إسرائيل تحذر حزب الله من المساس بالسياج الحدودي

الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يستفز تل أبيب لعدم إزالتها الخيم التي نصبها في مزارع شبعا، ويتوعد باستعادة الأراضي المحتلة في بلدة الغجر.
الخميس 2023/07/13
نصرالله يسعى لجر لبنان إلى الحرب

القدس – وجهت إسرائيل، مساء الأربعاء، رسالة إلى "حزب الله" اللبناني، مفادها أنها لا تريد تصعيدا، لكنها لن تسمح بالمساس بالسياج الحدودي أو عبوره، وفقا لقناة "كان" العبرية الرسمية، وهو ما يشير إلى أن تل أبيب لن تقف مكتوفة الأيدي على استفزازات الحزب الذي يسعى إلى جرّ الجيش الإسرائيلي إلى الحرب، في محاولة لاستعادة ثقة مناصريه.

وجاءت رسالة التحذير الإسرائيلية بعد بضع ساعات من انفجار استهدف عناصر من حزب الله أصيب ثلاثة منهم بجروح أثناء محاولتهم خرق السياج الحدودي الشائك في جنوب لبنان.

وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل، وهما رسمياً في حالة حرب، بين الحين والآخر توترات خصوصاً بين حزب الله والجيش الإسرائيلي اللذين خاضا آخر حرب واسعة بينهما في يوليو العام 2006.

ويُصادف الأربعاء الذكرى السابعة عشرة لنشوب الحرب التي استمرت 33 يوماً وقتل خلالها 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 إسرائيلياً معظمهم جنود.

وبحسب قناة "كان" "بعد يوم متوتر على الحدود الشمالية، وجهت إسرائيل رسالة إلى حزب الله مساء الأربعاء مفادها "لا نريد تصعيدًا، لكننا لن نسمح بإلحاق الضرر بالسياج أو عبوره".

ولم توضح القناة الوسيط الذي نقلت من خلاله إسرائيل رسالتها لـ "حزب الله"، لكنها قالت إن الوسيط الأميركي عاموس هوكستين الذي قاد جهودا تمخضت عن توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في أكتوبر 2022 "يعمل مرة أخرى بين إسرائيل ولبنان - هذه المرة في موضوع الحدود البرية".

وأضافت "كان" "بحسب التقديرات، في الحادث الذي حاول فيه عناصر حزب الله ضرب السياج، تقرر (من قِبل إسرائيل) استخدام أسلحة غير فتاكة من أجل عدم تفاقم الوضع".

وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، قال "يوآف غالانت" وزير الدفاع الإسرائيلي الذي غادر لزيارة أذربيجان "ردعنا نشطاء تابعين لحزب الله على الحدود مع لبنان بوسائل غير قاتلة".

والأربعاء، ألقى الجيش الإسرائيلي قنبلة تجاه عدد من الأشخاص قال إنهم حاولوا المساس بالسياج الحدودي مع لبنان، وسط حديث في الإعلام اللبناني عن تسجيل 3 إصابات.

وخلال كلمة لمناسبة ذكرى حرب 2006، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء الأربعاء أن "حادثة اليوم قيد التحقيق"، على أن "يُبنى على الشيء مقتضاه" بعد ذلك.

وبدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن "عددا من المشتبه بهم اقتربوا من السياج الأمني الشمالي وحاولوا تخريبه في المنطقة"، مشيراً إلى أن قواته "رصدت المشتبه بهم واستخدمت وسائل لإبعادهم".

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه لم يتمكن من تحديد هوية "المشتبه بهم".

وأعلنت اليونيفيل أنها تتابع التقارير الواردة من المنطقة الحدودية. واعتبرت في بيان إن "الوضع دقيق للغاية"، مضيفة "نحث الجميع على وقف أي تحرك قد يؤدي إلى تصعيد من أي نوع".

وأتى حادث الأربعاء بعد أقل من أسبوع على إطلاق الجيش الإسرائيلي قذائف عدة باتجاه الأراضي اللبناني رداً على صاروخ مضاد للدبابات قال إنه أطلق من لبنان وانفجر في بلدة الغجر التي يطالب لبنان باستعادة الجزء الشمالي منها.

وأنهت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية بناء سياج حول بلدة الغجر، ما اعتبرته وزارة الخارجية اللبنانية "محاولة لضمها من قبل الاحتلال الإسرائيلي".

وكان حزب الله أصدر بياناً ندد فيه باقدام القوات الإسرائيلية على انشاء سياج شائك وجدارٍ اسمنتي حول البلدة.

وقال نصرالله الأربعاء "هذا الموضوع لا يجوز السكوت عنه"، مشدداً على أنه "بالتعاون بين الدولة والمقاومة واسناد من الشعب والقوى السياسية نستطيع أن نستعيد أرضنا المحتلة في بلدة الغجر".

وأوضح "كل واحد يقوم بدوره ومسؤوليته بالطريقة المناسبة"، مضيفاً "هذه الأرض لن تُترك للإسرائيلي".

وبعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان العام 2000، وضع خط وقف اطلاق النار، الذي رسمته الأمم المتحدة ويعرف بالخط الأزرق وحيث تقع 13 نقطة متنازع عليها، الجزء الشمالي من البلدة في لبنان والجزء الجنوبي في الجولان السوري المحتل.

لكن في حرب 2006، أعادت الأخيرة احتلال الجزء الشمالي من البلدة، ويطالب لبنان منذ ذلك الحين باستعادته.

ويطالب لبنان أيضاً باستعادة مناطق حدودية من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

وقبل أسابيع، نصب حزب الله خيمتين في مزارع شبعا، إحداهما على الجانب المحتل من قبل إسرائيل.

وقال نصرالله "وضعنا خيمتنا على أرض لبنانية"، مضيفاً "الإسرائيلي لم يجرؤ على القيام بخطوة ميدانية تجاه الخيمة لأنه ببساطة يعرف أن هذا الأمر لا يُسكت عليه".

وقبل أكثر من أسبوعين، أعلن حزب الله إسقاط مسيّرة إسرائيلية بعد اختراقها الحدود الجنوبية.

وعادة ما تخرق الطائرات الحربية والمسيرات الإسرائيلية الأجواء اللبنانية، كما يرسل حزب الله بين الحين والآخر بدوره مسيرات باتجاه الجانب الآخر من الحدود.

ويعدّ حزب الله لاعباً رئيسياً على الساحة السياسية في لبنان، ويمتلك ترسانة أسلحة ضخمة تتضمن صواريخ دقيقة طالما حذرت إسرائيل منها.