شركات مواقع التواصل الاجتماعي تحاصر الدعاية الحوثية

الحكومة اليمنية تطالب بحجب المنصات والصفحات التابعة لجماعة الحوثي.
الخميس 2023/07/20
ماذا عن القنوات التحريضية

صنعاء - أغلقت مواقع التواصل الاجتماعي نحو 24 حساباً وقناة تابعة لميليشيات الحوثي بينها 18 قناة للإعلام الحربي على يوتيوب وصفحة وكالة الأنباء “سبأ” الحوثية، فيما ألغت إدارة شركة تويتر حساب المركز الإعلامي للميليشيات الحوثية للمرة الثالثة على التوالي.

كما طال الحجب والإغلاق قنوات حوثية تبث مقطوعات حماسية تدعو إلى الموت والإرهاب، وأخرى تروج لقتلى الميليشيات وتطلق عليها “فرقة أنصار الله” و”روضة الشهداء” فضلا عن إغلاق قنوات وحدتي الإنتاج الفني والوثائقي التابعة لها.

وذكرت وسائل إعلام حوثية أن عدد المشتركين بالقنوات المغلقة يتجاوز 500 ألف، كما تحتوي القنوات المغلقة على أكثر من 7000 فيديو كان قد بلغ عدد المشاهدات لها أكثر من 90 مليون مشاهدة، مبينة أن إغلاق القنوات على يوتيوب تزامن مع إغلاق حساباتها في فيسبوك وتويتر.

معمر الإرياني: القنوات الحوثية متورطة في أنشطة إرهابية
معمر الإرياني: القنوات الحوثية متورطة في أنشطة إرهابية

وعقب إغلاق حساباتها هاجمت ميليشيات الحوثي إدارات فيسبوك وتويتر ويوتيوب واتهمتها بـ”ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين” وزعمت أنها “تستهدف الأصوات المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل”.

كما هاجم الحوثيون في بيان نشرته ما تسمى وكالة “سبأ” الناطقة باسمهم “شعارات حرية الرأي والتعبير التي ترفعها دول الغرب”، بزعم أنها شعارات “مزيفة”.

ولطالما راوغ الحوثيون في نشر محتواهم لتجنب اكتشاف حملاتهم المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي.

يذكر أنه سبق أن تعرضت الصفحات والحسابات والقنوات الحوثية للإغلاق والحظر والحذف بعد انتهاكها للقواعد على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوقف تويتر في أغسطس 2022 حساب القيادي الحوثي محمد عياش قحيم المعيّن محافظا للحديدة بعد تجاوزه لمعايير النشر بنشره أخبارا مضللة بشأن الأحداث في اليمن.

وفي أبريل من العام نفسه أوقف موقع تويتر حساب المتحدث العسكري باسم ميليشيات الحوثي يحيى سريع بعد أن بلغ عدد متابعيه قرابة 350 ألف شخص.

ومطلع 2021 أغلقت إدارة يوتيوب حسابات قناة “المسيرة” لسان حال الحوثيين وذلك بعد نحو أسبوعين من إعلان واشنطن تصنيف الجماعة منظمة إرهابية قبل أن تتراجع عن ذلك إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وتشير مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنه عادة ما يتخذ هذا القرار عند انتهاك الحسابات لسياسات الاستخدام. ولم تصدر الشركات الثلاث تعليقا رسميًا حول سبب وقف حسابات ميليشيات الحوثي.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن تفاعلاً كبيراً عقب إغلاق منصات الحوثي، حيث أكد الناشطون على أهمية هذه الخطوة في وقف إرهاب الحوثيين إعلامياً، مشددين على ضرورة إيقاف كافة قنواتهم ووسائلهم الإعلامية لما لها من خطورة على السلم العالمي.

ورحب وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني بالخطوة التي اتخذتها كبريات منصات التواصل الاجتماعي العالمية على شبكة الإنترنت، مؤكداً في بيان أن هذه الخطوة جاءت تجاوبا مع طلب الحكومة اليمنية.

وأشار إلى أن تلك القنوات متورطة في أنشطة إرهابية كالتحريض على زعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة، وبث خطاب العنف والكراهية ونشر الأفكار الطائفية المسمومة وإثارة الفتنة والتحريض على القتل والموت والإرهاب وتفخيخ عقول الأجيال القادمة.

وأشاد الإرياني “بهذه الخطوة التي لطالما طالبنا بها مرارا وتكرارا وحذرنا من أن هذه المنصات لا تختلف عن المنصات التي تديرها الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، إذ لا فرق بين ميليشيات الحوثي وجماعات الإرهاب التي تقوم المنصات العالمية بمكافحة صفحاتها كجزء من الحرب العالمية على الإرهاب”.

مطلع 2021 أغلقت إدارة يوتيوب حسابات قناة “المسيرة” لسان حال الحوثيين وذلك بعد نحو أسبوعين من إعلان واشنطن تصنيف الجماعة منظمة إرهابية

وأضاف “لعل ما يثير السخرية هو حديث ميليشيات الحوثي الإرهابية عن هذا الإغلاق باعتباره تعسفا ويكشف زيف شعارات حرية الرأي والتعبير التي ترفعها دول الغرب، وهي من ارتكبت بحق الصحافيين أبشع الجرائم والانتهاكات، وحولت العاصمة التي كانت تحتضن المئات من المؤسسات الصحفية الرسمية والحزبية والأهلية إلى عاصمة متصحّرة وخالية من الصحافيين”.

وجدد المسؤول اليمني مطالبة كافة المنصات الدولية والأقمار الصناعية بحظر القنوات التلفزيونية، والمواقع الإلكترونية والصفحات التابعة لميليشيات الحوثي المدرجة في اليمن وعدد من الدول بقوائم الإرهاب، حيث أصدر مجلس الدفاع الوطني قراره رقم 1 لسنة 2022 بتصنيف ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية.

كما صنفت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب الحوثيين جماعة إرهابية وأدرجتهم ضمن قائمة الكيانات الإرهابية المدرجة على القائمة السوداء العربية لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية.

وصنفتها الإدارة الأميركية السابقة كجماعة إرهابية ووضعتها على لوائح الجماعات الإرهابية العالمية.

وجددت الحكومة اليمنية مطالبتها لكافة شركات الأقمار الصناعية وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي بحظر القنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية وبقية المنصات والصفحات التابعة لميليشيا الحوثي المدرجة في اليمن وعدد من الدول على قوائم الإرهاب، استجابة لمطالب الشعب اليمني وللمساهمة في الحد من انتشار ظاهرة الإرهاب والترويج له.

وتغذي وسائل الإعلام الحوثية حدة الحرب باليمن بخطابها المتطرف وتحريضها المستمر على الكراهية والعنف والتعبئة النفسية.

واستعان الحوثيون بالخبرات الإعلامية التابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في توجيه خطاب موحد ومؤطر وممارسة الحرب النفسية المختلفة وبث أساليب التفتيت المجتمعي وتخريب الفكر اليمني.

وتدير ميليشيات الحوثي أكثر من 50 وسيلة إعلامية بين قنوات فضائية وصحف وإذاعات محلية، إضافة إلى العشرات من المواقع الإلكترونية الإخبارية بجانب قناة “المسيرة” المنضوية ضمن “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإيراني” الذراع الدعائية لطهران.

5