الفعاليات كلها أسهمت في زيادة الإقبال على المنطقة التي تضم في طياتها كل العناصر الجاذبة للسياح، وأكدوا أن تلك المهرجانات تتيح للضيوف التعرف علي جمال الطبيعة في منطقتي ليوا ومدينة زايد والاستمتاع بسحر الصحراء في منطقة الربع الخالي التي تعد من أجمل صحاري العالم على الإطلاق.

◙ فعاليات المهرجان تشهد توافد أعداد كبيرة من أهالي المنطقة والزوار والسياح للتعرف عن قرب على التراث الإماراتي

وقالت السائحة الروسية آنيا أندروس إنها الزيارة الأولى لها إلى مهرجان ليوا للرطب ومنطقة الظفرة واعتبرتها تجربة رائعة لاكتشاف الصحراء في رمال منطقة الظفرة والتعرف إلى مزارع الإبل الأكثر شهرة في المنطقة وسط الرمال الأقحوانية.

وأكد راشد النعيمي أحد الزوار المواطنين أن مهرجان ليوا للرطب والفعاليات التي تقام على مدار العام في منطقة الظفرة تعكس الغنى الكبير الذي يتميز به تراث الإمارات وتعد بمثابة حلقة وصل بين الأجيال، ومناسبة أساسية لإحياء التراث لدى الأجيال الناشئة ويجسد المهرجان جهود إمارة أبوظبي بوصفها وجهة عالمية متفردة تعمل على الحفاظ على الموروث وإحيائه، وإيصال رسالة دولة الإمارات الحضارية والإنسانية إلى العالم.

وقالت فاتن النجدي مقيمة عربية إنها اصطحبت أطفالها للاستمتاع بمهرجان ليوا للرطب خاصة مع تزامنه مع الإجازات المدرسية والإجازات السنوية لبعض الموظفين، لافتة إلى أن المهرجان يعد وجهة مناسبة للأطفال من مختلف الجنسيات والأعمار لقضاء عطلة المدارس في أجواء مريحة، لاسيما مع أجواء نشر التوعية والثقافة لدى الأطفال.

 

13