أزمة بطريرك الكلدان تتصاعد في بيوت مسيحيي العراق

بغداد - تأخذ أزمة بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق لويس ساكو منحى تصاعديا يشير إلى أن الأمور قد تأخذ مجرى آخر. وقبل أيام قرر الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد سحب المرسوم الجمهوري لسنة 2013، الخاص بساكو، والذي يمنح وظائف الكاردينال كرئيس للكنيسة الكلدانية وضعا قانونيا. ومن ثم صدور أمر باستدعاء ساكو للمثول أمام القضاء، ما أثار ردود أفعال غاضبة وجدلا في الأوساط العراقية.
ويقول ساكو إن المرسوم يتيح له إدارة أملاك وأوقاف الكنيسة. وقرر السبت مغادرة المقر البطريركي في بغداد والتوجه إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان احتجاجا على سحب المرسوم.
وعلى مدى أشهر اشتدّ الخلاف بين ساكو وريان الكلداني، الخاضع لعقوبات أميركية منذ 2019 وزعيم حركة "بابيلون" المسيحية الممثّلة في البرلمان والحكومة، ومنضوية في الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة موالية لإيران باتت جزءا من القوات الرسمية. ويتبادل ساكو والكلداني اتهامات بمحاولة الاستيلاء على مقدّرات المسيحيين في البلاد التي شهدت عقودا من النزاعات وتعاني الفساد.
◙ المطارنة يحذرون من أن القرار (سحب المرسوم) يتفاقم بنتائجه يوما بعد يوم وقد ينفجر ويشكل خطر نشوب فتنة طائفية لا تحمد عقباها
وقال المتحدث باسم كتلة “بابيلون” النيابية النائب دريد جميل لوكالة شفق نيوز “ساكو شخص له مكانته الدينية ومنتخب من الفاتيكان، ويوجد قانون يستطيع من خلاله إدارة الأوقاف المسؤول عليها، وبالتالي سحب المرسوم ليس له ضرر من الناحية الإدارية للوقف، فهو لن يسلب دور البطريرك في إدارته لأوقاف الكنيسة الكلدانية، وفي الوقت نفسه لن يسلب هيبته ومكانته”.
وعن قرار ساكو بالانسحاب من بغداد، يشير جميل إلى أن "هناك مقرّين للبطريرك في بغداد وأربيل، الأول شتوي والآخر صيفي، بحسب ما يُقال، وبالتالي لن يؤثر سواء كان في بغداد أو أربيل، فهو يستطيع إدارة الأوقاف من أي مكان، ولن ينتج عنه أي ضرر".
ومنذ أشهر، يدور خلاف بين ساكو والكلداني، ويتبادل الاثنان اتهامات بمحاولة الاستيلاء على مقدّرات المسيحيين في البلاد، ويندد الكلداني بدور “سياسي” للكاردينال ساكو، في حين يتهم الأخير الكلداني بمحاولة الاستحواذ على التمثيل المسيحي.
ويحذر المطارنة من أن "هذا القرار (سحب المرسوم) يتفاقم بنتائجه يوما بعد يوم، وقد ينفجر ويشكل خطر نشوب فتنة طائفية لا تحمد عقباها”. وتعدّ الكنيسة الكلدانية من أكبر الكنائس في العراق. وتشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين اليوم لا يتخطى 400 ألف نسمة، من نحو مليون ونصف مليون قبل عقدين، هاجروا بسبب عشرين عاما من الحروب والنزاعات.