قصف إسرائيلي على جنوب لبنان ردا على إطلاق صاروخين

خمسة عشر قذيفة صاروخية تستهدف خراج بلدة كفرشوبا ومزرعة حلتا حيث نصبت جماعة حزب الله خيما، فيما تحض قوات اليونيفيل الجانبين الإسرائيلي واللبناني على عدم التصعيد.
الخميس 2023/07/06
توتر على الجبهة الشمالية لإسرائيل

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته قصفت منطقة في لبنان أُطلقت منها قذيفة، الخميس، انفجرت بالقرب من الحدود داخل الأراضي الإسرائيلية.

ويأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه التوتر الإسرائيلي العربي في المنطقة بعد أن نفذت إسرائيل واحدة من أكبر عملياتها العسكرية منذ سنوات في الضفة الغربية المحتلة، مستهدفة مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين.

وقال الجيش "في أعقاب انفجار محاذٍ لبلدة الغجر (في الجولان السوري المحتل)، تبين أن قذيفة هاون أطلقت من الأراضي اللبنانية وانفجرت على مقربة من الحدود في الأراضي الإسرائيلية" مضيفا "ردا على ذلك يقوم الجيش بقصف المنطقة التي أطلقت منها القذيفة".

وفي لبنان أفادت الوكالة الوطنية للإعلام "يسجل في هذه الاثناء قصف مدفعي اسرائيلي يستهدف خراج بلدة كفرشوبا ومزرعة حلتا، قد سجل سقوط أكثر من 15 قذيفة مدفعية عيار 155مم".

وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن ثلاثة مصادر أمنية قولها، إن صاروخاً على الأقل أطلق من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وأفادت وسائل إعلام بسماع دوي انفجارين في محيط بلدة كفرشوبا جنوب لبنان فيما انتشر الجيش اللبناني في المنطقة.

وقالت المصادر الأمنية اللبنانية الثلاثة، إن صاروخين أطلقا من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، سقط أحدهما في الأراضي اللبنانية، والثاني بالقرب من منطقة متنازع عليها على الحدود، لكن لم يرد أي تأكيد رسمي لذلك.

ورأى شهود أعمدة من الدخان الأبيض تتصاعد من الجنوب اللبناني. وقال أحد سكان قرية الوزاني في جنوب لبنان حيث سقط أحد الصاروخين إن قصفا بالمدفعية أصاب المنطقة من اتجاه إسرائيل.

وقالت المصادر في لبنان إن الصاروخ الثاني سقط قرب قرية الغجر الواقعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وقالت عن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) في بيان "بُعيد الساعة الثامنة صباحاً، رصد جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل انفجارات بالقرب من المجيدية".

وأضافت "لم نتمكّن من تأكيد مصدر أو سبب الانفجارات في ذلك الوقت، لكنّنا أرسلنا جنود حفظ السلام للتحقيق، حيث أنّ الأصوات كانت متوافقة مع احتمال إطلاق صاروخ. وقرابة الظهر، رصدنا قذائف من إسرائيل على منطقة كفر شوبا في لبنان".

وتابع أن "رئيس بعثة (اليونيفيل) وقائدها العام، اللواء أرولدو لاثارو، على اتصال بالسلطات في لبنان وإسرائيل، وآليات الارتباط التي نتطلع بها تعمل بشكل كامل لمنع المزيد من التصعيد"، مؤكداً أنّ "هذا الحادث يأتي في وقت حسّاس وفي منطقة شهدت توترات في وقت سابق من هذا الأسبوع".

وحضّت قوات "اليونيفيل" الجميع على "ممارسة ضبط النفس وتجنّب أي إجراء قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد".

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين ولم يرد تعليق بعد من الجيش اللبناني أو من حزب الله.

وعبرت جماعة حزب الله المدعومة من إيران عن دعمها للقضية الفلسطينية خلال العملية الإسرائيلية على جنين بالضفة الغربية. وخاضت الجماعة التي تهيمن على الجنوب اللبناني عدة معارك مع إسرائيل.

وتأتي هذه الحادثة فيما يسود توتر منذ أيام على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية حيث نصبت ميليشيات "حزب الله" خيماً في كفرشوبا على مقربة من الخط الأزرق، ما استدعى تحذيراً من تل أبيب من أنها قد تزيلها بالقوة إذا لزم الأمر.

وفي بيان منفصل نددت الجماعة بما وصفتها بأنها "إجراءات خطيرة" اتخذها الجيش الإسرائيلي في القسم الشمالي من قرية الغجر الذي يعتبره لبنان جزءا من أراضيه.

واتهمت حزب الله إسرائيل بإنشاء "سياج شائك وبناء جدار أسمنتي".

وقالت وزارة الخارجية اللبنانية الثلاثاء إنها قلقة من تلك التحركات، مضيفة أنها تخلق "واقعا جديدا على الأرض".

ولم يرد تعليق حتى الآن من الجيش الإسرائيلي على اتهامات حزب الله.

واتهمت إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإطلاق صواريخ على إسرائيل من لبنان في أبريل خلال موجة أخرى من تصاعد العنف الإسرائيلي الفلسطيني. ودفع هذا إسرائيل إلى قصف مواقع في لبنان.

ولا يزال لبنان واسرائيل في حالة حرب رسميا، وتقوم قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) بتسيير دوريات على الحدود بين البلدين.

وكانت إسرائيل قصفت لبنان في أبريل الماضي ردا على إطلاق وابل من الصواريخ من الأراضي اللبنانية.

وبعد أن قال الجيش الإسرائيلي في البداية إن ليس لديه ما يدل على أي وقائع غير عادية على جانبه من الحدود، أكد في وقت لاحق أن مقذوفا انفجر هناك. ولم تكن هناك إشارة إلى وقوع خسائر.

وقال بيان الجيش "ردا على ذلك، تقوم قوات الدفاع الإسرائيلية حاليا بضرب المنطقة التي تم منها الإطلاق في الأراضي اللبنانية".

وأضاف أن التجمعات السكنية الإسرائيلية قرب الحدود لم تصدر لها أي أوامر خاصة بسبب ذلك. وعند حدوث تصعيد كبير للعنف، تصدر إسرائيل عادة توجيهات للمدنيين في المنطقة المعرضة للخطر بالاحتماء.