انقسام لبناني على تويتر حول مغادرة وزير حفل السفارة الفرنسية

بيروت - انقسم اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي حول مغادرة وزير الأشغال اللبناني حفلا في السفارة الفرنسية في بيروت بسبب تدابير أمنية اعتبرها خرقا للسيادة الوطنية.
وكانت السفارة الفرنسية في بيروت قد أحيت حفلا في قصر الصنوبر، المقر الرسمي للسفير الفرنسي في لبنان، وذلك احتفالا بذكرى اليوم الوطني الفرنسي.
وشهد الحفل حضور عدد كبير من النواب والوزراء وقضاة وضباط وممثلين عن الرؤساء.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن وزير الأشغال علي حمية، المحسوب على حزب الله، رفض المرور بماكينات الفحص الأمنية قبيل الدخول إلى السفارة الفرنسية، معتبرا المرور “إهانة دبلوماسية”. ولذلك غادر الحفل معتبرا ما حصل خرقا للسيادة اللبنانية.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة مع الموضوع. وكان هاشتاغ السفارة الفرنسية، والوزير السيادي من بين أكثر الهاشتاغات تداولا في لبنان.
وكما في كل المواضيع انقسمت آراء حول ما جرى في حفل السفارة، وحضرت الاختلافات السياسية بحسب تبعية المغردين الموالين لتيار الوزير أو الموالين للتيار المعارض.
وانبرى الكثيرون من أنصار حزب الله الذي ينتمي له الوزير، للدفاع عنه والإشادة بتصرفه “السيادي” واعتبروا أن حمية بتصرفه “احترم نفسه وبلده” لأنه من غير المعقول حسب قولهم أن يخضع “وزير في بلده لإجراءات تفتيشية من جهة أجنبية”. وقالت مغردة:
MonaTahini@
الوزير #علي_حمية غادر حفل السفارة الفرنسية في ذكرى اليوم الوطني الفرنسي عندما وجد أن هناك ماكينات للفحص الأمني يمرّ عبرها المدعوون…
الاحترام والسيادة بالصغيرة قبل الكبيرة… ما بيتجزّأوا!
وهاجم نفس التيار كل المسؤولين والضيوف الذين حضروا الحفل متخلين عن “السيادة والكرامة”، وكتب أحدهم:
RamziNoureddin1@
كل من دخل حفل السفارة الفرنسية في بيروت من وزراء ونوّاب ومسؤولين وخضع للتفتيش الذي فرضه أمن السفارة عليهم هم بلا شرف ولا كرامة، علما أنّنا نعلم ذلك ولا نرى في ذلك إلّا الأعظم القادم عليهم. لكن نحن كمواطنين نعتبر ذلك إهانة واحتقارا لنا وللبنان كوطن مستقّل.
وأشاد آخر بالضيوف الذين غادروا الحفل بعد أن اتضحت الرؤية وسط الجدال:
kamal_hamze@
تبين الآن بعد انتهاء الحفل في السفارة الفرنسية أن الوزير علي حمية ليس وحده الذي لم يمر في هذا الممر الآمني وعاد هناك ضباط كبار وهناك ضيوف شرف كانوا رفضوا أن يمروا عبر هذا المعبر وعادوا، لأنهم يعتبرون أنفسهم ضيوفا والضيف لا يهان بهذه الطريقة (الكرامة أغلى من حفل السفارة).
وتساءل البعض عن الموقف في حال تم عكس المشهد، “هل يجرؤ السفير اللبناني في باريس أن يفتش وزراء الحكومة الفرنسية في مبنى السفارة اللبنانية هناك، بمناسبة عيد الاستقلال اللبناني؟”.
ورأى مغردون أنه وبالرغم من أن السفارة تعتبر أرضا تابعة لبلادها، إلا أن تصرفها لم يحترم أصول التعامل الدبلوماسي.
واعتبر البعض أنه كان على “السفارة الفرنسية أن تضع أسامي الوزراء والنواب وغيرهم من الشخصيات الرسمية على الباب مسبقا وفقا للأصول كي لا يخضعوا للتفتيش”.
من ناحية أخرى انتقد كثيرون تصرف الوزير اللبناني ووصفوه بـ”التصرف الشعبوي”. واعتبر البعض أن “حمية لم يكن موفقا في اعتراضه على التدبير الأمني في السفارة الفرنسية. لأنه كان على أرض فرنسية.. وللسفارة حرية اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة لأمنها”.
وكتب ناشط:
barghouth8@
السفارة الفرنسية أرض فرنسية وعليه احترام القوانين كيف يكون #الوزير_السيادي؟
وسخر آخرون من ازدواجية المعايير لدى المسؤولين اللبنانيين الذين يغضون النظر عن التدخل الخارجي في بلادهم، ويتخذون مواقف استعراضية بحجة السياسة في المناسبات الرسمية، وجاء في تغريدة:
moetohme92@
من فترة مش بعيدة قامت قيامة “السياديين” بلبنان بسبب وضع جويس عقيقي منديل داخل السفارة الإيرانية، هنّي ذاتن اليوم عم يتمسخروا على رفض الوزير علي حمية للإذلال في حفل السفارة الفرنسية، يا أمة ضحكت من إزدواجيتها الأمم.
وقال مغرد:
elcap00000@
مع ترحيبي بإعادة انطلاق الحوار بدون شروط مسبقة ومع تقديري للموقف المشرّف بالانسحاب من حفل السفارة الفرنسية، بس يلي باع نصف البلد للفرنساوي يخفف عراضات.
وكتب ناشط:
badishehadeh1@
الوزير السيادي معين من الحزب المسلّح الإيراني السيادي.
ورأى البعض أن حمل الوزير اللبناني للجنسية الفرنسية “زاد الطين بلة” لأنه بتصرفه لم يحترم بلده الثاني أيضا.
واعتبر مغردون آخرون أن “الأمن بات يشكل هاجسا لجميع السفارات في العالم لذا لا يمكن العتب على السفارة الفرنسية إذا اتخذت تدابير احتياطية”.
من جهة أخرى أشار ناشطون إلى أن الحوادث العديدة التي تنم عن جهل دبلوماسي لدى بعض المسؤولين تسببت باحتقار المجتمع الدولي للمسؤولين اللبنانيين.