إسرائيل تحذر حزب الله من المغامرة على الحدود

تل أبيب - يرى مسؤولون إسرائيليون أن عدم الاستقرار السياسي في لبنان قد يدفع الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله إلى صرف انتباه الرأي العام إلى نزاع مع إسرائيل.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني أن المسؤولين نقلوا تحذيرا إلى الحزب المدعوم من إيران الأحد، بأن استفزازاته على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية يمكن أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية، مضيفين أن زعيم الحزب نصرالله قد يعتقد أنه بمنأى عن أي خطر.
وقال المسؤولون الإسرائيليون الذين لم تكشف الصحيفة عن هوياتهم، إن أفعال حزب الله حتى الآن ليست بالخطورة التي كانت عليها في السنوات الماضية، عندما جرى إطلاق صواريخ على فترات على إسرائيل، والقيام بشكل منتظم بمحاولات اختطاف جنود إسرائيليين على الحدود.
عدم الاستقرار السياسي في لبنان قد يدفع حسن نصرالله إلى صرف انتباه الرأي العام إلى نزاع مع إسرائيل
ويرى محلل الشؤون العسكرية في موقع “والاه” الإسرائيلي أمير بوحبوط أن خطأً واحداً على الحدود من أحد الطرفين يُفسّر بشكل خاطئ من الطرف الآخر، قد يقود إلى حرب بين إسرائيل وحزب الله.
وقال إنه بعد مرور 17 عاماً على حرب لبنان الثانية لا يزال الجيش الإسرائيلي يدير حملة علنية وسرية ضد الحزب بشأن موقع الخط الحدودي.
ويقوم يومياً بقيادة قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين بعمليات هندسية واسعة لإقامة عائق حدودي متطوّر.
وأضاف بوحبوط أن الجيش الإسرائيلي “يستعد لاحتمال فشل الجهود الدبلوماسية لإزالة الخيام، ويتجهز لتوجيه رد عسكري لإزالتها، والتي لا تشكّل تهديداً في هذه المرحلة، لكنها أحرجت حكومة وجيش إسرائيل لأن وسائل إعلام لبنانية هي التي كشفت الأمر”.
وخلص بوحبوط إلى أن “حجم النيران التي سيطلقها حزب الله باتجاه الجبهة الإسرائيلية (في حال نشوب مواجهة) لن يترك خياراً للمستوى السياسي سوى إصدار الأوامر من اليوم الأول لإرسال قوات برية من الجيش النظامي وجيش الاحتياط إلى داخل لبنان من أجل السيطرة على مواقع إطلاق الصواريخ الكثيرة”.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قد دعا إلى تحرك إسرائيلي ضد حزب الله. وقال “يجب الرد في كل مكان، لا يمكننا السكوت على الاستفزازات وخرق الحدود وعبور الخطوط الحمراء، لا في غزة ولا على الحدود الشمالية”، في إشارة إلى الحدود اللبنانية.
وفي 21 يونيو الماضي أفادت بعض التقارير بأن عناصر مسلحة من حزب الله نصبت خيمتين على “الأراضي الإسرائيلية”. وامتنع “جيش الدفاع الإسرائيلي” في البداية عن الإعلان عن هذا الانتهاك من أجل منح حزب الله فرصة “للتراجع” بهدوء. كما استخدم المسؤولون الإسرائيليون القنوات السياسية مع الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة لتوضيح أنه سيتم إزالة الخيمتين بالقوة إذا لم يتم إخلاؤهما، بينما أكدوا أن إسرائيل لا تريد الحرب وستسمح بأن تأخذ الدبلوماسية مجراها.
وفي لبنان حذّرت صحيفة “الأخبار” التابعة لحزب الله من أن “أي عمل إسرائيلي لإزالة الخيمتين سيؤدي إلى اندلاع حرب”.
وأعلن المسؤولون اللبنانيون مراراً احترامهم لـ”الخط الأزرق”، أي الحدود التي حددتها الأمم المتحدة في يونيو عام 2000 بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان. لكن بيروت تؤكد أيضاً السيادة على “مزارع شبعا”، وهي منطقة تقع جنوب الخط الذي استولت عليه إسرائيل من سوريا في عام 1967.
وعلاوةً على ذلك، يمر الخط في قرية الغجر التي يسكنها علويون إسرائيليون، تاركاً الجزء الشمالي من المجتمع على الجانب اللبناني من الحدود.
وقد استغل حزب الله هذين الخلافين لتعزيز الروح التي يتبعها لـ”مقاومة الاحتلال” وخلق ذريعة لمواصلة الهجمات هناك.
ومع أن إسرائيل تُقدّر أن حزب الله ليس مهتماً ببدء حربٍ في الوقت الحالي، إلّا أن كبار المسؤولين في الجيش حذّروا مؤخراً من ازدياد ميل الجماعة إلى التحديات التي قد تؤدي إلى حدوث تصعيد غير مقصود. وعلى سبيل المثال، القصف في مارس بالقرب من مجيدو، وإطلاق الصواريخ في أبريل من قبل خلايا حماس في جنوب لبنان.
ويقول مراقبون إن حزب الله اعتبر التقدم المطّرد الذي يحرزه الجيش الإسرائيلي في بناء الجدار على الجانب الإسرائيلي من “الخط الأزرق” يشكل ذريعة مناسبة من أجل “الدفاع عن سيادة لبنان”، وهو ما يصرف انتباه الشعب اللبناني عن المسؤولية التي يتحملها الحزب في انهيار البلاد.