مهرجان مسرح الرحالة ينطلق محتفيا بالمصري عبدالرحمن عرنوس

عمّان - تشتمل الدورة الثانية من مهرجان الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة الذي يقام بعمّان خلال الفترة الممتدة من العاشر وحتى السادس عشر من يوليو الجاري على 12 عملًا مسرحيًّا من دول عربية وأجنبية.
وتشارك في التظاهرة التي تحمل اسم الفنان المصري الراحل عبدالرحمن عرنوس، مسرحيات: “فرجة عرنوسية”، “الطوافة”، “طبلة” و”واق الواق” (من الأردن)، و”كلارينيت” و”2077 من يريد البقاء” (فلسطين)، و”بأم عيني 1948” (الإمارات)، و”عفوًا أرسطو دعني أجرب” (مصر)، و”الخيش والخياشة” (الجزائر)، و”الخضراء” و”محفل الدمى” (تونس)، و”يوميات مجنون” (صربيا).
ويشهد المهرجان الذي تقيمه فرقة مسرح الرحالة بالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين وأمانة عمان الكبرى ومهرجان جرش للثقافة والفنون، تكريم المخرج والكاتب المسرحي عبداللطيف شما، والفنانة قمر الصفدي، والفنان محمد العبادي، والفنان حابس حسين، والمخرجة مجد القصص، والكاتب المسرحي مفلح العدوان.
وعبدالرحمن عرنوس المولود بالإسكندرية (مصر) عام 1934 هو مؤلف ومخرج مسرحي على مدار نحو خمسين عاما، أنتج خلالها ما يزيد على مئتي أغنية وطنية والعشرات من التجارب المسرحية نذكر منها “مسرح المقهى” و”مسرح العربة” و”مسرح الشارع”.
الفنان خريج أكاديمية الفنون القاهرة عام 1965. عمل في الأكاديمية مدرسا من 1965 إلى 1983، ثم بدأ عمله في دائرة الفنون الجميلة بجامعة اليرموك (الأردن) وأنشأ فيها مختبر اليرموك المسرحي مؤسس فرقة شباب البحر الجامعية التي طافت بعروضها معظم المدن المصرية وقدمت عروضا صامتة عن التراث العربي.
وهو أول من قدم مسرح السيارة في مصر في العام 1973، واستحدث مسرح الصيادين على شواطئ بحيرة المنزلة بمدينة المطرية – الدقهلية، وقدم عروضا في حديقة دار الأدباء. كما قدم أيضا مسرح الفنان وسط جمهور مقهى أسترا بالقاهرة. وهو أول من قدم المونودراما في مصر، واستحدث ما يسمى مسرح المناقشة. وأعد وألف مجموعة من الأعمال المسرحية منها: “رحمة”، “طيران فوق عش الوقواق المرح” و”شاطئ الزيتون”.
اشتهر عرنوس بتقديم الأدوار الصعبة على المسرح والتلفزيون، فقد مثل دور الصعلوك في مسرحية “زيارة السيدة العجوز” ودور الأخرس في المسلسل الشهير “أغراب” ودور الميكانيكي في “الناس والفلوس” ودور وحشي قاتل حمزة في مسلسل “آية وقصة” ودور الجنرال كليبير في مسرحية “حياتي والزمن”.
وفي سياق الاحتفاء بهذه القامة المسرحية، تُعقَد ضمن فعاليات مهرجان الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة ندوة فكرية بعنوان “رحلة عبدالرحمن عرنوس المسرحية والإنسانية”، يشارك فيها: مفيد الحوامدة وعبدالحميد حمام ومخلد الزيودي وغنام غنام وفراس الريموني وعلي عليان وحكيم حرب من الأردن، وعبدالكريم برشيد من المغرب، وعصام السيد ومحمد الروبي وهند سلامة وعمرو قابيل من مصر، وجهاد سعد من سوريا، ورياض موسى السكران وبشار عليوي من العراق، ومحمد المديوني من تونس، وسامح حجازي من فلسطين، وحبيب غلوم من الإمارات، وعبيدو باشا من لبنان.
تُعقَد ضمن مهرجان الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة ندوة بعنوان "رحلة عبدالرحمن عرنوس المسرحية والإنسانية"
وتقام خلال المهرجان ورشات تدريبية متنوعة من بينها: ورشة “البانتومايم” (يقدمها سعيد سلام من فلسطين)، وورشة “المكياج” (تقدمها أميمة بن عياد من المغرب)، وورشة “التعبير الجسدي” (تقدمها كونتين جوي من فرنسا، وديلارتي من بلجيكا)، وورشة “الكوميديا” (تقدمها بوريس أوليفر من بلجيكا)، وورشة “الصوت والغناء” (تقدمها كاثلين بيل من الولايات المتحدة).
وتتشكل لجنة التحكيم من: جواد الأسدي ورياض موسى السكران (من العراق)، وعبير عيسى (الأردن)، ومحمد الروبي (مصر)، ولطيفة البقمي (السعودية)، وحبيب غلوم (الإمارات)، وميهيلا ميهوت (الولايات المتحدة).وعلى هامش المهرجان، يوقع المخرج المسرحي حكيم حرب كتابه “القبطان الذي ضل طريقه نحو المسرح” الذي يلخّص فيه سيرته الذاتية ومحطات في مسيرة مسرح الرحالة عبر أكثر من ثلاثة عقود، وقد وثق فيه مغامرته المسرحية التي خاضها مع مسرح الرحالة الذي أسسه وقدم من خلاله جل تجاربه التي امتازت بالمغامرة على صعيد المضمون، والأدوات، وأشكال العرض وتمرده على الفضاءات المغلقة والمفتوحة على حد سواء.
وكان حكيم حرب بصفته مدير المهرجان أكد في تصريحاته الإعلامية ضرورة الدفاع عن المسرح في الفضاءات المفتوحة وقال “نقيم الدورة الثانية لمهرجان الرحالة رغم الصعوبات والمعيقات والتحديات، ونصر على ألا يتسلل إلينا الإحباط، وألا ننظر إلى الوراء، فنعمل بهدوء، ونبتسم بحب للجميع، لأن لنا هدفًا ساميًا هو أن نملأ فضاءات الأردن مسرحًا يُعلي من شأن القيم الإنسانية والجمالية، ويدعو إلى الحياة في مواجهة كل ما يعتري العالم اليوم من فوضى وعنف ودمار”.
وتُعرض الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان في مواقع مفتوحة من بينها: المسرح الروماني الصغير (الأوديون)، والساحة الهاشمية، وساحة مسرح أسامة المشيني، وساحة نقابة الفنانين الأردنيين، وساحة غاليري راس العين، وساحة مركز الحسين الثقافي.