الحكومة العراقية تفتح تحقيقا في اختفاء باحثة إسرائيلية في بغداد

كتائب حزب الله العراقية تنفي بشكل غير مباشر الاتهامات الموجهة إليها باختطاف الباحثة إليزابيث تسوركوف.
السبت 2023/07/08
فصيل عراقي موال لإيران متهم باختطاف الباحثة الإسرائيلية

بغداد - فتحت الحكومة العراقية تحقيقا متعلقا بخطف باحثة إسرائيلية – روسية في البلاد، على ما أعلن المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي إثر اتهام إسرائيل لفصيل عراقي مسلح موال لإيران بالمسؤولية عن اختفائها.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن الأربعاء عن اختطاف الباحثة إليزابيث تسوركوف.

وحمّل مكتب نتنياهو في بيان كتائب حزب الله مسؤولية هذه القضية، قائلاً إن “تسوركوف، المواطنة الإسرائيلية – الروسية التي اختفت قبل بضعة أشهر في العراق، محتجزة لدى ميليشيا كتائب حزب الله الشيعية”. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية في تصريح لقناة تلفزيونية محلية إن “الحكومة تقوم بإجراء تحقيق رسمي”.

وأضاف العوادي “بما أن هذه القضية على هذا المستوى (…) ومتداخلة، بالتالي لا يوجد أي تصريح رسمي بهذا الخصوص إلى أن تكمل الحكومة العراقية تحقيقاتها الرسمية وتصل إلى نتائج”.

وتابع في مقابلة مع قناة “العهد” المقربة من الحشد الشعبي، وهو تحالف لميليشيات مسلحة مدعومة من إيران وباتت أخيراً جزءا من القوات الرسمية العراقية، أنه “بعد ذلك إن شاء الله ستكون هناك بيانات أو مواقف رسمية من قبل الحكومة العراقية”.

حكومة نتنياهو من غير المرجح أن تدخل في مفاوضات مباشرة أو تدفع مقابل إطلاق سراحها كما جرى في حالات الاختطاف التي تعرض لها إسرائيليون في السابق

وكتائب حزب الله المتهمة باختطاف الباحثة هي واحدة من أبرز ميليشيات الحشد الشعبي.

ويدعم الإطار التنسيقي التحالف السياسي الذي يشكّل الحشد الشعبي جزءاً منه الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيانه الأربعاء، إنّ “إليزابيث تسوركوف على قيد الحياة ونحن نحمّل العراق المسؤولية عن سلامتها”.

ووصلت تسوركوف إلى بغداد “مطلع يناير 2022” بجواز سفر “روسي”، بحسب ما قال دبلوماسي غربي في العراق طالباً عدم ذكر اسمه.

وفي بغداد ركّزت تسوركوف في بحثها على فصائل موالية لإيران وعلى التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر وفقا للعديد من الصحافيين الذين التقوها.

وبحسب مصدر في الاستخبارات العراقية فقد اختطفت تسوركوف في بغداد “مطلع شهر رمضان” الذي بدأ هذا العام في 23 مارس.

وقال مصدر في الاستخبارات العراقية إنّ تسوركوف خُطفت بينما كانت تغادر مقهى في حيّ الكرّادة بالعاصمة العراقية.

وحصلت وكالة فرانس برس من المصدر نفسه على مقطع فيديو سجّلته كاميرا مراقبة في المقهى تظهر فيه شابة تغادر برفقة رجل.

وبحسب المصدر فإنّ المرأة التي ظهرت في التسجيل هي تسوركوف، والرجل الذي رافقها هو الخاطف، وهو عنصر في مجموعة عراقية موالية لإيران.

وفي أول تعليق لها على الأمر، نفت كتائب حزب الله العراقية بشكل غير مباشر الاتهامات الموجهة إليها بشأن اختطاف الباحثة.

وقال أبوعلي العسكري المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقية الخميس، إنهم “سيبذلون جهدا مضاعفا للوقوف على مصير الأسيرة أو الأسرى الصهاينة في بغداد خدمة للصالح العام”.

rr

وأضاف العسكري في تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “نعمل على معرفة المزيد عن نوايا العصابة الإجرامية ومن يقوم بتسهيل تحركاتهم في بلد يحظر ويجرم التعامل معهم (إسرائيل)”.

وذكر أن “اعتراف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بوجود عنصر أمني إسرائيلي أسير في العراق مؤشر خطير للغاية يجب الوقوف عنده والتعامل معه بدقة وحزم، وعلى الأجهزة الأمنية المختصة كشف الشبكات المرتبطة بهذا الكيان وتقديمها للعدالة”.

وتقول تسوركوف على موقعها الشخصي على الإنترنت إنها تتحدّث الإنجليزية والعبرية والروسية والعربية. ويضيف موقعها على الإنترنت أنّها زميلة في معهد نيولاينز للإستراتيجية والسياسة، وزميلة بحث في منتدى التفكير الإقليمي، وهو مؤسسة فكرية إسرائيلية – فلسطينية مقرّها القدس.

ووفق قناة “كان” الرسمية الإسرائيلية فإن “تسوركوف مجندة سابقة في الجيش الإسرائيلي ومعروفة كباحثة في الشؤون السورية ومعلقة على شؤون الحرب التي اندلعت هناك عام 2011، ودخلت بجواز سفرها الروسي”. وتقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن المسؤولين في إسرائيل يعتقدون أنه من غير المرجح أن تُحل قضية تسوركوف قريبا.

وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن حكومة نتنياهو من غير المرجح أن تدخل في مفاوضات مباشرة أو تدفع مقابل إطلاق سراحها كما جرى في حالات الاختطاف التي تعرض لها إسرائيليون في السابق.

3