المرأة والتراث الإماراتيان حاضران بقوة في موسم طانطان المغربي

مضمار الشيخ زايد في طانطان أحدث نقلة نوعية في رياضة الهجن.
الأربعاء 2023/07/12
المرأة تحافظ على الثقافة والهوية الإماراتية

مثلت المرأة والتراث البحري وتراث الإبل أبرز وجوه المشاركة الإماراتية المتواصلة إلى غاية الثاني عشر من يوليو الجاري في الدورة السادسة عشرة من موسم طانطان الثقافي في المغرب، وهي المشاركة السابعة للإمارات في هذه التظاهرة التي تعتبر أبرز الفعاليات التي تعنى بتراث الصحراء وثقافاتها المتنوعة.

طانطان (المغرب) – تشارك المرأة الإماراتية في الدورة الـ16 من موسم طانطان الثقافي والتراثي بالمملكة المغربية الذي تصنفه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” ضمن روائع التراث الشفهي غير المادي للبشرية، ويحتفي بالثقافة البدوية وفراسة أهلها عن طريق صون مختلف أبعاد الحياة اليومية كوسيلة للتنمية المستدامة.

ويقدم الاتحاد النسائي العام عددا من الأنشطة والعروض التراثية ضمن مشاركته في جناح دولة الإمارات بساحة السلم والتسامح في مدينة طانطان جنوب غرب المغرب.

المرأة والتراث البحري

المشاركة في موسم طانطان تسهم في إيصال رسالة الإمارات الحضارية والإنسانية إلى العالم وتسليط الضوء على تراثها

تتضمن مشاركة الاتحاد النسائي ركنا خاصا حول زينة المرأة الإماراتية وعروضا حية لعدد من الحرف التقليدية مثل “الغزل” و”السدو”. ويعرف الركن بأنواع أخرى مثل “الميزع” وصناعة “التلي” وغيرها من أنواع الحرف اليدوية التقليدية الإماراتية.

ويقدم الركن كذلك عددا من المعروضات وأمثلة من التراث الإماراتي الأصيل بشأن كل ما يتعلق بزينة المرأة الإماراتية ولباسها وحليها وطرق تزيين العروس والحناء وغيرها.

واستقطبت معروضات الركن التراثية زوار موسم طانطان، لاسيما النساء، للاطلاع على لباس المرأة التراثي في الإمارات.

وعلى صعيد متصل يعرض جناح الإمارات في موسم طانطان مأكولات شعبية من المطبخ الإماراتي لإطلاع الزوار من المغاربة على المميزات التراثية التي تعكس أوجه الثقافة والهوية الإماراتية العريقة، وتسلط الضوء على دور المرأة في صون العادات والتقاليد.

ويستقطب تراث أبوظبي البحري في جناح دولة الإمارات بموسم طانطان، أعدادا كبيرة من الزوار للتعرف على كنوز التراث البحري الإماراتي والحياة البحرية التي تعد جزءا أصيلا من التراث الإماراتي والخليجي.

صص

ويروي خبيرا التراث البحري محمد صابر المزروعي وحثبور محمد كداس الرميثي، للزوار حكايات من التاريخ البحري الإماراتي وما يحمله من عادات وتقاليد تتغنى بتراث الآباء والأجداد، وما يرتبط به من أدوات وصناعات متنوعة.

ويسلط الركن البحري الضوء على صناعة السفن التراثية التي ارتبطت بصيد الأسماك والغوص لاستخراج اللؤلؤ والتجارة والنقل وغيرها.

ويقدم خبراء التراث شرحا حول العديد من المهن والصناعات المرتبطة بالبحر ومن أبرزها صناعة القراير والفطام وفلق المحار لاستخراج اللؤلؤ، وصناعة الليخ والديين والشوش والطراقة وأدوات الغوص وغيرها.

وتسهم المشاركة في موسم طانطان في إيصال رسالة الإمارات الحضارية والإنسانية إلى العالم وتسليط الضوء على تراثها الغني والمتنوع في مجالات الممارسات المستدامة، والتعريف بالموروث الثقافي الإماراتي بجميع مكوناته الغنية في سياق ترسيخ قيم عام الاستدامة.

وتعد المشاركة فرصة للتعريف بجهود الإمارات في تسجيل عناصر التراث المعنوي وانسجام القيم والتقاليد والعادات وفي مقدمتها التراث الصحراوي المشترك بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها للأجيال القادمة، وذلك من خلال جناح تشرف عليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي بالتعاون مع عدد من المؤسسات الوطنية المعنية بالتراث.

مضمار الشيخ زايد

دعم إحدى أهم الرياضات التراثية
دعم إحدى أهم الرياضات التراثية

خارد الجناح الإماراتي في موسم طانطان يشكل مضمار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن الذي دشنته دولة الإمارات في إقليم طانطان عام 2017 أيقونة تراثية تعزز الحضور المغربي في سباقات الهجن.

وأسهم إنشاء هذا المضمار في دعم فئة مربي الإبل في الأقاليم الصحراوية بالمملكة المغربية، كما خلق حراكا اقتصاديا في هذا القطاع.

وجاءت مبادرة دولة الإمارات بالإعلان عن مشروع إنشاء المضمار في عام 2016 فيما تم تدشينه في مايو 2017 ليصبح الأول من نوعه على مستوى قارة أفريقيا، وذلك تجسيدا لعمق العلاقات الأخوية الإماراتية المغربية، ولدعم إحدى أهم الرياضات التراثية التي تتميز بها دولة الإمارات، خاصة وأن رياضة الهجن تشهد تطورا كبيرا على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

ويبلغ طول مضمار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن نحو 4 كيلومترات، وتم تجهيزه بكافة الوسائل الحديثة وفق أعلى المعايير العالمية، كما يتضمن مقصورة رئيسة للوفود الرسمية وكبار الشخصيات ومدرجات للجمهور تتسع لنحو 1000 شخص.

وأكد عمر برديجي، رئيس الاتحاد العام لسباقات الهجن في المملكة المغربية، في تصريحات له أن تدشين الإمارات لمضمار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن في إقليم طانطان على هامش مشاركتها في موسم طانطان الثقافي عام 2017، أدى إلى إحداث نقلة نوعية في رياضة الهجن بالمناطق الصحراوية المغربية، كما كان لهذه المبادرة مردود اقتصادي كبير على مربي الإبل في الأقاليم الجنوبية.

وقال إن المضمار منذ تدشينه عام 2017، يشهد سنويا نحو 6 سباقات للهجن، ويحرص على المشاركة فيها جميع مربي الإبل في المغرب بالإضافة إلى السباق الرئيسي الذي يتم تنظيمه ضمن فعاليات موسم طانطان، كما يتم تنظيم العديد من الفعاليات التي تستقطب أعدادا كبيرة من أهالي الجنوب.

يي

وأضاف أن مضمار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن في طانطان يشكل إحدى العلامات البارزة للعلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين دولة الإمارات والمملكة المغربية وشعبي البلدين الشقيقين، مشيرا إلى أن تواجد دولة الإمارات العام الجاري في موسم طانطان للدورة السابعة على التوالي عزز من نجاح هذه التظاهرة الثقافية والتراثية الفريدة.

وأكد محمد بن عاضد المهيري مدير سباقات الهجن التراثية في موسم طانطان الثقافي أن مضمار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن بإقليم طانطان يحتضن منذ إنشائه 6 سباقات تمهيدية للهجن سنويا، بالإضافة إلى السباق الختامي.

وقال إنه تزامنا مع إنشاء هذا المضمار، تم بالتعاون مع المؤسسات المعنية في المغرب تأسيس اتحاد المغرب لسباقات الهجن الذي يضم أعضاء من الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن تواجده أثمر وجود اهتمام كبير بسباقات الهجن في المملكة، كما جسد مدى التقارب في المورث الثقافي والتراثي بين دولة الإمارات والمملكة المغربية.

وأضاف أن تدشين المضمار جاء في إطار العلاقات التاريخية والأخوية المميزة بين البلدين الشقيقين وضمن الجهود المشتركة للحفاظ على التقاليد العربية الأصيلة وصون الموروث المشترك وتطوير سباقات الهجن.

وتعكس سباقات الهجن في موسم طانطان الجهود المشتركة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية، للحفاظ على التقاليد العربية الأصيلة، وصون الموروث المشترك، وذلك بهدف دعم الموروث الثقافي للبدو الرحل وتشجيع ملاك الإبل في المغرب على اقتناء سلالات الإبل الأصيلة، وتوسيع ممارسة الرياضات التراثية واستدامتها بشكل عام، ورياضة سباقات الهجن على وجه الخصوص باعتبارها رياضة عربية أصيلة وعريقة تتناقل من جيل إلى جيل.

12