حين تزهر شجرة الحب
ما الذي يحدث حين يقع المرء في الحب أو حين يقع الحب مثل صاعقة مفاجئة؟
تتغير الدنيا من حولنا ويصبح أصفرها ورديا ويباسها نضارة وصمتها سلم موسيقى تتقافز عليه النغمات. فعلا حاجة غريبة.
“الدنيا لها طعم جديد” هذا ما قاله عبدالحليم حافظ لشادية فيما كانا يتجولان على متن الدراجة الهوائية في شوارع القاهرة، يوم كان الناس يشعرون بهناءة العيش وأن هناك ما يمكن العيش من أجله بعيدا عن السياسة.
“أنا حاسس إن دا يوم عيد”، ذلك ما قاله عبدالحليم الذي مثّل في زمانه صورة الشاب الرومانسي العليل بسبب الحب والذي أنهى حياته بالاعتراف بأنه كان دائما موعودا بالغرام. كان عليه دائما أن يقتدي بمعلمه محمد عبدالوهاب الذي غنى “كل ده كان ليه/ لما شفت عينيه”.
وإذا كان علينا أن نذهب إلى أقاصي الاعتراف فلابد أن نستعيد وديع الصافي وهو يقول “عيونك أخذوني ورمينوي/ وعآأخر دنيا ودوني/ ومن آخر دنيا جابوني/ وما بعرف وين ذبحوني” و”حبك نار”.
لكي تكون درجة السخط أعلى ولن يعتب أحد على فريد الأطرش لأنه غنى “ساعة بقرب الحبيب/ أحلى أمل في الحياة”، كان الأطرش أكثر العشاق حزنا. لم يكن الرجل يفرق بين نجاحه وإخفاقه في الحب. ألم يغني “عدت يا يوم مولدي/ عدت با أيها لشقي” غير أنه لم يكن صريحا كما كان وديع الصافي “على رمش عيونها قابلني هوا/ طار عقلي مني وقلبي هوا”.
حين ظهرت نادية لطفي حبيبة لعبدالحليم في فيلم “أبي فوق الشجرة” شعر الكثير من محبي العندليب الأسمر بالإخفاق. فليس من حقه أن يكون عاشقا بطريقة “جانا الهوا جانا”.
لم يكن عماد حمدي وحده الغاضب. كان في إمكانه فقط أن يكون الفتى الذي حلمت به الفتيات المسهدات في غرفهن من غير أن يغلقن كتبهن المدرسية.
“عاشقة وغلبانة والنبي/ عاشقة ومسكينة والنبي”، كما تقول صباح لا كما يقول أحمد شوقي على لسان عبدالوهاب “مولاي وروحي في يده/ قد ضيعها سلمت يده” أهذا هو الحب؟
“أنت أقرب مني ليا/ يا هنايا حتى وأنت بعيد عليا أو معايا” يعتقد الكثيرون أن زمن الحب الكلثومي قد انتهى. وهم على حق إذا ما اعتبروا أن ذلك الزمن يبدأ بـ”هجرتك” وينتهي بـ”يا ظالمني”. ولكن “ولا عمرو بستانو طرح/ غير الهنا وغير الفرح” سنكون هناك كما لم نكن من قبل.
ولن يلوم أحد أحدا على ما تضمنته أحلامه.
