تغيّر موقف الإمارات يفتح أمام أردوغان أبواب الخليج

أبوظبي وأنقرة توقعان اتفاقيات بقيمة 50 مليار دولار.
الخميس 2023/07/20
مرحلة جديدة

أبوظبي- لا يكاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصدق نتائج انفتاحه على دول الخليج والصفقات التي نجح في توقيعها خلال الجولة التي قادته إلى السعودية وقطر ثم الإمارات، في وقت يقول فيه متابعون للشأن التركي إنه بفضل تغير الموقف الإماراتي تجاه أردوغان انفتحت أمامه أبواب السعودية والمنطقة ككل.

ويقول المتابعون إن أردوغان وقف على حقيقة مهمة، وهي أن علاقته بدول الخليج كانت ستظل محدودة ويشوبها الحذر، وأن التغيير الحقيقي جاء مع زيارة الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنقرة في نوفمبر 2021. وعكست تلك الزيارة رغبة إماراتية واضحة في تجاوز الإساءات والتأسيس لسياسة “تصفير المشاكل” التي باتت منطقة الشرق الأوسط تسير على هدْيها بهدف تطويق الصراعات وإنشاء علاقات على قاعدة تبادل المصالح، وكان أبرز من استفاد منها أردوغان.

ورغم الدعم الذي قدمته قطر إلى الرئيس التركي خلال الأزمة الخليجية، فإنها لم تصل إلى ما يحتاجه لإنقاذ اقتصاد بلاده المتهالك، لكن بعد الانفتاح على الإمارات وتبادل الزيارات بين قادة البلدين تغير كل شيء واستعاد أردوغان الفرص الكبيرة التي خسرها خلال مرحلة الشعارات والحملات المجانية على الإمارات والسعودية وبقية دول المنطقة.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) الأربعاء أن الشيخ محمد بن زايد وأردوغان وقعا عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بقيمة 50.7 مليار دولار.

وقالت الوكالة إن الجانبين استعرضا مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وتبادلا وجهات النظر بشأنها، مشددين في هذا السياق على أن الحوار والحلول الدبلوماسية هما السبيل الأمثل للتعامل مع مختلف التحديات والأزمات التي تواجهها المنطقة.

وأكد الشيخ محمد بن زايد على العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع البلدين وتتطور بشكل فعّال وحيوي على جميع المستويات، مبْديا ثقته باستمرار تطور هذه العلاقات وازدهارها خلال المرحلة المقبلة.

وقال إن دولة الإمارات تعد تركيا شريكا أساسيا، ولديها توجه إستراتيجي لدفع العلاقات معها إلى مستويات أعلى خاصة في مجالات التجارة والتكنولوجيا والطاقة والأمن الغذائي وغيرها.

وأشار الشيخ محمد بن زايد إلى ارتفاع حجم التجارة غير النفطية خلال العام الماضي بنسبة 40 في المئة، منوها بأن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعها البلدان خلال شهر مارس الماضي ستعزز مسار العلاقات الاقتصادية والاستثمارية ورفع قيمة التجارة إلى أكثر من 40 مليار دولار سنويا في غضون خمس سنوات.

وأضاف أن هناك تحولات إيجابية تشهدها المنطقة، ومن المهم البناء عليها وتشجيعها ودفعها إلى الأمام، معربا عن ترحيب الإمارات بالاتفاق بين جمهورية مصر العربية وتركيا الذي جرى مؤخرا لرفع مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى السفراء. وأكّد أن هذه خطوة مهمة للمنطقة كلها ودولة الإمارات داعم أساسي لأي خطوة تعزز أسباب السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.

ومن جهته أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده سترفع علاقاتها مع دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.

وقال أردوغان في هذا الخصوص “سنرفع علاقاتنا إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية عبر الاتفاقية المشتركة التي سنوقعها”.

وأوضح أنه من خلال آلية المجلس الإستراتيجي التركي – الإماراتي رفيع المستوى سيتم ضمان رفع العلاقات بين الجانبين بانتظام إلى أعلى مستوى.

وأكد رغبة بلاده في تعزيز البنية التحتية القانونية مع الإمارات في عدة مجالات، منها الاستثمار والأمن والطاقة المتجددة والنقل.

◙ أردوغان استفاد من تغيّر الموقف الإماراتي وانفتح أمامه باب السعودية والمنطقة وأبرمت أنقرة اتفاقيات مهمة

وتابع “نجد أنه من المفيد تنظيم منتدى للتجارة والاستثمار في إسطنبول خلال الخريف المقبل لتقديم الاتفاقية (آلية المجلس الإستراتيجي التركي – الإماراتي) إلى عالم الأعمال”.

وقلد الشيخ محمد بن زايد أردوغان “وسام زايد” الذي يعتبر أعلى وسام مدني في الإمارات العربية المتحدة.

وتجول الرئيسان في شوارع العاصمة أبوظبي بالسيارة التركية “توغ” (TOGG).

وتأتي هذه الاتفاقيات كتتويج لمسار الانفتاح بين البلدين الذي بدأ مع زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى أنقرة في نوفمبر 2021.

وفي الشهر الماضي التقى الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد نظيره التركي في إسطنبول بعد وقت قصير من إعادة انتخاب أردوغان رئيسًا لولاية ثالثة عقب دورة انتخابية ثانية في مايو الماضي. كما التقى نائب الرئيس التركي جودت يلماز الشيخ محمد بن زايد خلال زيارة إلى الإمارات في يونيو الماضي.

وفي مارس الماضي وقّعت الإمارات وتركيا اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة تهدف إلى زيادة قيمة التجارة غير النفطية إلى 40 مليار دولار سنويًا في غضون خمسة أعوام. وعام 2021 تمّ تأسيس صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا.

وبلغ إجمالي التجارة غير النفطية بين الإمارات وتركيا ما يقارب 19 مليار دولار عام 2022، بزيادة نسبتها 40 في المئة عن عام 2021 و112 في المئة عن عام 2020، لتصبح تركيا من بين أكبر عشرة شركاء تجاريين لدولة الإمارات، وفق بيانات إماراتية رسمية.

ووصل الرئيس التركي إلى الإمارات آتيًا من قطر حيث التقى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأكد الجانبان خلال محادثات بينهما “على الرغبة الجامحة لدى البلدين في تعميق التعاون الثنائي بينهما من خلال تعزيز التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية”، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء القطرية.

1