تزايد الانشقاقات عن الجيش السوداني واللحاق بالدعم السريع

انشقاق جديد يظهر تراجع ثقة الجيش السوداني بقيادته كما يؤشر إلى تحول في اتجاهات للحرب لصالح الدعم السريع.
الأحد 2023/07/23
تضرر قطاع النقل من المعارك

الخرطوم - قالت قوات الدعم السريع إن قوة كبيرة من القوات المسلحة السودانية بقوام 15 ضابطا و527 من الرتب الأخرى بالفرقة 20 الضعين، استجابت لدعوة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، معلنة انحيازها التام لخيار الشعب والانضمام إلى قوات الدعم السريع بقطاع شرق دارفور. ويأتي هذا الانشقاق ضمن سلسلة من الانشقاقات السابقة التي تظهر تراجع ثقة الجيش السوداني بقيادته الحالية، كما تؤشر إلى تحول في اتجاهات للحرب لصالح قوات الدعم السريع.

وذكرت الدعم السريع أن "القوة من شرفاء القوات المسلحة” التي استجابت لحميدتي (قائد قوات الدعم) كبيرة وقوامها "15 ضابطا و527 من الرتب الأخرى بالفرقة 20 الضعين، معلنة انحيازها التام لخيار الشعب والانضمام إلى قوات الدعم السريع بقطاع شرق دارفور". وقالت "ترحب قوات الدعم السريع بشرفاء القوات المسلحة المنضمين إلى صفوفها بعد أن تبين لهم مخطط الانقلاب الذي يقوده عبدالفتاح البرهان (قائد الجيش) وزمرته من كبار الضباط الفاسدين من أجل إعادة النظام البائد للسلطة”.

وتابعت "إن انضمام هذه القوة الكبيرة من الشرفاء إلى جانب قوات الدعم السريع لمناصرتها في معركتها ضد الانقلابيين وفلول النظام البائد يشكل انتصارا حقيقيا لإرادة الشعب السوداني ولأهداف الثورة المجيدة التي ناهضت دولة الظلم والتمكين والفساد".

◙ الجانبان المتحاربان يودان توسيع ساحة المعركة وقوات الدعم السريع كانت لها اليد العليا في الخرطوم منذ الأيام الأولى للحرب ولم يتغير هذا ولكنه يزداد وضوحا

وأضافت "لقد تكشفت خيوط المؤامرة الدنيئة التي خطط لها المؤتمر الوطني عبر أذرعه في القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى منذ اليوم الأول للحرب. واليوم خرجوا إلى العلن بوجوههم الكالحة وبذات الشعارات والأساليب التي كانت سببا في إشعال الحروب والفتنة في جميع أرجاء البلاد".

وميدانيا قتل 16 شخصا في نيالا عاصمة جنوب دارفور لدى تعرض منازلهم للقصف أثناء معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، بحسب ما أفادت هيئة محامي دارفور السبت، فيما سقط 4 قتلى في ولاية شمال كردفان وجُرح العشرات جراء سقوط قذائف على مستشفيات ومحيطها. وتتركز المعارك التي اندلعت في منتصف أبريل في العاصمة الخرطوم وضواحيها وفي إقليم دارفور بغرب البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليونا.

وقالت هيئة محامي دارفور وهي هيئة مستقلة في بيان "شهدت مدينة نيالا وعلى نطاق واسع سقوط قذائف الجيش والدعم السريع المتبادلة بينهما وسط الأحياء السكنية بعدة مناطق منها الوحدة وكرري". وتابعت "نجم عن الإطلاق العشوائي للقذائف سقوط 16 شهيدا وذلك بحسب الإحصائيات الأولية".

وحذرت الهيئة من "ظاهرة (..) الإطلاق العشوائي بالشوارع والمنازل والقتل برصاص القناصة"، مشيرة إلى أنه إذا استمرت الأمور على هذا النحو "ستدخل ولاية جنوب دارفور ونيالا في حالة فوضى شاملة قد لا تستقران بعدها على المدى القريب".

وفي ولاية شمال كردفان جنوب البلاد أفادت نقابة أطباء السودان في بيان السبت بأنه نتيجة للاشتباكات بين طرفي الصراع بمدينة الأبيض عاصمة الولاية والتي بدأت منذ فجر الجمعة “سقطت قذيفة في ساحة مستشفى الأبيض التعليمي (..) وقذائف بمحيط مستشفى الضمان ومستشفى النساء والتوليد والمستشفى الكويتي، سقط إثرها أربعة مدنيين حتى الآن”.

وأشارت النقابة إلى أن عدد الجرحى بلغ 45 حالة. وأسفرت الحرب بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي عن مقتل 3900 شخص على الأقلّ، بحسب منظمة “أكليد” غير الحكومية، وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين شخص سواء داخل البلاد أو خارجها.

وفي دارفور، معقل قوات الدعم السريع، تركز القتال مؤخرًا حول نيالا، بعد معارك ضارية في الجنينة حيث أبلغت الأمم المتحدة عن ارتكاب فظائع. واتُهمت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها بتدمير قرى وأحياء بكاملها حيث دُفن مدنيون في مقابر جماعية واغتيل قادة محليون بسبب انتمائهم العرقي. ومن ثم، فتح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان تحقيقا بشأن أحداث العنف التي وقعت في دارفور بعد دعوات من منظمات حقوقية للتحقيق في تقارير عن حالات نهب وعنف جنسي واحتدام الصراعات العرقية.

◙ طرفا النزاع أبرما هدنات عدة غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية لكنها لم تصمد كما يحاول الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد التوسط لحل الأزمة في السودان

ومع استمرار القتال، وعلى بعد 55 كيلومترًا جنوب الخرطوم، شهد مجمع جياد الصناعي بالجزء الشمالي لولاية الجزيرة قصفا جويا نفذه الطيران الحربي لأول مرة منذ اندلاع المعارك، حسب ما أفاد سكان فرانس برس. وقال أحد السكان إن القصف "كان قرب قرية المسعودية". وتعد ولاية الجزيرة بعاصمتها ود مدني من أكثر الولايات التي استقبلت الآلاف من النازحين من مناطق القتال، وخصوصا من العاصمة التي فرّ منها أكثر من 1.7 مليون شخص.

ويرى خبراء أن الجانبين المتحاربين يودان توسيع ساحة المعركة. وقالت مجموعة الأزمات الدولية البحثية (أي.سي.جي) إن "قوات الدعم السريع كانت لها اليد العليا في الخرطوم منذ الأيام الأولى للحرب”، ولم يتغير هذا، إذ أن ذلك “يزداد وضوحا".

وأفادت بأن الجيش شن في 15 يوليو هجوما كبيرا في شمال الخرطوم وسوّى أحياء بأكملها بالأرض إثر غارات جوية "لكنه فشل فشلا ذريعا". وأبرم طرفا النزاع هدنات عدة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكنها لم تصمد. كما يحاول كل من الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق أفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

وفي هذا الصدد أكد وزير الخارجية المكلف علي الصادق، بحسب ما نقلت وكالة أنباء السودان (سونا) الجمعة، أن المعلومات التي يتم تداولها بشأن احتمالات التوصل إلى هدنة في مسار مفاوضات جدة هي “معلومات غير دقيقة ولا تعكس واقع الحال”. وتابع، بحسب سونا، “القبول بهدنة أخرى مشروط بالتزام المتمرّدين بإخلاء المرافق العامة والخروج من بيوت المواطنين”.

3