قوالب ثلج فوق القبور لتبريد الموتى تثير ضجة في العراق

بغداد - أثارت صور ومقاطع فيديو تظهر وضع قوالب ثلج كبيرة على عدد من القبور في مقبرة بالعراق “بهدف تبريد الموتى من حر الصيف”، سخرية وجدلا واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعرب معلقون عن استيائهم من الترويج لأمور دخيلة لا تمتّ إلى الدين الإسلامي بصلة.
وتساءل بعض المغردين عن السبب الذي دفع أحدهم إلى وضع الثلج على قبور الأموات، وعمّا إذا كان بالفعل يؤمن بأن الميت قد يشعر بحر الصيف وأن قوالب الثلج ستلطف الأجواء عليه.
وأشار الناشطون إلى أن هذه الظاهرة منتشرة حاليا في العراق، حيث يزعم القائمون على مثل هذه الخطوة بأنها من أجل تخفيف حرارة الشمس المرتفعة عن الموتى.
في المقابل، لم يتمكن عدد من المغردين من إخفاء غضبهم واستيائهم من الترويج لـ”بِدع”، وكان من باب أولى إخراج الصدقة على أرواح الأموات من خلال توزيع المياه على المارة في ظل الأجواء الحارة،
وكتب مغرد:
zaeem16064429@
ظاهرة جديدة في #العراق وهي وضع قوالب ثلج فوق القبور للتبريد على الميت من حر الصيف!
وعلق الباحث أيمن الحنيطي:
قمة التخلف بعد أن كان العراق منارة علم للعالم أجمع، لا حول ولا قوة إلا بالله.
وكتبت مغردة:
linaassil_assil@
ظاهرة جديدة في العراق وهي وضع قوالب ثلج فوق القبور لتبريد الميت من حر الصيف، يا متخلف تره الميت ما يبرده بس أعماله الطيبة وإذا كانت سيئة حتى لو تحطه بالقطب الشمالي هم يشووه شوي.
وسخر حساب:
aymanworidat@
يا بوي قالب واحد ما يكفي، غير الحر تراني بجهنم.. قوم يا معود وتعاهد مع مصعب الثلج. ظاهرة جديدة في العراق وهي وضع قوالب ثلج فوق القبور للتبريد على الميت من حر الصيف! اللهم إنا نبرأ إليك من التخلف والجهل.
وقال ناشط:
yam_2_yam@
لنحمد الله ولا نشمت على نعمة الدين الصحيح ونعمة العقل ونعمة التدبر والتفكر ونعمة معرفة الحق ونعمة التمييز ونعمة العلم!
شيء مؤلم إن يتمكن معمّمو الفُرس من غسل عقول بشر وتحويلها إلى هذه الدرجة من الجهل والتبعية.
ولجأ عدد آخر من المغردين إلى السخرية، حيث قال أحدهم “لو دافنين معهم مكيف بيكون أفضل”.
وقال آخر “كان فكرتو تعطونهم أكسجين بدل الكتمه داخل”.
وأشار معلقون إلى وجود استثمار ما وراء انتشار هذه الظاهرة، حيث أعرب الكثير من المغردين عن أن هذه الفكرة التي تعتبر من خارج الصندوق ربما يكون القائم عليها أحد المصانع التي تصنع هذه القوالب الثلجية.
وتشهد مدن عراقية عدة ارتفاعاً كبيراً في تكاليف دفن الموتى تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من ألفي دولار، وتشمل حجز مساحة القبر والدفن يتحملها ذوو الميت، وذلك بعد اكتظاظ المقابر القديمة وضعف استجابة الحكومة في فتح مقابر جديدة، إذ يشهد العراق ما معدله ثلاث مقابر جديدة كل عام منذ بداية موجة العنف في البلاد عقب الغزو الأميركي – البريطاني للبلاد عام 2003.
وسبق أن أثار تسريب وثيقة رسمية على مواقع محلية عراقية تتحدث عن طرح مشروع استثماري لإنشاء مقبرة جديدة في محافظة النجف في العراق استياءً شعبياً واسعاً لدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنها متاجرة بالأموات.
شباب وناشطون وجدوا في خبر طرح المقابر للاستثمار مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بتسجيل مقاطع فيديو ساخرة داخل القبور
وبحسب وثيقة رسمية صادرة عن محافظ النجف موجهة إلى البرلمان العراقي، طالب فيها بإحالة مشروع مقبرة النجف التي تعد الأكبر في البلاد إلى الاستثمار، ما تسبب بموجة غضب واستنكار واسعة بين المواطنين.
وعلق الناشط مؤيد جبير ساخراً على صفحته في فيسبوك، قائلا “مستثمر خاص بمقبرة النجف يقدم المخطط الكامل لإنجاز مقبرة النجف الجديدة بسعر 3 ملايين دينار عراقي فقط (250.953 دولارا أميركيا)، سياحي، تدفئة وتبريد وإنترنت 24 ساعة”.
وأضاف جبير متهكماً “يشمل العرض الاتفاق مع علي العمية (أشهر دفان عراقي)، أنهم لا يخيفون المرحوم ويمكن أن يدخلوا عليه بأغنية ‘طباخين النومي’ للترفيه وتبديد الوحشة، لدينا قبور ركن على أربع شوارع تصلح للاستثمار”.
فيما وجد شباب وناشطون في خبر طرح المقابر للاستثمار مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بتسجيل مقاطع فيديو ساخرة داخل القبور.
ونشر الفنان محمد الشامي على حسابه الرسمي تسجيلاً لشاب أمسك بيده بوقاً ووقف على أحد القبور وبدأ يدق ويصيح في الموتى “لقد قامت الساعة يا عباد الله، قوموا يا عباد الله”.
وقال الشامي “يقلك قامت الساعة في مقبرة النجف بعد ما صار سعر القبر 3 ملايين دينار عراقي، اللي عنده ميت يروح يشوف ماذا حل به”.
وانتقد مواطنون هذا المشروع الذي اعتبروه معيباً بحق الأحياء والأموات واستخفافاً بحق الناس في الحصول على مكان للدفن وتنكيلاً بالأحياء وتحميلهم أعباء مالية كبيرة لدفن موتاهم.